المنافسة بين المطربين لم تعد قاصرة على كلمات الأغانى والألحان وطريقة تصوير الكليب، فامتدت إلى تباهى كل منهم بالتصوير فى الخارج وارتفاع ميزانية الكليب. عمرودياب يصور 90% من كليباته خارج مصر، فصور "وماله" و"أنا عايش ومش عايش" فى إنجلترا و"تملى معاك" فى أمريكا، وصور إيهاب توفيق "أحلى منهم" فى لبنان، وحسام حبيب "أسيبك لا" فى تركيا، ومعظم كليبات هشام عباس يتم تصويرها خارج مصر، مثل"نارى نارين" فى الهند، وأيضا عامر منيب صور "أيام وليالى" فى البرتغال، وغيرهم الكثير من المطربين والمطربات، فيما يمكن اعتباره موضة يجرى خلفها الجميع. لكن محسن أحمد يرى أنه لابد أن يكون السفر للخارج موظفاً دراميا فى موضوع الكليب، فإذا تطلبت القصة التصوير فى منطقة شعبية نصور فى منطقة شعبية، وإذا كان التصوير يتطلب السفر للخارج نسافر، والتصوير خارج مصر يتيح للمشاهد البسيط فرصة رؤية أماكن لا يستطيع رؤيتها فى الواقع، وذلك ميزة وليس عيبا، لكن لا يجوز أن يتحدث موضوع الأغنية عن أشياء لا تحدث إلا داخل مصر وأذهب لتصويرها فى الخارج. المخرج عثمان أبو لبن يرى أن المخرج والمطرب أحرار فى اختيار مكان تصوير الكليب بالطريقة التى يريدانها، فإذا رأى المخرج أن الكليب لابد من تصويره فى الخارج ولو على سبيل التغيير، فله مطلق الحرية فى ذلك، وإذا كان المطرب هو منتج الكليب، وطلب أن يصور أغنية بشكل مختلف فهو لا يوجد فى ذلك أية مشكلة. المخرج أحمد المهدى يقول، إنه حتى إذا كان الكليب لا يبرز أى معلم من معالم البلد التى يتم التصوير بها فلا مشاكل، لأن الكليب ليس الغرض منه السياحة، فإذا كان المخرج أو صاحب الفكرة بشكل عام يريد رسم صورة جديدة فى مكان جديد، فأنا لا أرى عيبا فى ذلك، ولابد أن توجد أشكال جديدة للفيديو كليب سواء من خلال "اللوكيشن" أو من "الموديلز"، وذلك مهم لخلق صورة ومناخ مختلف، والمطرب يسعى لتقديم شكل جديد عما قدمه من قبل أو عما قدمه الآخرون، وحتى إذا أراد ذلك من أجل المنافسة، فذلك حق مشروع. المطرب حسام حبيب يقول عن تصوير آخر كليباته "أسيبك لا" الذى صوره فى تركيا: المخرج مروان التونى هو الذى اختار التصوير بالخارج لرغبته فى تكنيك أفضل وصورة مختلفة عن المعتاد والمكرر حتى لا يمل الجمهور ولا نكرر انفسنا باستمرار، فإذا كان متاح لنا فرصة للتغير والتجديد فأعتقد أن ذلك شئ ضرورى ومهم للغاية. المطرب محمد نور يخالف حبيب الرأى وهو صور كليب "عادى" مع المخرج محمد جمعة فى شرم الشيخ، رغم أن الموضوع كان يتطلب السفر للخارج، لكن المخرج رأى أن شرم الشيخ تفى بالغرض وتزيد، وأن مصر بها أماكن أفضل وأجمل بكثير من الخارج، ويقول لهذا اكتفينا ب"موديلز" أجنبيات لتوصيل الموضوع. نور يوضح أنه ليس ضد التصوير فى الخارج، ولكن إذا كان لذلك ضرورة درامية فى الكليب أو توجد شركة إنتاج أو مخرج له مكتب بالخارج ويستطيع التصوير بسعر أقل وجودة أعلى. الناقد الموسيقى أشرف عبد المنعم يرى أن المشكلة فى التقليد الأعمى للغرب بصورة مرضية، ويلجأون لأشياء ليست فى واقعنا المصرى، مثل طائرة هليكوبتر تخرج من وراء الجبال وسيارات سباق وموتوسيكلات غير موجودة لدينا. ويرى عبد المنعم أن ذلك يرجع إلى محاولة إثبات النفس أمام الغرب، وأنه أصبح مطربا عالميا وهذا بالطبع غير صحيح بالمرة، فما الميزة فى غنائنا بالإنجليزية، وهل رأينا مطربا أجنبيا جاء لتصوير كليباته فى مصر لمجرد أنه يريد زيارة مصر مثلا أو بدون مبرر أساسى وملح فى ذلك! ، لدرجة أن محمد حماقى فى أغنية "أحلى حاجة فيكى" أدخل على الأغنية وصلة راب كاملة لا أحد يفهم منها شيئا ولا هو نفسه، هذه الأشياء خليط من "العك" الذى أصبحت تتصف به ثقافتنا بشكل عام.