24 ساعة من الرعب عاشها عمدة بلدة مندبشة بالواحات بأكتوبر، بعدما اختطف مسلحون ابنه وساوموه على 600 ألف جنيه مقابل إطلاق سراحه، ساعات قاسية مرت على أسرة الطفل المختطف، ولم تتوقف دموع أشقائه ودعوات الأم مستمرة، بينما كان الأب مشغولا يجمع أموال الفدية، ومباحث الجيزة تجمع معلوماتها عن المسجلين خطر والعناصر الإجرامية بالمنطقة للتوصل إلى طرف خيط، لتبدأ رحلة المطاردة بين رجال الشرطة والمتهمين بين جبال مدينة السادس من أكتوبر وصحاريها، حتى تمكنت الشرطة من استعادة الطفل والمال بعد يوم كامل. تفاصيل رحلة البحث عن الطفل المختطف سردها والده محمد عمدة الواحات ل"اليوم السابع" منذ أن توجه شخصان إلى منزله بقرية "منديشة" وطرقوا الباب للسؤال عنه فخرج ابنه الصغير "مصطفى" وأكد لهم أن والده خارج المنزل، لكنهم عرضوا عليه اصطحابه معهم لتوصيلهم إلى مكان والده، فاستقل معهم سيارة ملاكى، إلا أنه فوجىء بهم يسرعون به بعيدا عن المنزل متجهين إلى مدينة السادس من أكتوبر، وأشهروا السلاح فى وجهه، فراح يصرخ بأعلى صوته ربما يصل صدى الصوت إلى أحد فينقذه من أيدى مختطفيه لكن دون فائدة، حيث كان صوته يهتك الصمت الذى خيم على منطقة الواحات بجبالها وتضاريسها. وأضاف "الأب" أنه عاد مع غروب الشمس يسأل عن طفله فى المنزل فأكدوا له أنه خرج برفقة أشخاص مجهولين فى طريقهم إليه، فتسلل الشك فى قلب الأب الذى اتصل بابنه على هاتفه المحمول، لكنه "ربما يكون مغلقاً". الساعات تمر سريعا وهاتف الطفل مغلق، وحالة من الخوف والفزع أصابت أشقائه ووالديه، وبدأت رحلة البحث عن"مصطفى" لدى أقاربه وأصدقائه وجيرانه دون جدوى، فكان اللجوء إلى قسم شرطة الواحات هو الحل الوحيد. وأوضح الأب أن الأمل بدأ يداعب قلبه عندما اتصل به ابنه "مصطفى" وبالرد عليه كان الصوت مختلف تماما، فكاد قلب الأب أن يتوقف خوفا على ابنه، وسأل الشخص المتصل بلهفة عن هويته، لكن الأخير اكتفى بالرد عليه فى جملة واحدة "إما 600 ألف جنيه وإما ابنك مقطع فى أكياس". وتابع الأب أن الكلمات وقعت كالصواعق على أذنيه، فأسرع إلى المقدم محمد مختار رئيس مباحث الواحات يعرض الأمر عليه، فطلب منه مسايرة المتهمين والتفاوض معهم فى الفدية، حيث أكدوا له فى آخر اتصال أنهم لا يتنازلون عن 100 ألف جنيه، يضعها فى حقيبة ويحضر بها بعد صلاة العشاء، حيث سيحضر إليه شخص يسلمه الطفل ويستلم المبلغ. الأب يتوقف لحظات يلتقط أنفاسه وهو يستعيد تفاصيل رحلة الرعب، ثم يستكمل قائلا: اتفقت مع المباحث على مراقبتى من بعيد للقبض على المتهمين أثناء عمليات التسليم والتسلم، حيث كان اللقاء على الطريق الدائرى. الساعات تمر وقسوة البرد تخترق جسد الأب الذى ظل متوقفا يحمل بيده حقيبة المال وبالأخرى هاتفه المحمول يتصل بالمتهمين بين الحين والآخر حتى يحضروا إليه بابنه، فيما كان رجال الشرطة يراقبون الموقف من بعيد حتى لا يشعر بهم أحد، وبعد ساعات من الاتصالات حضر إليه شاب يستقل دراجة بخارية وطلب منه إلقاء الحقيبة والابتعاد عدة أمتار، ثم اقترب المتهم من الحقيبة والتقطها وأسرع بها بعيدا، فطاردته سيارات الشرطة لكنه نجح فى الهرب. وأضاف الأب أن مباحث الاتصالات نجحت فى تحديد مكان وجود الطفل بمدينة السادس من أكتوبر، حيث داهمت حملة أمنية مكان وجود المتهمين واستعادوا الطفل والمبلغ المالى وتم القبض على متهمين من أفراد العصابة وتبين أنهما من نفس القرية وأرشدوا عن 4 من المتهمين الهاربين. كان مأمور قسم شرطة الواحات تلقى بلاغا من عمدة الواحات باختفاء طفله، وأنه تلقى عدة اتصالات هاتفية من مجهولين يساومونه على سداد 100 ألف جنيه مقابل إطلاق سراحه، فتم تشكيل فريق بحث من رجال المباحث، قاده المقدم محمد مختار رئيس مباحث قسم شرطة الواحات، وأشرف عليه العميد مجدى عبد العال مفتش مباحث أكتوبر، وتوصلت التحريات الأولية إلى أن وراء ارتكاب الحادث عصابة مسلحة يقودها عاطلان. وكشفت تحريات المباحث التى أشرف عليها اللواء كمال الدالى مدير مباحث الجيزة أن المتهمين يقطنون فى شقة مفروشة بمدينة السادس من أكتوبر، وبالتنسيق مع مباحث الاتصالات تمكن رجال الشرطة من تحديد مكان المتهمين، وتم إخطار اللواء عابدين يوسف، مساعد أول وزير الداخلية مدير أمن الجيزة، فأمر بإعداد حملة أمنية استهدفت مكان المتهمين، حيث تم القبض على عاطلين يتزعمان العصابة، وعثر برفقتهما على الطفل "مصطفى.م.م" بعد مرور 24 ساعة على اختطافه.
