منذ 4 سنوات زى دلوقتى كنت أتابع الانتخابات الأمريكية بحماس شديد ودعاء لباراك حسين أوباما أن يفوز ولم أنم ليلتها حتى اطمأننت أنه فاز وفرحت جدا - وكأنه أبويا أو أخويا - لدرجة أنه لما فاز كتبت له خطابا مليئا بالحب والمشاعر الدافئة وحلِفت السفيرة الأمريكية "مارجريت سكوبى" براس أبوها - عند استقبالها لنا فى حفل بمنزلها - أنها تسلمه الجواب بإيديها عند قدومه لمصر وتبلغه سلامى وأشواقى الحارة، وجاء أوباما إلى مصر فى الزيارة الميمونة وخطابه الطويل فى جامعة القاهرة الذى أخذنى لأحلام اليقظة فى سلام عادل وأن القدس عربية داخل دولة فلسطين المستقلة، ومرت الأيام وصحوت من الحلم وعدت إلى وعيى الذى يعرف أن أمريكا هى دولة المصالح فى العالم وأن اللوبى اليهودى هو أقوى من أى رئيس حتى لو كان باراك حسين أوباما. ثم جاءت انتخابات الرئاسة الأمريكية 2012 وحصلت المنافسة بين أوباما ورومنى وتفرجنا على فن المناظرات الرئاسية والحملات الانتخابية التى ينفق عليها أموالا لم نسمع عنها من قبل، وتعلمنا كيف تلعب حركة الجسد والأيدى دورا كبيرا وكذلك لون الكرافتة ونبرة الصوت كلها أمور لسه بدرى علينا أن نستخدمها ويكفينا أننا نستخدم الديمقراطية كما يقول الكتاب ! أحسست ليلة الانتخابات ببرود شديد فلا فرق عندى بين فوز رومنى أو أوباما – على عكس أغلب الشعوب العربية الذين يفضلون أوباما – حتى أننى نمت ليلتها وعندما صحوت نهار اليوم التالى علمت بفوز أوباما فلم أشعر بشىء.. لا حزن ولا فرح لأننى تأكدت أنه لا فرق بين زيد وعبيد وإنما المصالح الأمريكية هى السيد الذى يهيمن على كل المشهد.. صحيح أننى عندما تفرجت على خطاب أوباما فى شيكاجو بعد فوزه مباشرة وأعترف أننى كالعادة انبهرت بكاريزمته وصوته الزنجى الرائع وطريقة أدائه على الاستيدج بالكرافت الأزرق المميز وهو يعلو بصوته وينخفض، وهو يسرع بالكلام ثم يبطئ.. خطاب حماسى رائع يجعلك تتمنى أن تكون أمريكيا حتى يكون موجها إليك... ولكننى رغم كل ذلك لا أحب اللون الرمادى... وأوباما من أصحاب اللون الرمادى.
