يواصل اليوم السابع فى هذا الجزء نشر التحليلات المالية التى نشرتها المجموعة المالية هيرميس فى كتابها السنوى فى القسم الخاص بقطاع البنوك المصرى. البنك الأهلى سوسيتيه جنرال وهو فرع سوسيتيه جنرال، الذى تبلغ حصتها فيه 77% هو ثانى أكبر بنوك القطاع الخاص فى مصر، بحصة فى سوق الودائع بلغت 4.2% حتى سبتمبر 2008. وكان البنك الأهلى سوسيتيه جنرال هو أسرع البنوك فى مصر نمواً قبل عام 2005 حتى قبل استحواذه على بنك مصر الدولى ليدعم مركزه فى السوق المحلية. وكانت قاعدة القروض والودائع فى بنك مصر الدولى حوالى 1.3 مرة أكثر من مثيلاتها فى البنك الأهلى سوسيتيه جنرال، إلا أن أرباح التشغيل فيه كانت حوالى نصف أرباح التشغيل فى البنك الأهلى سوسيتيه جنرال، وذلك لضعف إيرادات وأرباح بنك مصر الدولى وتضخم التكاليف فيه. كما عانى بنك مصر الدولى من ارتفاع معدل الديون المتعثرة مما استلزم وضع مخصصات إضافية. وقد اندمج البنك الأهلى سوسيتيه جنرال مع بنك مصر الدولى فى عام 2006 وهو العام الذى شهد معظم إجراءات تخفيض التكاليف وزيادة المخصصات، وفى عام 2007 انتقلت كافة فروع بنك مصر الدولى إلى نظام موحد لتكنولوجيا المعلومات واستكملت إجراءات التكامل فى نهاية عام 2007 وأصبح التركيز منذ ذلك التاريخ هو على تعظيم الإيرادات. وعلى حين تبلغ أنشطة الإقراض للشركات 85% من محفظة قروض البنك الأهلى سوسيتيه جنرال، إلا أن البنك فى رأينا هو أقوى البنوك فى شريحة الخدمات المصرفية للأفراد فى مصر وأكثرها نشاطا من حيث المنتجات التى تعرض فى هذا المجال. وكان البنك قد أطلق فى عام 1999 نشاط الخدمات المصرفية للأفراد والذى ركز على الفوز بعملاء من خلال نموذج المرتبات المحولة إلى البنك، والذى نجح تماما حتى الآن وأدى إلى زيادة سريعة فى عدد العملاء الأفراد الذين بلغ عددهم 500 ألف عميل حتى سبتمبر 2008. غير أن شريحة تحويل المرتبات إلى البنوك أصبحت أكثر تنافسية عن ذى قبل، وينوى البنك حالياً تحسين تجزئة منتجات الأفراد باستهداف أكثر العملاء ربحية ضمن القاعدة الحالية لعملائه، حيث لا تزال هناك فرصة كبيرة لزيادة معدلات استخدام المنتجات المطروحة لهم حسب ما أفادت به إدارة البنك. عام 2008: ارتفاع الأرباح بفضل استرداد مخصصات كان هناك بعض القلق من ارتفاع معدل الديون المتعثرة لدى البنك الأهلى سوسيتيه جنرال وتباطؤ نمو القروض فى أعقاب استحواذه على بنك مصر الدولى. إلا أن نتائج عام 2008 يجب أن تبدد هذا القلق حيث كان معدل النمو السنوى للقروض قوياً إذ بلغ 24%، وذلك فى كل من قروض الأفراد (33%) والشركات (23%)، وانخفض معدل الديون المتعثرة إلى 7.6% حتى سبتمبر 2008 من 16% فى عام 2006 (فى أعقاب دمج بنك مصر الدولى) و11% فى عام 2007. وكان هذا التحسن راجعاً ليس فقط إلى النمو القوى لأنشطة الإقراض بل وأيضا إلى زيادة استردادات الديون المتعثرة فى محفظة قروض بنك مصر الدولى. وبلغ النمو السنوى للأرباح 58% فى الأشهر التسعة الأولى من عام 2008 بفضل الإفراج عن نسبة كبيرة من المخصصات بعد السياسة البالغة الحرص للمخصصات التى وضعت فى أعقاب الاستحواذ على بنك مصر الدولى. كما كان نمو الإيرادات قوياً حيث بلغ معدل النمو السنوى لصافى دخل الفوائد 19% ودخل الأتعاب 29% وعلى ضوء التعرض الضئيل للبنك لاستثمارات الأوراق المالية، فإن الإيرادات لم تتأثر كثيراً من خسائر إعادة تقييم استثمارات. شهد البنك خروج بعض الودائع إلا أن هذا يبدو راجعاً إلى بعض العملاء من الشركات ولا يوحى ذلك باستمرار هذا التوجه. وترتفع معدلات القروض إلى الودائع فى البنك الأهلى سوسيتيه جنرال قليلاً عن متوسط القطاع، وذلك تماشياً مع استراتيجية البنك بتعظيم الربحية، إذ يبلغ معدل القروض إلى الودائع بالجنيه المصرى 69% وبالعملات الأجنبية 71%. وتعتقد هيرميس أن البنك سيكون فى مركز أفضل من البنوك الأخرى إذا ما ظهرت الحاجة للحصول على تمويل بالعملات الأجنبية إذ سيمكنه الحصول على مثل هذا التمويل من الشركة الأم وبأسعار السوق. عام 2009: تباطؤ نمو الأرباح مع احتمالات مفاجآت إيجابية فى الشريحة المصرفية للأفراد أكدت إدارة البنك الأهلى سوسيتيه جنرال فى آخر عام 2008 أنه لا تلوح فى الأفق أية بوادر على تباطؤ الطلب من جانب عملائها من الشركات والأفراد. إلا أنه مع توقعات انخفاض نمو الناتج المحلى والإجمالى إلى 4.8% فى العام المالى 2008-2009 من 7% فى العام المالى 2007-2008، فإن نمو القروض سيتراجع فى العامين القادمين. ونتوقع أن يبلغ معدل نمو القروض 13% فى عام 2009 و11% فى عام 2010. على أن تقديرات هيرميس هذه قد ترتفع إذا ما وقعت مفاجآت إيجابية. ولما كان من المتوقع أن يبلغ متوسط التضخم 8% فى عامى 2008-2009، فإن توقعات هيرميس لنمو القروض تنطوى على معدلات نمو بالغة الانخفاض بقيم حقيقية. كما أن المبادرات الجديدة للبنك فى مجال الخدمات المصرفية للأفراد قد تؤدى إلى ارتفاع التوقعات. وقد يؤدى تباطؤ نمو الأصول إلى ضعف نمو صافى دخل الفوائد ودخل الأتعاب، بينما نتوقع أن يبلغ نمو التكاليف حوالى 36%. كما نتوقع أن يظل صافى الأرباح ثابتاً دون تغيير فى عام 2009 حيث لا نتوقع أن يتكرر المستوى المرتفع نفسه من استرداد المخصصات، إلا أننا نتوقع أن يبلغ نمو أرباح التشغيل 13%. يتم التداول على سهم البنك بمضاعف ربحية 4.6 ومضاعف قيمة دفترية 1.2 مرة (دون شهرة المحل) فى عام 2009، وهى أكثر المضاعفات إغراء بين بنوك رأس المال السوقى الكبير فى مصر. وعلى حين نتوقع تباطؤ نمو الأصول والأرباح فى فترات ربع السنة القادمة، إلا أن هيرميس تعتقد أن هذا قد انعكس بالفعل فى السعر الحالى للسهم. وقد توصلت هيرميس إلى تقدير للقيمة العادلة يبلغ 33.7 جم والذى يرتفع بنسبة 82% عن السعر الحالى للسهم، وذلك بفرض معدل خصم يبلغ 16.5%. أخبار متعلقة: كتاب هيرميس: التجارى الدولى يتوسع فى الخدمات المصرفية للأفراد كتاب هيرميس: 2008 عام صعود وهبوط السوق المصرية