ربع قرن من الإبداع والأدب والنقد البناء، ونهج خاص انتهجته مجلة "أدب ونقد" بقيادة فريق ناجح على رأسه الكاتبة الصحفية فريدة النقاش والشاعر حلمى سالم، لإرساء حالة خاصة جداً من الثقافة التنويرية، وخوض كثير من المعارك الفكرية العربية والعالمية والمحلية. عقد بحزب التجمع أمس الأحد، احتفالية فنية موسيقية بمناسبة مرور ربع قرن على صدور مجلة "أدب ونقد" التى تصدر عن حزب التجمع، بحضور عدد كبير من الأدباء والفنانين التشكيليين والمثقفين، وقدم الندوة الشاعر حلمى سالم رئيس تحرير المجلة. وقام الحزب بتكريم رؤساء التحرير السابقين ومستشارى التحرير للمجلة، وبدأ بتكريم الكاتب صلاح عيسى رئيس تحرير جريدة "القاهرة"، وتسلم الدرع نيابة عنه محمود طاهر، والدكتورة أمينة الرشيد والدكتور الطاهر مكى أول رئيس تحرير للمجلة من 1984 حتى 1987 وتسلم الدرع نيابة عنه عيد عبد الحليم والناقدة فريدة النقاش. الدكتور رفعت سعيد قال إنه ما كان لليسار إلا أن يصدر "أدب ونقد"، ويكون بيتاً ورافداً وصانعاً ومتلقياً للأدب والفن والشعر، وأنه ما كان لحركة يسارية أن تنهض إلا بوجود الشعراء، ويظهر هذا منذ بداية الحزب بشعراء أمثال الشرقاوى وفؤاد حداد وصلاح جاهين، ومن هنا كان إصدار "أدب ونقد" واجباً أساسياً على حزب التجمع، لأن اليسار مزرعة للفن والفنانين، والفن والأدب مزرعة لليسار. وقال السعيد إننا فى كل مؤتمر سنوى للحزب، عندما نقدم ميزانيتنا نقدم معها خسائر "أدب ونقد"، وعندما يتساءل أحد لماذا نتحمل خسائرها، تنطلق الأصوات مشيدة بالدور الذى تقدمه المجلة. الناقدة فريدة النقاش قالت إن المجلة عندما صدرت منذ 25 سنة خيبت توقعات الكثيرين الذين توقعوا منشوراً حزبياً وسياسياً ودعائياً يخطب ويطبل لأفكار الحزب، وهو ما أوقعننا فى مشكلات كثيرة، واستطعنا أن نتجاوزها لأننا اعتمدنا منذ البداية على المغامرة والتجريب وفتح المجالات لمبدعين جدد، وكان شرط المجلة الوحيد تقديم إبداع حقيقى بعيداً عن الدعاية لأحد. وأضافت أن نظرة واحدة على الساحة الآن تدل على مدى نجاحنا، لأن معظم المبدعين الذين يملأون الساحة الثقافية الآن نشروا أول أعمالهم فى "أدب ونقد"، وأشارت إلى أنه بالإضافة إلى المغامرة الإبداعية، كانت المجلة تناقش القضايا الكبرى مثل علاقة الدين بالسياسة والفقه الجديد، كما فتحت المجال لمعارك الفكرية حول الاشتراكية والمدارس الجديدة. الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى أشاد بدور "أدب ونقد" فى الحياة الثقافية، وقال إن المجلة منذ بدايتها استطاعت أن تسد نقصاً لا يسده سواها من المجلات والمؤسسات الثقافية بما تقدمه من ملفات عن شعراء منسيين والقضايا التى تناقشها، وهذا الانفتاح على الأشكال الشعرية. وفى فقرة الشعر قرأ الشعراء أحمد عبد المعطى حجازى ومحمد عفيفى مطر ومحمد إبراهيم أبو سنة وزين العابدين فؤاد والفلسطينى ماجد أبو عوش وسيد حجاب قصائدهم، بينما قدم الفقرة الموسيقية الفنانون أشرف نجاتى وحبيب كامل وجيهان نجاتى، واختتم الأمسية الفنان أحمد إسماعيل.
