كان الأفضل لدكتور محمود أبو زيد، وزير الموارد المائية والرى، أن يوفر تصريحاته بتوفير فرص عمل للشباب المشاركين بالمؤتمر القومى لشباب مصر فى وزارته، تنفيذا لبرنامج الرئيس الانتخابى، بدلا من أن يبيع الوهم لشباب المؤتمر، ويغازل أحلامهم فى الحصول على فرصة عمل حقيقية.. وعد الوزير الشباب بتوفير 50 فرصة عمل، أثناء حضوره المؤتمر بمعسكر أبو قير بالإسكندرية، بداية أغسطس 2007، والذى كان محوره الأساسى تشغيل الشباب وخلق فرص عمل لهم، وهو المحور الذى لعب عليه الوزراء الذين حضروا المؤتمر، خاصة سامح فهمى، وزير البترول الذى وعد هو الآخر ب 50 فرصة عمل مماثلة فى قطاع البترول، برواتب مجزية، فى إطار برنامج الرئيس الانتخابى أيضا. واحتفت الصحف بوعود أبو زيد وسامح فهمى، لكن صلاحية تلك الوعود انتهت بمجرد نشرها على صفحات الصحف. مسئولو المجلس القومى للشباب طلبوا من شباب المؤتمر الذين يقارب عددهم الألف تقريبا، تسجيل أسماءهم ومؤهلاتهم لدى أحد المكاتب التابعة للمؤتمر، لكن المفاجآت بدأت فى التوالى بعدها تباعا، فوظائف وزير البترول تبخرت، وذهبت جميعها إلى أعضاء جمعية جيل المستقبل، التى يرأسها جمال مبارك، ولم يتبق لشباب الملتقى – غير المسنودين على جمال مبارك – إلا فرص وزارة الرى، لكن هذه الفرص كانت تحمل ثانى المفاجآت. "أولا.. وعلشان نبقى صرحا مع بعض، شغلكم هيبقى باليومية، وهتتحاسبوا على اليوم ب 6 جنيهات، مخصوم منها 11% تأمينات".. بهذه العبارة بدأ المهندس أحمد البيومى، مدير عام مكتب وزير الرى للشكاوى وخدمة المواطنين، كلامه مع الشباب الذين وصلتهم خطابات من وزارة الرى، تفيد بترشيحهم للعمل بالوزارة. قبل أن يضيف أن العطلات الرسمية بدون أجر، لأن عملهم بالتعاقد المؤقت مع الوزارة. المفاجأة الأكبر كانت فى طبيعة وظائف وزير الرى، التى أخبر بها مسئولو الوزارة الشباب، وهى "مشرف توعية مائية"، قبل أن تتضح الصورة أكبر ليدرك الشباب أن الأمر فى مجمله مجرد حملة للتوعية المائية، تنظمها الوزارة، وأن الوزير فكر فى استغلالهم فى هذه الحملة من جانب، والترويج لإتاحة وزارته لفرص عمل للشباب ضمن برنامج الرئيس الانتخابى من جهة أخرى، لكن جميع الشباب الذين وصلتهم الخطابات رفضوا العمل من الأساس، وأكد محمود عفيفى، من شباب محافظة القليوبية، أن تصريحات الوزراء كانت خادعة لهم، مضيفا أن وزير الرى لو طلب من شباب المؤتمر المساهمة فى حملة للتوعية المائية، لأقدم أغلبهم على المشاركة فيها تطوعا، لكنهم رفضوا سياسة التضليل التى اتبعتها الوزارة معهم، رغم أنها كانت أكثر شفافية من وزارة البترول التى لم يسمع أحد بعدها على فرص العمل الخمسين الخاصة بها، بعد أن ذهبت إلى جمعية جيل المستقبل. معلومة: 1000 شاب وفتاة من مختلف محافظات مصر شاركوا فى المؤتمر القومى للشباب.
