الطاولة، شاى الخمسينة، القرفة باللبن، وحجر شيشة معسل، أشياء تميز القهوة البلدى وحفرتها فى ذاكرتنا السينما المصرية، باعتبارها الملاذ الأول لشاب يبحث عن عمل، أو يلتقى فيه العمال بعد انتهاء يومهم أو أصحاب المعاشات أو الموظف بعد الظهر. وفى السنوات الأخيرة ظهر نيولوك للقهوة البلدى، فبعد عمليات التجميل الشفط والنفخ والتلوين، أصبح اسمه الأستاذ "كافيه شوب"، ووجدت لها العديد من الزبائن وخاصة الشباب، حيث لكل مقام مقال فالشاى الخمسينة فى القهوة البلدى أبو جنيه أو جنيهة ونصف، يكون فى الكافيه ب 7 جنيهات، ده لو مفيش طبعاً حد أدنى للمشروبات، وده بيبقى من 25 إلى 50 جنيهاً للفرد!!! ومع ظهور ظاهرة السليكون أيضا فى عمليات التجميل، فقررت القهوة أن تقوم بعمليات السليكون والتزيين، لتصبح كافيه للبنات فقط!!، ورغم عدم مرور الكثير من الوقت على كافيهات البنات، إلا أنها وجدت إقبالاً لا بأس منه. تقول هبة سمير (22 عاما)، أنا بالفعل ذهبت لأحد هذه الكافيهات، وهو كافيه صبايا فى المنيل، ووجدت أنه مكان لطيف يعطى الفتاه حريتها فى التعامل والحديث والجلوس ولبس الحجاب أو خلعه، وهذا ما شاهدته، ولكن مع الزحام يتحول الكافيه إلى هرجلة بنات من الصوت العالى والضحك المبالغ فيه. أما نسرين عاطف (24 عاما)، سمعت كتير عن الكافيهات دى بس بصراحة لم أتشجع أن أذهب إليها، وذلك لثقتى فى تقل دم هذه الكافيهات. سارة فتح الباب(30 عاما)، أنا ضد الكافيهات عموماً، لأنها تضييع للوقت، سواء كافيهات للبنات فقط أو كافيهات مشتركة. أنجيلا تامر (16 عاما)، لا لا أنا مش بروح الكافيهات دى عشان بتاعة محجبات وأكيد هيسود عليها الشكل الدينى وبالتالى ياريت يسموها حاجة ثانية غير كافيه. ومن أشهر الكافيهات التى ظهرت العامين الأخيرين كافيه صبايا بإدارة الفنانة حنان ترك، وكافيه ترتر بمصر الجديدة، وبالنسبة لكافيه صبايا هو مخصص للمحجبات فقط، أما "ترتر" فهو للبنات المحجبات وغير المحجبات. وفى زيارتى لأحد هذه الكافيهات التى ترفع شعار "للبنات فقط" وجدت أنه مكان عادى شكله لا يختلف عن شكل الكافيه التقليدى، هادئ فى النهار، أكثر زحاما فى الليل، صاحب ديكور رومانسى وألوان ناعمة، فريق عمل نسائى بالطبع، البنات يجلسن وكأنهن فى منازلهن ويتناولون الطعام، ويعملون على اللاب توب، ويقيمون أعياد الميلاد، ويتراوح أعمار هذه البنات من 20 إلى 35 عاماً، وأسعاره أقل من الكافيهات العادية. ولا أعلم لماذا أقيمت هذه الكافيهات، هل لتكون البنت فى مكان عام بحريتها؟ أم ماذا؟ لكن ما قالته أسماء على (25 عاما) يشير لجزء آخر لوجهة نظر كافيهات البنات، هذه الكافيهات جاءت لتحارب الاختلاط بين الولد والفتاةه والسهر والتسامر بينهم!!! ووافقتها فى الرأى منة الله فاضل (23 عاما)، إنتوا عاملين مشكلة ليه عادى جداً أنا شايفة، إن كافيه للبنات أحسن حاجة حصلت وجعلت الأسر المحافظة تسمح لبناتها للخروج لهذه الكافيهات، حيث إنها تضمن أنها لا تتعرض للمعاكسة أو الاستلطاف أو حتى الأدخنة لأن الكافيه ممنوع فيه الشيشة.
