منذ أن عرفت الكرة المصرية الاحتراف فى مطلع التسعينيات، عرفت فى نفس الوقت السماسرة أو وكلاء اللاعبين الذين قادتهم الصدفة أحيانا إلى اكتشاف منجم ذهب وثراء سريع وسهل لمجرد أنهم يلعبون دور الوسيط بين البائع والمشترى فى سوق انتقالات اللاعبين.. وما أدراك ما سوق الانتقالات! استهوت السمسرة إداريين ومسئولين ولاعبين قدامى ووجدوا ضالتهم فى ربح سهل.. ولم يلتفتوا إلى عدم قانونية ارتباطهم بهذه المهنة دون التصريح من الاتحاد الدولى، ووفق شروطه وضوابطه.. وبمرور الوقت تكونت شبكة واسعة مدت يدها داخل إدارات الأندية لتجر مسئولين وإداريين إلى أعمال مالية غير مشروعة. وعندما تحول وكلاء اللاعبين من مرحلة الهواية إلى مرحلة الاحتراف واستيعاب كل خبايا اللعبة ظل معظمهم أيضا لا يهتمون بقانونية عملهم ولا حدود العلاقة الصحيحة مع اتحاد الكرة المصرى ولا الاتحاد الدولى لأن دائرة المصالح اتسعت واتسع معها صراع الوكلاء أنفسهم مع بعضهم البعض، ثم الاضطرار إلى التحالف عندما يتهددهم خطر مشترك كما حدث مؤخرا عندما أفصح اتحاد الكرة عن نيته فى وضع ضوابط تحد من الحجم الكبير من المشاكل التى تسبب فيها الوكلاء وأوقعوا بها الاتحاد وكثيرا من الأندية فى حرج بالغ. أصبح عمل وكلاء اللاعبين مثل الزواج شرا لابد منه.. فالأندية تعترف بمساهمتهم أحيانا فى تخريب فرقهم لكنها لا تستطيع الاستغناء عنهم عندما تريد أن تسوق بعض لاعبيها.. مسئولو الأندية يعترفون بحالات نصب وجشع وتهريب لاعبين كبار وصغار والعبث بالعقود والبحث عن ثغرات.. لكنهم لا يستطيعون التخلص من ارتباطهم بالسماسرة..إما للحاجة إليهم فى تسهيل البيع والشراء وإما للحاجة إلى أموال من تحت الترابيزة. والمؤكد أن الصراع التاريخى بين الأهلى والزمالك على خطف النجوم، الذى استهوى الناس تسميته بحرب النجوم لعب دورا بارزا فى تعزيز مكانة السماسرة وحجم تأثيرهم فى هذا الصراع وزيادة ارتباط الناديين بهم لأن الانتصار فى حرب النجوم أكثر أهمية من مواجهة ظاهرة تنفلت يوما بعد يوم على عكس ما يحدث فى العالم كله.. ومن هنا بادرت «اليوم السابع» بمناقشة القضية.