ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن الإعلام الإيرانى قد أعرب عن تفاؤله الشديد عقب وصول د. محمد مرسى مرشح جماعة الإخوان المسلمين إلى كرسى الرئيس فى مصر، موضحة أن جميع وسائل الإعلام فى طهران قد أكدت أن وصول الجماعة للسلطة سوف يؤدى إلى تحسن كبير فى العلاقات بين البلدين، وأضافت أن اهتمام الإيرانيين بالتطورات التى تشهدها مصر حاليًّا إنما يعكس تطلع الدولة الفارسية لعلاقات قوية مع القاهرة. وأكد الباحث السياسى ديفيد ميناشرى المتخصص فى الشأن الإيرانى أن النظام الإيرانى قد سعى كثيرًا خلال عهد الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك لتحسين العلاقات مع مصر. وأضاف أن إيران روجت أن الثورة الإسلامية التى شهدتها طهران عام 1979 قد ألهمت ثورة 25 يناير التى أطاحت بالرئيس مبارك ونظامه. وأضاف أن الأولوية لدى النظام الإسلامى فى إيران تتمثل فى الظهور كقوى إقليمية كبيرة تضاهى القوى الأخرى كمصر وتركيا. وأوضح أنه ينبغى على مرسى أن يقرر ما إذا كان سوف يمضى فى تأسيس علاقات قوية ووثيقة مع الجانب الإيرانى خلال المرحلة المقبلة، موضحًا أن الأولوية لدى الرئيس الجديد سوف تتمثل فى التعامل مع جميع احتياجات مختلف قطاعات الشعب المصرى. وتابع ميناشرى: إنه بالرغم من أن فكر جماعة الإخوان المسلمين – التى ينتمى إليها مرسى – يقوم على أيديولوجية دينية، كما هو الحال فى النظام الإيرانى، فإن الاختلاف الأساسى بين الجانبين يتمثل فى أن العملية الديمقراطية فى مصر بدأت تتخذ خطوات جادة على الطريق الصحيح. وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن عددًا من المحللين السياسيين يتوقعون أن العلاقات المصرية الإيرانية سوف تشهد تحسنًا مع الوقت، إلا أنهم أكدوا فى الوقت نفسه أن هناك تحديات كبيرة فى هذا الصدد، ولعل أهمها رفض الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية إقامة علاقات طبيعية بين الجانبين، بالإضافة إلى إسرائيل التى سوف تسعى بشكل مباشر وبشكل غير مباشر للتأثير على جماعة الإخوان المسلمين. من ناحية أخرى أشارت الصحيفة إلى جماعة السلفيين المتشددين فى مصر باعتبارهم عائقًا آخر لإقامة علاقات طبيعية بين القاهرةوطهران، خاصة بعد الاتهامات التى أطلقها حزب النور السلفى للدولة الفارسية بالسعى إلى نشر المذهب الشيعى بمصر.