كثرت أحاديث الإخوان الداعية لكل التيارات والأحزاب والقوى السياسية وحتى الأفراد إلى مناقشه مسودة الدستور وإبداء الرأى حولها وتقديم مقترحات تحمل تعديلات على المواد الموجودة بها أو إضافة مواد جديدة فانهالت الاقتراحات والتعديلات والاعتراضات من الجميع على بعض النصوص ورغم كل تصريحات الإخوان السابقة عن الحوار المجتمعى والتوافق لم نسمع عن أى تعديل لأى مادة حتى الآن وكأن المراد من هذه التصريحات هو توصيل رسالة إلى الشعب مفادها أن الإخوان لا يريدون دستوراً يخدم مصالحهم وأنه لا مطالب خاصة للإخوان فى الدستور. وعلى الرغم من أن هذا المعنى لا يتسق مع حرص الجماعة على بقاء الجمعية التأسيسية وعدم حلها.. ولكن لو اْن الإخوان صادقين فى هذه الرسالة فأين ذهبت هذه الاقتراحات وما هى المواد التى تم تعديلها ؟ ولكن الأعجب من أننا لم نسمع عن أى تعديل هو أن نقرأ على صفحات الجرائد أن مكتب الإرشاد يدرس خطة الجماعة فى الحشد للتصويت ب"نعم" على الدستور!! حقاً إنه أمر مدهش أن يوافق الإخوان على الدستور قبل الانتهاء من كتابته بل ويستعدون بخطة لحشد الناس للتصويت ب نعم على دستور لم يكتمل بعد؟ أليس هذا دليلا على أن الإخوان واثقون من أن الدستور الذى لم تكتمل صياغته سينال رضاهم ويوافقك هواهم إن الحقيقة الواضحة هى أن هذه الثقة لا تتحق إلا إذا كتبوا الدستور بأنفسهم ولأنفسهم. * أى دستور سيحشد الإخوان الناس لقبوله؟ هل يقصدون المسودة التى لم يقبلها أحد غيرهم حتى الآن ؟؟ إذا كانوا يقصدون المسودة بعد التعديل فأين هو التعديل؟ أليس من المنطق أن نجرى التعديلات ونتوافق عليها أولاً قبل التفكير فى الترويج لها؟ ومع ذلك فاْنا لا أفهم لماذا سيدعون الناس للقبول أليس للناس عقول مثلهم ليفكروا ويقرروا القبول أو الرفض ؟؟ إن مجرد تفكير الإخوان فى حشد الناس لقبول المسودة يعنى أنهم يدركون أن الناس سيرفضونها، إذا تركوهم يقررون وحدهم ولم يمارسوا الوصاية عليهم. فهل سنستعيد ذكريات استفتاء 19 مارس، الذى قيل فيه للناس إن رافضى التعديلات يريدون تغيير المادة الثانية من الدستور رغم أنها لم تكن مطروحة فى الاستفتاء أصلاً!! هل ستدخلنا (نعم) نفس الجنة التى دخلناها فى مارس أردت أن أسأل الإخوان إذا كنتم مقتنعين فعلا باْن الدستور مثالى ومعبر عن طموحات المصريين فلماذا تتوقعون رفض الناس لما ترونه أنتم عبقرياً ؟
