أسعار الذهب اليوم الأحد 28 أبريل 2024    استقرار أسعار الدولار مقابل الجنيه المصري في البنوك المصرية    ما الأسلحة التي تُقدّم لأوكرانيا ولماذا هناك نقص بها؟    روسيا: دمرنا أكثر من 17 طائرة بدون طيار أطلقتها أوكرانيا    الجارديان: وزارة الدفاع البريطانية تدرس إرسال قوات إلى غزة لتوزيع المساعدات    انتوا بتكسبوا بالحكام .. حسام غالي يوجّه رسالة ل كوبر    بعد الفوز على الخليج.. النصر يكسر رقم الهلال    حر ولا برد| تحذير هام من الأرصاد الجوية للمواطنين.. انخفاض درجات الحرارة    التصريح بدفن جثة شاب لقى مصرعه أسفل عجلات القطار بالقليوبية    طلاب صفوف النقل بالثانوية الأزهرية يبدأون امتحانات نهاية العام    نصيحة علي جمعة لكل شخص افترى عليه الناس بالكذب    نشرة «المصري اليوم» الصباحية.. أسرة محمد صلاح ترفض التدخل لحل أزمته مع حسام حسن    بالصور.. كنيسة رؤساء الملائكة تحتفل بأحد الشعانين    الزمالك يتحدى دريمز في مباراة العبور لنهائي الكونفدرالية الإفريقية    السبب وراء عدم انخفاض أسعار السلع في الأسواق.. التموين توضح    الأهرام: أولويات رئيسية تحكم مواقف وتحركات مصر بشأن حرب غزة    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأحد 28 أبريل    بطلوا تريندات وهمية.. مها الصغير ترد على شائعات انفصالها عن أحمد السقا    وقف انقطاع الكهرباء وتخفيف الأحمال اليوم ولمدة 8 أيام لهذا السبب    لا بديل آخر.. الصحة تبرر إنفاق 35 مليار جنيه على مشروع التأمين الصحي بالمرحلة الأولى    بعد واقعة «طفل شبرا».. بيان هام من الأزهر الشريف    محاكمة المتهمين بقضية «طالبة العريش».. اليوم    تصفح هذه المواقع آثم.. أول تعليق من الأزهر على جريمة الDark Web    الأطباء تبحث مع منظمة الصحة العالمية مشاركة القطاع الخاص في التأمين الصحي    سيد رجب: بدأت حياتى الفنية من مسرح الشارع.. ولا أحب لقب نجم    عاجل.. قرار مفاجئ من ليفربول بشأن صلاح بعد حادثة كلوب    السكك الحديد تعلن عن رحلة اليوم الواحد لقضاء شم النسيم بالإسكندرية    لتضامنهم مع غزة.. اعتقال 69 محتجاً داخل جامعة أريزونا بأمريكا    مصرع 5 أشخاص وإصابة 33 آخرين في إعصار بالصين    رفض الاعتذار.. حسام غالي يكشف كواليس خلافه مع كوبر    تسليم أوراق امتحانات الثانوية والقراءات بمنطقة الإسكندرية الأزهرية    أتلتيكو مدريد يفوز على أتلتيك بلباو 3-1 في الدوري الإسباني    فضل الصلاة على النبي.. أفضل الصيغ لها    اشتباكات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي غرب رام الله    عضو اتحاد الصناعات يطالب بخفض أسعار السيارات بعد تراجع الدولار    بعد التراجع الأخير.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد 28 أبريل 2024 بالأسواق    هيئة كبار العلماء السعودية تحذر الحجاج من ارتكاب هذا الفعل: فاعله مذنب (تفاصيل)    بالأسماء.. مصرع 5 أشخاص وإصابة 8 في حادث تصادم بالدقهلية    هل مرض الكبد وراثي؟.. اتخذ الاحتياطات اللازمة    اليوم، أولى جلسات دعوى إلغاء ترخيص مدرسة ران الألمانية بسبب تدريس المثلية الجنسية    العالم الهولندي يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة ويكشف عن مكانه    عمرو أديب: مصر تستفيد من وجود اللاجئين الأجانب على أرضها    غادة إبراهيم بعد توقفها 7 سنوات عن العمل: «عايشة من خير والدي» (خاص)    نيكول سابا تحيي حفلا غنائيا بنادي وادي دجلة بهذا الموعد    متحدث الكنيسة: الصلاة في أسبوع الآلام لها خصوصية شديدة ونتخلى عن أمور دنيوية    الأردن تصدر طوابعًا عن أحداث محاكمة وصلب السيد المسيح    تشيلسي يفرض التعادل على أستون فيلا في البريميرليج    نصف تتويج.. عودة باريس بالتعادل لا تكفي لحسم اللقب ولكن    ما حكم سجود التلاوة في أوقات النهي؟.. دار الإفتاء تجيب    إصابة 8 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ربع نقل بالمنيا    المشدد 8 سنوات لمتهم بهتك عرض طفلة من ذوى الهمم ببنى سويف    هل يمكن لجسمك أن يقول «لا مزيد من الحديد»؟    23 أكتوبر.. انطلاق مهرجان مالمو الدولي للعود والأغنية العربية    السيسي لا يرحم الموتى ولا الأحياء..مشروع قانون الجبانات الجديد استنزاف ونهب للمصريين    أناقة وجمال.. إيمان عز الدين تخطف قلوب متابعيها    ما هي أبرز علامات وأعراض ضربة الشمس؟    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من الإصابة بهذا المرض    " يكلموني" لرامي جمال تتخطى النصف مليون مشاهدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إنجازات عبدالناصر تطارد مرسى.. بعد أن قال "مرسى": "وما أدراك ما الستينيات".. أشاد بعبدالناصر فى قمة عدم الانحياز كأحد مؤسسيها وأشاد "الشاطر" بالعدالة الاجتماعية فى الستينيات
وإن أردنا العودة لأفريقيا فسنجد عبدالناصر رمزاً لتحررها...
نشر في اليوم السابع يوم 28 - 09 - 2012


كتب سعيد الشحات
لم تكن جملة "وما أدراك ما الستينيات" التى ذكرها الرئيس محمد مرسى فى أول خطاب جماهيرى له بميدان التحرير بعد فوزه بالرئاسة، جملة عابرة، وإنما عبرت عن رؤية سياسية للرئيس الذى جاء من قلب جماعة الإخوان المسلمين التى ناصبت العداء لجمال عبدالناصر وثورة 23 يوليو1952.
كانت الجملة مفتتحا لجدل كبير بين مؤيد ومعارض، لكنها فتحت الأعين لتوقعات كثيرة فى طريقة التعامل من الرئيس الجديد مع ثورة يوليو بتراثها، وجمال عبدالناصر بقيادته لها.
زوّدت توقعات "ماذا سيفعل الرئيس مع ثورة يوليو وقائدها،بخلفيات تاريخية لكنها مازالت حاضرة فى الأذهان، فإذا كان هناك ذكرى لجلاء الاستعمار الإنجليزى لمصر، فهو صنع ثورة يوليو، وحصيلة نضال وطنى طويل بدأ بثورة عرابى 1981، ومر بقيادة مصطفى كامل فى مطلع القرن العشرين للحركة الوطنية، ثم محمد فريد فثورة 1919 بقيادة سعد زغلول، وإذا كانت هناك ذكرى لتأميم قناة السويس عام 1956، فهى من إنجاز ثورة يوليو وجمال عبدالناصر، وكانت المقاومة الشعبية وصمود الشعب المصرى مفتاحا لصد العدوان الثلاثى الذى جاء على أثر قرار التأميم، ولم يكن تأميم القناة وعودتها إلى السيادة المصرية، إلا خطوة فى طريق الاستقلال الوطنى الذى كان عنوانه أيضا معركة بناء السد العالى، الذى رفض البنك الدولى تمويله لرفض شروطه المجحفة التى كانت بمثابة تدخل فى شؤون مصر.
كانت معركة صد العدوان الثلاثى "إنجلترا وفرنسا وإسرائيل" عام 1956، وتأميم قناة السويس زلزالا عالميا، ففى الوقت الذى أسقطت هذه الحرب حكومات فى دول العدوان الثلاث، كانت عنوانا رئيسيا فى أفول الإمبراطورية البريطانية، بعد أن كانت الإمبراطورية التى لا تغرب عنها الشمس، وكانت مفتتحا لتحرر العالم الثالث بعد قرون من هيمنة الاحتلال الأجنبى، وكانت المنطقة العربية على موعد مع ذلك، ولعل مساندة الثورة الجزائرية كانت العنوان الأكبر فى هذا المسار والتى انتهت باستقلال الجزائر عام 1962 بعد 130 عاما من الاحتلال الفرنسى، وقبلها كانت معركة مساندة مصر لعودة الملك محمد الخامس إلى عرشه فى المغرب بعد عزله ونفيه خارج بلاده من الاستعمار الفرنسى، ومعركة إسقاط حلف بغداد الذى كان من تخطيط المخابرات الأمريكية لخلق حلف تابع لها.
ترك ذلك ما اصطلح على تسميته بدور مصر الرائد فى المنطقة العربية، ودول العالم الثالث، وسياسة رائدة فى إفريقيا، ولعبت مصر عبدالناصر دورها الرائد فى تأسيس كيانات تعبر عن كل ذلك، مثل "كتلة عدم الانحياز" و"منظمة الوحدة الإفريقية" و"دول التعاون الإسلامى"، وتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية كواجهة للنضال الفلسطينى من أجل تحرير فلسطين، وكان كل ذلك تعبيرا عن الدوائر التى حددها عبدالناصر كمجال حيوى لتحركها وارتباطها، وهى العربية والإسلامية والإفريقية، وقد تكون هناك أخطاء للتجربة فى تلك المسارات، لكن هل يمكن القفز عليها أو تجاهلها فى التوقيت الحالى؟ فحين تم تجاهلها منذ السادات، وسنوات حكم مبارك، بدت مصر وكأنها تعيش فى قمقمها لا تخرج عنه، والمأساة أن سنوات حكم مبارك، شهدت تنظيرا من زمرة النظام وأتباعه لانكفاء مصر على نفسها، وكانت الحصيلة خروجا من إفريقيا، مما أدى إلى أوضاع شائكة لمصر فى قضية مياه النيل، ووداع لقضايا العالم الثالث، وتمزيق عربى انعكس على وضع القضية الفلسطينية فى ذيل اهتمامات حكامنا العرب، وأصبحنا نواجه خطر تقسيم جديد للدول العربية على أسس عرقية، وكان انفصال جنوب السودان عن شماله هو البدء.
دعك من أن الرئيس محمد مرسى ينتمى إلى جماعة الإخوان، أو أى فصيل سياسى آخر، فحين يضبط العقل المصر ى والعربى نفسه، بحثا عن استعادة دور مصر، وإعطاء عافية جديدة للعرب، فلن يكون هناك طريق غير الطريق الذى أسسه جمال عبدالناصر، رغم كل المهاترات التى يطرحها البعض من استدعاء لقضايا مثل ذهاب الجيش المصرى إلى اليمن، وحكايات من هنا وهناك حول تدخل مصر فى الشؤون الداخلية للدول العربية، كان ملايين العرب الذين خرجوا فى بلادهم يوم وفاة عبدالناصر رسالة إلى كل من يعنيه الأمر.
فلنتأمل خطابات الرئيس مرسى بهدوء، ستجد بين سطورها بعض الرائحة من ذلك فى الطرح السياسى، لكن ينقصه الإمساك به والعمل من أجله بإرادة سياسية مستقلة، والمثير أنه بينما يحدث ذلك، تواصل جماعة الإخوان هجومها على جمال عبدالناصر رغم مرور 42 عاما على رحيله.
أما على الصعيد الداخلى، فإذا كانت هناك ذكرى لعيد الفلاح، فهى أيضا مما تركته ثورة يوليو عبر قانونه الأول للإصلاح الزراعى، والذى بفضله، وكما قال شقيق الرئيس مرسى، حصلت العائلة على فدانين من الإصلاح، كانا عونا للعائلة، وإذا كان هناك تجربة للعدالة الاجتماعية حقيقية فى تاريخ مصر فهى من إنجاز ثورة يوليو، وكان هذا اعترافا من المهندس خيرت الشاطر نفسه، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، فى كلمة له قبل أسابيع بمؤتمر بقطر، وإذا كان هناك عهد لم تطل فيه الفتنة الطائفية برأسها فقد كان ذلك فى عهد جمال عبدالناصر.
رحل جمال عبدالناصر فى مثل هذا اليوم عام 1970، وبعد 42 عاما، وبعد ثورة 25 يناير، وحين أصبح الدكتور محمد مرسى رئيسا، وقال جملته الشهيرة: "وما أدراك ما الستينيات"، لم يكن أمامه سوى الإشادة بجمال عبدالناصر فى مؤتمر دول عدم الانحياز بطهران بوصفه أحد مؤسسيها مع الزعيم الهندى نهرو واليوغسلافى تيتو، واحتفل بعيد الفلاح يوم 9 سبتمبر الذى كان من زمن عبدالناصر، وحين سيلتفت إلى إفريقيا سيجد أمامه عبدالناصر فيها رمزا لتحررها من الاستعمار، وإذا أراد عدالة اجتماعية فأمامه تجربة عبدالناصر التى اعترف بها خيرت الشاطر، أى أننا أمام تراث وسياسات لا يمكن إغفالها مهما كانت ذكريات العلاقة بين عبدالناصر والإخوان.
هل يغيّر كرسى الحكم من أفكار الإخوان تجاه جمال عبدالناصر؟
كتب سماح عبدالحميد ونورا النشار وإسلام النحراوى وحسام الشقويرى ومصطفى عنبر
تحل اليوم الجمعة الذكرى الثانية والأربعون لوفاة الزعيم جمال عبدالناصر، وهى الذكرى الثانية بعد ثورة يناير والأولى بعد وصول الإخوان إلى سدة الحكم، من خلال تقلد الدكتور محمد مرسى منصب الرئاسة، وهو ما يعنى أن التيار الأكثر عداء للحقبة الناصرية أصبح المتحكم فى البلاد ورغم الإرث العدائى المعروف من قبل الإخوان للزعيم، ظهرت بعض التصريحات والمواقف الإيجابية من قبل بعض قيادات الجماعة والرئيس مرسى تجاه عبدالناصر فى الفترة الأخيرة.. وبرز ذلك فى الجلسة الافتتاحية لقمة عدم الانحياز، حيث أشاد مرسى بالرئيس الراحل عبدالناصر، وقال إن حركة عدم الانحياز بدأت بمشاركة قوية من مصر بقيادة عبدالناصر الذكى فكان يعبر عن إرادة الشعب فى كسر الهيمنة الخارجية، مشيرا إلى أن مصر ساعدت كثيرا من الدول – بعضهم ضمن دول عدم الانحياز – ونادت بحقوقهم.
كما احتفل مرسى بعيد الفلاح المرتبط بقانون الإصلاح الزراعى الذى أنجزه عبدالناصر، فيما أشاد خيرت الشاطر فى تصريحات صحفية له بالسياسات الاجتماعية التى انتهجها عبدالناصر قائلا: إنها ساهمت فى تمكين الفقراء وساعدت فى تكوين طبقة واسعة تستفيد من إمكانيات وموارد مصر.
هذه المشاهد على قلتها طرحت تساؤلا هو: هل يغير كرسى الحكم من نظرة جماعة الإخوان تجاه التجربة الناصرية أم سيبقى العداء متواصلا؟
الخرباوى: جيل بديع وعاكف وعزت ينظر إلى عبدالناصر على أنه "شيطان رجيم"
قال ثروت الخرباوى المحامى والقيادى السابق بجماعة الإخوان إن الجماعة قبل وصولها إلى الحكم كانت تقف عند منطقة العداء التاريخى تجاه عبدالناصر وعهده، لكن بوصولهم اختلف الوضع وبدأت تظهر التصريحات الإيجابية التى تدل على أن من يحكم يجب أن يكون لديه شمول فى الرؤية السياسية.
وأضاف الخرباوى "الإخوان يعلمون جيدًا أنهم يتعاملون مع مجتمع به تيار ناصرى قوى، إضافة إلى قطاع العمال والفلاحين اللذين استفادا بقوة من سياسات عبدالناصر" معتبرا التصريحات، وإن كانت لا تقال عن قناعة كاملة إلا أن تكرارها سيساعد على إزالة فجوة تاريخية ضخمة بين الإخوان وعبدالناصر".
وقسم الخرباوى جماعة الإخوان إلى شرائح فى فكرة تقبلها لعبدالناصر، موضحًا أنه لا يمكن لكل قيادات الجماعة تغيير فكرهم تجاه الراحل، لافتا إلى أنه إذا نظرت إلى التصريحات الإيجابية تجاه الناصرية ترى أن معظمها يخرج من الجيل الذى لم يسجن فى عهد عبدالناصر مثل: عبدالمنعم أبوالفتوح ومحمد البلتاجى وخيرت الشاطر، مشيرا إلى أن أبوالفتوح – وقت انضمامه - تحدث بشكل إيجابى عن عبدالناصر مما تسبب فى الهجوم عليه.
وأوضح القيادى السابق بالإخوان أن التصريحات الإيجابية من المستحيل أن تخرج من بعض القيادات التى كانت على خط النار مع عبدالناصر مثل: محمد بديع أو محمود عزت أو مهدى عاكف وغيرهم ممن طالهم ضرر فى هذه الحقب، وتابع جيل عبدالبديع وعاكف وعزت يحمل ثأرا ضد عبدالناصر يصل إلى حد أنهم يكفرونه ويعتبرونه ملحدا ويتعاملون معه على أنه شيطان رجيم، مشيرا إلى أهمية أن يتوارى هذا الجيل سياسيا ويحبس أفكاره فى بطنه لأن الوقت الحالى يجب أن يتم التعامل فيه بشكل مختلف، مشيرا إلى أن الجيل الجديد من أفراد الجماعة ينظر إلى التجربة الناصرية بشكل موضوعى أكثر ويدرك إيجابياتها وسلبياتها.
وعن توجه الرئيس مرسى تحديدا تجاه عبدالناصر وإشادته به فى أكثر من موقف رغم انتقاده لحقبة الستينيات من قبل، قال الخرباوى إن الرئيس برغم دخوله المتأخر لجماعة الإخوان فإنه تربى على يد محمود عزت ومحمد بديع اللذين يحملان ثأرا نفسيا تجاه عبد الناصر ما قد يجعله متأثرا بهما إلى حد ما، مشيرا إلى أن خطاب مرسى تجاه عبدالناصر محاولة منه لكسب الشارع، ولأنه أراد أن يظهر بصورة رئيس كل المصريين.
واستدل الخرباوى بتصريحات خيرت الشاطر التى أثنى فيها على التجربة الناصرية فى تحقيق العدالة الاجتماعية، موضحا أن الشاطر كان لديه طموحات فى أن يصبح رئيس جمهورية، وبالتالى حرص على أن يقدم نفسه كمشروع سياسى يجمع ولا يفرق، معتبرا أن هذه التصريحات تكسبه ود قطاع كبير من الشعب فى حالة قرر خوض تجربة الانتخابات الرئاسية.
"الحرية والعدالة": "ناصر" شخصية وطنية لم ينهب ولم يُرق دماء
قال المهندس صبرى عامر، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، إن طبيعة العلاقة بين الإخوان وجمال عبدالناصر خاصة بالجماعة، مشيرا إلى أن تصريحات حزب الحرية والعدالة يتم التعامل معها الآن بشكل مختلف باعتباره حزبا مسؤولا عن إدارة البلاد، وكذلك الأمر بالنسبة لتصريحات مرسى الذى لا يمكن أن يتعامل وفقا لآرائه الشخصية، وإنما من منطلق كونه مسؤولا عن كل المصريين بأيديولوجياتهم المختلفة. وأوضح عامر، عضو مجلس الشعب السابق عن الإخوان، أن عبدالناصر - بعيدا عن اختلافاتهم الكبيرة معه والظلم الشديد الذى تعرض له الإخوان فى عهده - يظل شخصية وطنية ولم يتهم فى أى قضايا فساد سياسى أو نهب لثروات البلد أو إراقة الدماء، إضافة إلى الإنجازات التى قام بها من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والتى هى الهدف الأساسى للإخوان وأى حاكم يسعى لخدمة الوطن.
وفيما يتعلق بفكر الإخوان المسلمين تجاه عبدالناصر قال عامر إنها جزء من الماضى، وهم متسامحون فيه، لأنه لن تفيد العودة إلى الوراء وأى مواقف تاريخية ستمر مرور الكرام يذكرها من يذكرها، إنما ما يهمهم الآن هو الوطن والمشاركة فى نهضته وبنائه.
وأوضح عامر أن تصريحات خيرت الشاطر التى أشاد فيها بعبدالناصر وسياساته لتطبيق العدالة الاجتماعية لا تعنى تغيير فكر الإخوان أو إمكانية إعادة التجربة الناصرية، إنما هى مبادئ عامة صالحة لكل زمان، ويسعى إليها كل من يريد الخير لهذا البلد ويعمل لمصلحة أبنائه بغض النظر عن اختلافنا أو اتفاقنا مع عبدالناصر.
وأكد عامر أن ما يفكر فيه الإخوان الآن هو الاستفادة من جميع القوى الوطنية الموجودة وتوحيد الصف لما فيه مصلحة الوطن وعدم الدخول فى عداء مع أى تيار أو اتجاه بسبب أحداث تاريخية طوى التاريخ صفحتها.
حبيب: عهد عبدالناصر كانت له إيجابيات وسلبيات ومن الممكن الاستفادة من إيجابياته
قال الدكتور محمد حبيب النائب الأسبق لمرشد جماعة الإخوان المسلمين إن العلاقة بين الإخوان وعبدالناصر لم تكن جيدة، مشيرًا إلى أنه بالنسبة للجماعة فإن عهد الرئيس عبدالناصر اتسم ببروز ما سمى بدولة المخابرات التى عاثت فى الأرض فسادا وأدت إلى كارثة 1967.
وأضاف حبيب أن الحقبة الناصرية لم يكن بها ديمقراطية أو تعددية سياسية ولم يحدث بها تداول سلمى للسلطة، كما الحال حاليا، وحتى حسابات الدول الأوروبية والأمريكية مختلفة الآن، لأنه لم يعد هناك معسكران غربى وشرقى مشيرا إلى أنه من الصعب أن يعيد التاريخ نفسه بسبب المتغيرات التى طرأت خلال ال60 عاما الماضية، تجعل هناك صعوبة فى أن يعيد محمد مرسى تجربة عبدالناصر بحذافيرها، ولكنه يستفيد منها بتطبيق ما يصلح منها للعصر الذى نعيشه، مضيفا أن عهد عبدالناصر كان به إيجابيات وسلبيات ومن الممكن الاستفادة من إيجابياته.
ولفت حبيب إلى أن احتفال مرسى بعيد الفلاح لا يعنى أنه سيتجه لتطبيق سياسات عبدالناصر لأنه من الصعب أن يطبق القوانين الاشتراكية فى ظل الوضع الحالى، كما سيختلف الأداء فى الدور الإقليمى لعبدالناصر لأنه كان يدعم حركات التحرر فى أفريقيا والعالم العربى، وهو ما لا يمكن أن يقوم به مرسى الذى أقصى ما يمكن أن يقوم به فى هذا الشأن هو أن يضع سياسة جديدة فيما يتعلق بالتعامل مع دول حوض النيل ومحاولة حل الملفات العالقة على مستوى المنطقة.
اقتصاديون: احتفال الرئيس محمد مرسى بعيد الفلاح لا يعنى إعادته سياسات عبدالناصر الزراعية
أكد الدكتور حمدى عبدالعظيم الخبير الاقتصادى استحالة أن تكون تصريحات الإخوان معبرة عن اتجاه لإعادة النظر فى علاقتهم بجمال عبدالناصر أو إعادة التجربة الناصرية من جديد، مؤكدا أن الإخوان لن يفعلوا ما فعله عبدالناصر من تأميم للشركات والاتجاه نحو النظام الاشتراكى كنظام اقتصادى يعتمد على المركزية المطلقة ونظام القطاع العام، موضحا أن الإخوان يتجهون بسياساتهم الاقتصادية إلى الاقتصاد الحر، وإن كان بضوابط اجتماعية. وفيما يخص احتفال مرسى بعيد الفلاح وعلاقته بسياسات عبدالناصر تجاه الإصلاح الزراعى وتمليك الأراضى للفلاحين، لفت حمدى إلى عدم إمكانية حدوث ذلك لاختلاف الظروف الاجتماعية، وما تقوم به الحكومة الآن هو التيسير على الفلاحين بإسقاط بعض الديون ودعم استصلاح الأراضى، وإعطاء حق الانتفاع لراغبى الاستصلاح.
وأضاف حمدى أن قطاع الصناعة غير محدد المعالم لدى الإخوان ولم يشيروا إلى إمكانية فتح المزيد من المصانع أو الاهتمام بمصانع القطاع العام، حتى إن خطاب الرئيس الأخير لم يشر فيه إلى ملف مصانع القطاع العام، وأشار فقط لضرورة الاهتمام بصناعة الأسلحة والعلوم والتكنولوجيا.
وأكد الخبير الاقتصادى سامى على أنه لا يوجد تعارض بين الفترتين فكلاهما امتداد للآخر، وعلى الإخوان أن يعترفوا بفضل عبدالناصر فلولا مجانية التعليم والبعثات العلمية الخارجية لكل طوائف الشعب بما فيهم أبناء الإخوان ما وصلوا لما هم فيه الآن. وكشف سامى عن وجود كيانات اقتصادية كبيرة وراء الإخوان بالخارج، يتجاوز حجم أعمالها 500 مليار دولار، ولها بنوك خاصة بمسميات عربية وإسلامية ولديهم الرغبة فى العودة إلى مصر، التى هاجروا منها بسبب اضطهاد النظام السابق لهم.
مؤرخون: مرسى لن يتحول إلى "كاريزمى" بدرجة عبدالناصر وتصريحات الإخوان الإيجابية عنه مجرد "شو إعلامى"
أوضح الدكتور قاسم عبده قاسم، الرئيس السابق لقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة الزقازيق، أن الخلاف بين عبدالناصر والإخوان كان نوعا من الصراع على السلطة وبطبيعة الحال وقتها كان الإخوان الطرف الأضعف وكان على المغلوب أن يدفع الثمن، لكن العداء السياسى القديم لا وجود له حاليا، وبالتالى يتحدث الإخوان عن التجربة الناصرية بشكل جيد ورغم توتر العلاقة بينهما فإن الإخوان قد يتجهون إلى تكرار تجربة عبدالناصر فى التنمية والعدالة الاجتماعية.
وأضاف قاسم أن محاولة الإخوان لتطبيق نظام للتنمية لا يتعلق بشخص بإعادة تجربة عبدالناصر، حيث لا يمكن اختزال التنمية على عهده، فالتنمية بدأت خلال عهد محمد على، مشيرا إلى أن الرئيس مرسى يحاول حاليا تلبية تطلعات الناس لكن هذا لا يعنى أنه سيتحول إلى زعيم كاريزمى بدرجة عبدالناصر.
وأوضح الرئيس السابق لقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة الزقازيق أن المسألة تتعلق بالمشروع القومى المصرى إذ يجب أن يسعى أى رئيس لتحقيق التنمية من خلال تحقيق العدالة الاجتماعية التى حاول عبدالناصر تحقيقها ومن قبله محمد على. وأكد أن مرسى لن يصبح مثل عبدالناصر لأن الظروف التاريخية مختلفة والشعب الذى قبل فردا بطلا وقتها لن يتقبله الآن، لأن عبدالناصر جاء كزعيم لثورة الضباط الأحرار أما مرسى فجاء من خلال ثورة وإرادة شعبية أطاحت بنظام كامل.
وأشار قاسم إلى أن الخطوط التنموية مشتركة بين التجربة الناصرية وبرنامج النهضة الذى تسعى جماعة الإخوان لتطبيقه من خلال مرسى، لكن خطأ عبدالناصر الوحيد هو إبعاد الشعب عن المشاركة فى الحكم وهو ما لا يمكن لمرسى بعد ثورة 25 يناير.
وقال المؤرخ عاصم الدسوقى إن خصومة الإخوان مع عبدالناصر لن تمحى بسهولة، وستضع صعوبة أمام تكرار مرسى لتجربة عبدالناصر، موضحا أن هذا العداء السياسى القديم وضح فى خطاب مرسى بميدان التحرير الذى قال فيه نصا: "الستينيات وما أدراك ما الستينيات" فى إشارة إلى سلبيات فترة حكم عبدالناصر.
واعتبر الدسوقى أن كل التصريحات الإيجابية من قبل قيادات الإخوان أو الرئيس مرسى تجاه عبدالناصر هى محاولة لكسب الناصريين ونوع من "الشو الإعلامى" ليس أكثر، مؤكدا أن مرسى لن يكرر سياسة عبدالناصر لأن القوى الخارجية المسيطرة على العالم حاليا لن تسمح إلا بتطبيق معاهدات اقتصادية حرة لقوانين السوق.
وأضاف الدسوقى إن ما قام به مرسى من جولات خارجية بعد توليه الحكم وحديثه عن فلسطين وسوريا لا يعنى استعادة نفس الدور الإقليمى لمصر فى عهد عبدالناصر وإنما مجرد محاولة لاستيعاب التيار الناصرى الذى ملأ الشارع.
عمار على حسن: "مرسى" كان مجبراً على ذكر عبدالناصر فى قمة عدم الانحياز
قال عمار على حسن الكاتب والباحث فى العلوم السياسية إن التصريحات الإيجابية من الجماعة والرئيس مرسى لا تدل على إعادة النظر فى العلاقة بين الإخوان وعبدالناصر، لافتا إلى أن العداء السياسى من قبل الجماعة للحقبة الناصرية لن ينتهى.
وأضاف أن مرسى كان مجبرًا على ذكر عبدالناصر أمام قمة عدم الانحياز لأنه مؤسس لها، وتحدثه بهذه الطريقة كان لكسب تأييد الناصريين، خاصة أنه قوبل بهجوم قوى بعد خطابه فى التحرير الذى انتقد فيه فترة الستينيات.
واستبعد عمار أن يعيد مرسى تجربة عبدالناصر لأن مشروع الإخوان "رأسمالى الفكر" وهم يؤمنون بضرورة تشجيع الأثرياء ظنا منهم أنهم الأنسب للقيام بعملية التنمية، بينما كان عبدالناصر ينحاز إلى الفقراء.
وأوضح المحلل السياسى أن النخبة المسيطرة فى عهد مرسى ستكون من رجال الأعمال الإخوان مثل خيرت الشاطر وحسن مالك، لذلك سيسعى إلى تبنى المشروع الرأسمالى، ومن المستحيل أن يطبق المشروع الاشتراكى، وتذكر عمار تصريحا سابقا لحسن مالك مستشار الرئيس للشؤون الاقتصادية فى إبريل 2011 قال فيه إن المشروع الاقتصادى لأمانة السياسات كان جيدا وناجحا، لكنه وجه بالفساد وهذا أكبر دليل على تشجيع النظام الرأسمالى.
ولفت عمار إلى أن التجربة الإخوانية فى التعامل مع الفقراء وتحقيق العدالة الاجتماعية مختلف تماما، مشيرا إلى أنهم يتعاملون مع الفقراء من باب الصدقات وليس الحقوق الاجتماعية وتعاملهم مع الاحتياج الاجتماعى يكون من خلال ما يقدمونه من خدمات خلال الانتخابات.
عماد عبداللطيف: العلاقة بين الطرفين لن تغيرها عدة شهور فى الحكم
قال الدكتور عماد عبداللطيف، أستاذ البلاغة وتحليل الخطاب بكلية الآداب جامعة القاهرة، إن العلاقة بين الإخوان وعبدالناصر لا يمكن أن تتغير فى عدة شهور من تواجدهم فى الحكم، مشيرا إلى أن إشادة مرسى بجمال فى قمة عدم الانحياز كان وفق مواءمات سياسية، واستنادا إلى دور عبدالناصر فى تأسيس حركة دول عدم الانحياز، كما تعد اعتذارا ضمنيا عن تصريحه السابق فى خطابه بميدان التحرير "الستينيات وما أدراك ما الستينيات" مشيرا إلى أن خطابات مرسى لازال بها الكثير من التصريحات التى غالبا ما يتراجع عنها لاحقا بسبب اعتماده على الارتجال فى بعض المواقف والتى قد تكون غير مناسبة.
وأوضح عبداللطيف الحاصل أن خطاب الرئيس فى ميدان التحرير وإلقائه القسم واستحضاره لأداء عبدالناصر فى حادث المنشية لا يعبر عن إعادة الإخوان للنظر فى علاقتهم بعبدالناصر، إنما هى أساليب عاطفية لكسب تأييد الجماهير والتى جعلت من عبدالناصر "زعيم ملهم" لكثير من المصريين.
ولفت عبداللطيف إلى أن خطابات مرسى تؤكد بُعد التجربة الناصرية عن فكر الإخوان وسياسة مرسى، موضحا أن خطبه دائما ما تركز على القضايا اليومية التى تشغل الشارع والأكثر إلحاحاً، بينما كانت خطب عبدالناصر تحتوى على بعد قومى وتشير إلى حدث عام لا يخص مصر وحدها بل يخص العالم العربى، ما جعل خطبه السياسية أحد أعمدة النهضة لأنه يتمتع بالمواطنة ولا يعرف التمييز على أساس اللون والجنس مضيفا: مرسى ربما يحاول أن يجتذب جميع التيارات بتصريحاته المختلفة لأنه رئيس لكل الشعب وليس لمجموعة أو لتيار بفكر معين.
دبلوماسيون: مرسى مضطر للاستفادة من التجربة الناصرية فى السياسة الخارجية
قال السفير هانى خلاف مساعد وزير الخارجية السابق إن أداء مرسى فى السياسة الخارجية لم يختلف عن مبارك، وما يقال عن تغيير السياسة فى عهد مرسى تجاه أمريكا وإسرائيل أو الدول العربية أو المجتمع الغربى شعارات لم يتحقق منها شئ سوى زيارة مرسى للصين التى أنجز فيها شراكات اقتصادية وتجارية تخدم مصر.
وقال خلاف إن هناك بعض الجوانب الشكلية المشتركة بين فكر عبدالناصر ومرسى منها الرغبة فى تحقيق استقلالية القرار الوطنى فى السياسة الخارجية، والحرص على تحريك محاور الحركة الإقليمية والخارجية وعدم قصرها على قطب دولى واحد. وأضاف خلاف: عبدالناصر عمل على استقلال القرار المصرى على المستوى الدولى ولعب أدوارا مهمة انتهت بنتائج وخيمة، وعلى مرسى إذا أراد انتهاج سياسة عبدالناصر فى مسألة استقلال القرار الوطنى، أن يدرس التجربة الناصرية.
وأوضح خلاف أنه لا مجال فى الوقت الحالى لصناعة سياسة خارجية قوية، دون بناء بنية داخلية مكتملة فى كل أشكالها "الوضع الاقتصادى والتعليم والصحة وتداول السلطة والحياة الحزبية".
من جانبه رأى السفير محمود شكرى، المحلل السياسى، أن مرسى لا يستطيع اتباع نهج عبدالناصر أو استعادة التجربة الناصرية فى السياسة الخارجية لعدة أسباب أهمها التفكك الذى تعانى منه الدول العربية مع وجود دول عربية لم يكن لها تأثير على الوضع الإقليمى سابقا، وفجأة بدأت تقود الدول العربية نحو قضايا معينة مثل قطر التى تتحدث مثلا عن القضية السورية وكأنها تتحدث باسم الدول العربية جميعها.
وأضاف أن مرسى يحاول أن يمتد فى الخارج ويخلق لمصر وضعا فى الدوائر بأكملها، كأفريقيا والدول الإسلامية، لذلك تتعامل معه أمريكا ودول أوروبا باعتباره رئيس دولة، عكس الرئيس عبدالناصر الذى كان المجتمع الأمريكى والأوروبى يتعاملان معه باعتباره "زعامة عربية" مدللا على حديثه بوقوف ناصر فى وجه واشنطن، عندما رفضت بناء السد العالى ولم يلتفت لحديث الدولة العظمى واتفق مع روسيا على بناء السد وكان هذا من أسباب حرب النكسة عام 1976.
وأشار السفير شكرى إلى أن عبدالناصر كان يعتقد دائما أن مصر لابد أن يكون لها دور قيادى بين الدول العربية ومن السهل عليه تحقيقه، لأنه كان يتمتع بشخصية قيادية مقبولة لدى العالم العربى، بينما خطة مرسى تركز على أن يكون لمصر تواجد خارجى فقط دون السعى إلى سيادة أو ريادة قوية.
لجنة تخليد ذكرى الزعيم: خصومة الإخوان معه ثأرية
أكد شريف سالم رئيس اللجنة الدائمة لتخليد ذكرى الزعيم عبدالناصر ووكيل اللجنة التجارية والصناعة لحقوق الإنسان أن الرئيس محمد مرسى بعد وصوله إلى الحكم أدرك - خاصة فى مؤتمر قمة عدم الانحياز - مكانة عبدالناصر وكان عليه أن يشيد به.
وأشار سالم إلى أنه بعد الحكم بعدم عودة مجلس الشعب مرة أخرى أصبح الإخوان مضطرين إلى الرجوع للشارع، ما جعلهم يحاولون التصالح مع كل التيارات السياسية، وتوقع أنه لن يكون هناك تغيير فعلى فى سياسة الإخوان تجاه عبدالناصر، مؤكدا أن هناك خصومة ثأرية بين الطرفين قد تتلاشى فى حالة أن يثبت الإخوان حسن النوايا من خلال الانخراط فى المناسبات الخاصة بالتيار الناصرى.
مع عمار على حسن اتفق إبراهيم الألفى نائب رئيس اللجنة والذى استبعد أن يغير الإخوان عقيدتهم تجاه عبدالناصر، لافتا إلى أن تصريحاتهم الإيجابية لا تدل على إعادة النظر فى هذه العلاقة، وإنما مجرد محاولة لتحقيق مكاسب مؤقتة بدعم الناصريين وتساءل: إذا كان مرسى غير من فكره تجاه عبدالناصر، فلماذا لم يزر ضريحه فى ذكرى 23 يوليو؟ مشيرا إلى أن خيرت الشاطر دعا الإسلاميين إلى التوحد لمواجهة تيار صباحى الذى يمثل أحد التيارات الناصرية ما يدل على استمرار العداء ضد الناصريين، مضيفا أن كل قيادات الإخوان لن تتقبل فكرة تقبل الحقبة الناصرية.
كما أكد الألفى صعوبة اتجاه الإخوان إلى تطبيق التجربة الناصرية حتى على مستوى العدالة الاجتماعية والتنمية، لافتا إلى أن هناك اختلافا كليا بين فكر عبدالناصر الاشتراكى وبرنامج الإخوان الرأسمالى، وقال إن تصريحات الشاطر التى أثنى فيها على التجربة الناصرية فى التنمية والعدالة الاجتماعية لا تشير بالضرورة إلى اتجاههم لتكرار نفس التجربة.
جمال عبدالناصر فى سطور
مولده:
ولد جمال عبدالناصر بالإسكندرية فى 15 يناير عام 1918، وفى 29 يونيو 1944 تزوج جمال عبدالناصر من تحية محمد كاظم، وقد أنجب ابنتيه هدى ومنى وثلاثة أبناء هم خالد، وعبدالحكيم وعبدالحميد.
دراسته:
حصل على شهادة الثانوية من مدرسة النهضة المصرية بالقاهرة عام 1937، دخل الكلية الحربية، ولم يكن طلاب الكلية يتجاوزون 90 طالبا. وبعد تخرجه فى الكلية الحربية عام 1938 التحق بالكتيبة الثالثة بنادق، وتم نقله إلى "منقباد" بأسيوط، حيث التقى أنور السادات وزكريا محيى الدين.
وفى سنة 1939 تم نقله إلى الإسكندرية، وهناك تعرف على عبدالحكيم عامر، الذى كان قد تخرج فى الدفعة التالية له من الكلية الحربية، وفى عام 1942 تم نقله إلى معسكر العلمين، وما لبث أن نُقل إلى السودان ومعه عامر. وعندما عاد من السودان تم تعيينه مدرسا بالكلية الحربية، والتحق بكلية أركان الحرب، ثم انتقل إلى فلسطين للمشاركة فى حرب 1948 ضد إسرائيل.
تنظيم الضباط الأحرار:
1949 بدأ التأسيس لتنظيم الضباط الأحرار، وتشكلت لجنة تأسيسية ضمت فى بدايتها خمسة أعضاء فقط، هم: جمال عبدالناصر، وكمال الدين حسين، وحسن إبراهيم، وخالد محيى الدين، وعبدالمنعم عبدالرؤوف، ثم زيدت بعد ذلك إلى عشرة، بعد أن انضم إليها كل من: أنور السادات، وعبدالحكيم عامر، وعبداللطيف البغدادى، وزكريا محيى الدين، وجمال سالم. وظل خارج اللجنة كل من: ثروت عكاشة، وعلى صبرى، ويوسف منصور صديق.
ثورة 23 يوليو:
فى 23 يوليو 1952 قامت الثورة، ولم تلقَ مقاومة تذكر، وكان الضباط الأحرار قد اختاروا محمد نجيب رئيسا لحركتهم، وكان عبدالناصر هو الرئيس الفعلى للجنة التأسيسية للضباط الأحرار، ومن ثم فقد نشأ صراع شديد على السلطة بينه وبين محمد نجيب، ما لبث أن أنهاه عبدالناصر لصالحه فى 14 نوفمبر 1954، بعد أن اعتقل محمد نجيب، وحدد إقامته فى منزله.
اتفاقية الجلاء:
استطاع عبدالناصر أن يعقد اتفاقية مع بريطانيا لجلاء قواتها عن مصر وذلك فى 19 أكتوبر 1954.
فى العام 1958 أقام وحدة اندماجية مع سوريا، وسميت الدولة الوليدة بالجمهورية العربية المتحدة، إلا أن هذه الوحدة لم تدم طويلاً، حيث حدث انقلاب فى الإقليم السورى فى سبتمبر من سنة 1961 أدى إلى إعلان الانفصال ثم تم عقد معاهدة وحدة متأنية مع العراق وسوريا سنة 1964.
محاولة الاغتيال:
تعرض لمحاولة اغتيال فى 26 أكتوبر 1954م، عندما كان يلقى خطبة جماهيرية فى ميدان المنشية بمدينة الإسكندرية الساحلية فى احتفال أقيم تكريماً له ولزملائه بمناسبة اتفاقية الجلاء، حيث ألقيت عليه ثمانى رصاصات لم تصبه أى منها، لكنها أصابت الوزير السودانى "ميرغنى حمزة" وسكرتير هيئة التحرير بالإسكندرية "أحمد بدر" الذى كان يقف إلى جانب جمال عبدالناصر، وألقى القبض على مطلق الرصاص، الذى تبين لاحقا أنه ينتمى إلى تنظيم الإخوان المسلمين.
النكسة والتنحى:
1967 وقعت النكسة، خرج عبدالناصر على الجماهير، طالباً التنحى من منصبه، إلا أنه خرجت مظاهرات فى العديد من مدن مصر، وخصوصا فى القاهرة طالبته بعدم التنحى عن رئاسة الجمهورية.
حرب الاستنزاف:
حرب الاستنزاف أو حرب الألف يوم هى الحرب التى بدأها جمال عبدالناصر بعد نكسة يونيو وهى من 3 مراحل:
المرحلة الأولى: مرحلة الصمود، وهى التى بدأت من يوم 1 يوليو 1967 بمعركة رأس العش.
المرحلة الثانية: مرحلة الدفاع النشط أو المواجهة، وهى التى بدأت من يوم 8 سبتمبر 1968.
المرحلة الثالثة: مرحلة التحدى والردع أو الاستنزاف، وهى التى بدأت فبراير 1969 وحتى مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار فى 19 يونيو.
أهم الإنجازات:
تأميم قناة السويس وإنشاء السد العالى على نهر النيل.
تأسيس منظمة عدم الانحياز مع الرئيس اليوغوسلافى تيتو والإندونيسى سوكارنو والهندى نهرو.
تأميم البنوك الخاصة والأجنبية العاملة فى مصر.
قوانين الإصلاح الزراعى وتحديد الملكية الزراعية التى بموجبها صار فلاحو مصر يمتلكون للمرة الأولى الأرض التى يزرعونها.
قوانين يوليو الاشتراكية "1961"
مساندة حركات التحرر العربية والأفريقية مما أدى إلى إطلاق اسمه على شوارع وميادين فى هذه الدول.
وفاته:
آخر مهام عبدالناصر كان حيث عاد من مطار القاهرة بعد أن ودع صباح السالم الصباح أمير الكويت. عندما دهمته نوبة قلبية بعد ذلك، وأعلن عن وفاته فى 28 سبتمبر 1970 عن عمر 52 عاما بنوبة قلبية تعرض لها بعد عودته من رحلة الوساطة لإيقاف أحداث أيلول الأسود بالأردن بين الحكومة الأردنية والمنظمات الفلسطينية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.