امتلأ قلب عامل بالقسوة والجفاء، وراح يتعدى على طفله الصغير بالضرب المبرح، حتى فارق الحياة، وذلك اعتقادا منه بأن الضرب هو الوسيلة الوحيدة لتأديب وتربية طفله حتى ينفذ أوامره. وقاد الأب حظه العاثر إلى ارتفاع فى درجة حرارة الطفل عقب إصابته بكدمات من آثار الضرب والتعذيب بجسده، حيث تم نقله إلى المستشفى إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل إسعافه وادعى الأب سقوط الابن من شرفة منزله، إلا أن الجيران وزوجته اعترفوا بحقيقة الأمر. تفاصيل الواقعة بدأت بتلقى اللواء أسامة الصغير مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة إخطارا من قسم شرطة المرج يفيد بمصرع طفل يبلغ من العمر 9 سنوات مصابا بكدمات فى الجسم ويشتبه فى وفاته جنائيا، والذى أمر بسرعة كشوف غموض الواقعة والقبض على الجناة. تم وضع فريق بحث أشرف عليه العميد عصام سعد مدير المباحث الجنائية، وأثبتت التحريات أن الطفل لقى مصرعه فور وصوله مستشفى جراحات اليوم الواحد، حيث وصل إليها جثة هامدة. وبانتقال المقدم محمد رضوان رئيس المباحث، وبسؤال والد المتوفى "أحمد.س"، 41 سنة، عامل أكد أن ابنه حسين 9 سنوات لقى مصرعه أثناء وقوفه بشرفة الشقة سكنه بكفر الباشا بمنطقة المرج بعدما اختل توازنه وسقط على الأرض فحدثت إصابته التى أودت بحياته. فيما تبين للعقيد هشام قدرى مفتش المباحث، وبتأييد أقوال الشاهدان "بيومى. ر"،58 سنة قهوجى، و"محمد. ع"، 31 سنة فنى، أن الأب اعتاد على القيام بضرب ابنه وأنه قام بالتعدى عليه بالضرب المبرح ليلة أمس الأول وقت الحادث، حيث ارتفعت درجة حرارته، وتم نقله للمستشفى وتوفى قبل وصوله. تم ضبط والد الطفل وبمواجهته أمام العميد محمد توفيق رئيس القطاع اعترف بارتكاب الواقعة والتعدى على الطفل بالضرب لأكثر من مرة، مضيفا أنه كان ينوى تأديبه لسماع أوامره وكلامه بعدما امتنع الطفل عن تنفيذ طلباته. فيما أكدت زوجة الأب "رشا.ح"، 29 سنة ربة منزل، أن زوجها اعتاد على ضرب نجله أكثر من مرة بقسوة بقصد تأديبه، كما كان يعانى الطفل من ارتفاع فى درجات الحرارة وأنه توفى متأثرا بإصابته المتفرقة فى الجسد بعد "علقة سخنة". تم تحرير محضر بالواقعة وبعرض المتهم على اللواء محسن مراد مساعد أول الوزير لأمن القاهرة أمر بإحالته للنيابة العامة لمباشرة التحقيقات، ونقل الجثة إلى المستشفى لتشريحها قبل التصريح بدفنها لمعرفة سبب الوفاة.