سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تفاؤل المصريين بالمرحلة الجديدة.. عائلات وجيران جاءوا فى صحبة واحدة للمشاركة فى عرس مصر.. والسيدات يتصدرن المشهد.. الناخبون ل"اليوم السابع": الآن أصبح من حق كل شخص الانتخاب والاطمئنان على مصير صوته
سادت حالة من التساؤل بين صفوف الناخبين من مختلف الأعمار ليس فقط لأن مصر تمر بمرحلة جديدة لم تشهدها منذ 60 عاما، ولكن لشعورهم بمشاركتهم بتحقيق الديمقراطية بعد عام ونصف من دماء أريقت وشهداء فقدوا أرواحهم لبناء عهد جديد، "اليوم السابع" تجول بين صفوف ناخبين حديثى العهد الانتخابى وتحدث معهم عن المرحلة الجديدة. صفوت السيد رجل الخمسين، انتخابات الجمهورية لعام 2012 تعتبر هى أولى الانتخابات الذى يشارك فيها، فهو لا يعرف شىء عن الانتخابات إلا أنها دائمة التزوير، يقول الحاج صفوت: "أول مرة فى حياتى أنزل الانتخابات ففى عهد المخلوع كانت الانتخابات تجرى على أهوائهم الشخصية، حتى لو كان الشعب المصرى يرفض ويصوت ب"لا"، كانت تزور إرادتهم ويجعلوها "نعم"، ولكن فى الانتخابات الرئاسية لن نسمح لأى شخص بتزوير إرادة شعب فيه من فقد ابنه فى الميدان، وفيه أيضا الأم المكلومة فقدت ضناها فى ماتش كورة، لهذا قررت انتخب أنا وكل أسرتى". حديث الرجل المفعم بالحماس دفع بعض الناخبين للمشاركة فى الحديث معنا والتحدث إلينا عن آمالهم بمستقبل ديمقراطى يحكمه رجل عادل، من جانبه قال الحج محمود محمد عبد المحسن "58 عاما"، إن ثقته فى نزاهة العملية الانتخابية الحالية دفعته للإدلاء بصوته لانتخاب رجل يحكم مصر ويعيد لأهلها حقوقهم التى أضاعها المخلوع باستهتاره، يقول عبد المحسن:" من الفجر أيقظت أبنائى وتجمعنا مع الجيران فى تمام الساعة الثامنة صباحا أمام بوابة المنزل الكبير، للذهاب جماعة للجنة الانتخاب والمشاركة فى العملية الانتخابية، ونحرص على التقاط صورة تذكارية بعد إدلاء الجميع بأصواتهم للرئيس القادم"، رغم اختلاف كل فرد من عائلة وجيران الحج عبد المحسن على شخص الرئيس، إلا أن جميعهم اجتمعوا على أمنية واحدة وهى ممارسة الديمقراطية على أرض الواقع لاختيار رجل واحد يحكم بالعدل ويأتى لكل مظلوم بحقه. أتفق على ما سبق محمد صفوت "55 عاما" موظف فى إحدى شركات القطاع العام، مؤكدا أن الانتخابات الرئاسية لعام 2012، هى أول مشاركة انتخابية له بعد يأسه من تحقيق العدل أيام المخلوع، يقول صفوت:" فى عهد المخلوع كانت تزور أصواتنا وكنا على يقين بتوجهات الحزب الوطنى الحاكم الفاسد وتوجهه المستمر لتزوير أصوات الناخبين حتى التعديلات الدستورية، كان المجلس العسكرى مسيطر على نزاهتها لدرجة كبيرة، ولكن الانتخابات الرئاسية حاجة تانية، والآن نحن جميعا فى عنق الزجاجة ويجب علينا أن نتعاون ونصل بالوطن لمرحلة استقرار حقيقية، وهى لن تأتى إلا بالمشاركة النزيهة لاختيار رئيس مصر القادم". محمد أنور الحكيم "25 عاما" كان يقف بجوار والدته فى إحدى لجان السيدات، وكان ظاهرا على إصبعه السبابة اليمنى الحبر الفسفورى، مما يدل على مشاركته فى العملية الانتخابية، يقول محمد:" من السابعة صباحا وجميع أفراد عائلتى مستعدون إلى ترك المنزل والانتشار على اللجان الانتخابية للمشاركة للمرة الأولى فى انتخابات رئاسية تصنع تاريخ مصر واختيار رئيس الجمهورية بعد ثورة 25 يناير، ورغم اختلاف كل منا فى اختيار مرشحه، إلا أننا جميعا نحترم اختيار بعضنا البعض، ولا نحاول التقليل من اختيار أى شخص منا، بل على العكس اختيارتنا جاءت عن قناعة بالبرنامج الإصلاحى لكل مرشح". "حلم كبير وأخيرا استطعنا تحقيقه"، بتلك الجملة عبر سامى عطا رزق "41 عاما" موظف، عن فرحته بخوض أول انتخابات رئاسية والتى وصفها بالديمقراطية بعد فترة طويلة من الظلم والقمع – على حد تعبيره، جاء رزق هو وابنه الكبير الذى لا يحق له الإدلاء بصوته نظرا لصغر سنه الذى لم يتعد الرابعة عشر عاما، ولكن الأب أصر على حضوره حتى يصبح شاهدا على انتخابات حرة ويربى داخله درس عن الديمقراطية، يقول رزق:" الآن أصبح من حق كل شخص فى مصر الانتخاب والاطمئنان مصير صوته، الذى لن يذهب هباء، على عكس عهد المخلوع الذى كان يتفنن فى طرق القمع لمواطنين كل رغبتهم تحقيق الحريو والكرامة الإنسانية". جمال حسن ابراهيم "64 عاما" عمامته البيضاء وملامحه السمراء المنحوته بدقة وجلبابه الأزرق تدل على أنه رجل صعيدى، عم جمال يعمل حارس عقار على إحدى الأبنية الحكومية، يسكن فى حى العمرانية فى مسكن لا يبتعد كثيرا عن لجنته الانتخابية، استيقظ مبكرا عن موعد عمله بثلاث ساعات مخصوص للمشاركة فى انتخاب ابن بلده – على حد تعبيره- واصفا المرحلة التى بها مصر بمرحلة روح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، قائلا:" اليوم عيد لكل مصرى، ففى عهد المخلوع كانت تزور الإرادة الحرة والرغبة فى الإصلاح أما اليوم نحن جميعا نصنع مستقبلنا بأيدينا". كما شهدت لجان السيدات حضور مكثق خاصة من ربات البيوت، وذلك إيمانا منهن للمشاركة فى بناء وطن جديد، حتى إذا جاء رئيس مصر المقبل دون أهوائهن، فالديمقراطية فى النهاية هى الحل، السيدة أميرة عبد العزير "52 عاما" مدرسة، قررت الإدلاء بصوتها فى انتخابات رئاسة الجمهورية، لتحقيق الاستقرار لمصر بعد عام ونصف من المشاحنات والتوتر فى الشارع المصرى، تقول السيدة أميرة:" طوال عام ونصف توترت الأوضاع فى الشارع المصرى، وفقدنا شباب وأطفال لذا قررت أنا وأسرتى منح أصواتنا لمن يستحق". رودينا محمد "22 عاما"، عبرت عن سعادتها لمشاركتها لأول مرة فى انتخابات شعبية حقيقية، تقول رودينا:" سأروى لأبنائى وأحفادى عن يوم شاركت فيه فى انتخابات حرة بعد أكثر من "60 عاما" من الظلم والقمع مارسه علينا حكام مصريين لقمع أى صوت معارضة، واليوم الذى حققنا فيه مبادئ الثورة عيش حرية عدالة اجتماعية".