توقعت صحيفة "الجارديان" البريطانية ألا يخضع سيف الإسلام القذافى، ابن الرئيس الليبى السابق، لمحاكمة عادلة فى ليبيا، قائلة إنه نادراً ما تظهر محاكمات عادلة من ضباب الحرب، فالمنتصرون لا يكتفون برواية القصة بل ويصدرون الحكم عليها. وفى تقرير كتبه بنجامين باربر، قال إنه يفضل أن تكون هناك لجنة للحقيقة والمصالحة للمحاكمة الليبية لسيف الإسام القذافى أو أن يترأس المحكمة اللورد وولف أوف بارنز الذى أصدر فى الأسبوع الماضى تقريراً عن علاقة القذافى الابن بكلية لندن للاقتصاد. وتشير الصحيفة إلى أنه رغم أن القذافى لم يتعرض لنفس الانتقام الذى تعرض له والده، إلا أن محاكمته من قبل ميليشيا زينتان أو أعضاء المجلس الوطنى الانتقالى الذين هم أنفسهم فى تحول لن تتسم بالوضوح، ناهيك عن العدالة، وترى الجارديان أن المحكمة الجنائية الدولية هى الأفضل لتحقيق العدالة، وإن كانت هناك شكوك بشأن تأثير الناتو، لكنها تظل المكان الأقل احتمالا. وتعتقد الصحيفة، أنه لكى تتحول ليبيا من سيناريو قتل الطغاة والانتقام منهم إلى الحياة الديمقراطية الواقعية التى تتسم ببناء مؤسسات ديمقراطية تضمن الحرية للشعب الليبى، فإنه ينبغى محاكمة سيف الإسلام القذافى. ودعت أعضاء المجلس الوطنى الانتقالى إلى معرفة طبيعة الدور الذى لعبه سيف الإسلام خلال قيادته لحركات التمرد إبان الثورة الليبية من خلال محاكمة عادلة، فضلاً عن معرفة حقيقة ضلوعه فى قضايا فساد تتعلق بإساءة استخدام أموال الدولة وتعذيب وقتل المواطنين تحت ما يسمى بحماية النظام، كما ينبغى على المسئولين فى ليبيا ضمان محاكمة عادلة تضمن تحقيقات أكثر شمولية. وتساءلت الصحيفة، عما فعله سيف القذافى خلال قيادته لحركات التمرد قائلة، هل كان مجرد حام لنظام والده أو كان يصدر تعليمات؟ وماذا عن دوره فى الوقت الذى ضلع فيه أخواه المعتصم وخميس فى جرائم وحشية؟ وقالت إن الإجابة عن تلك الأسئلة سوف تضعها الظروف، وإنه لن يكون هناك إجابات نهائية تحسم تلك القضايا العالقة فى ملف سيف الإسلام. وتمضى الصحيفة فى القول، إن سيف الإسلام القذافى ربما يستحق السجن على ما فعله أثناء الثورة الليبية، لكنه ظل على مدار 10 سنوات يقف بجانب الإصلاح والديمقراطية. وما لم يكن هناك أدلة واضحة على إصداره أوامر مباشرة بقتل المدنيين أو تورط قيادة القوات فى عمليات قتل، فإنه لا يستحق حكما بالإعدام، ورغم أن الشعب الليبى على حق الآن فى مطالبة بالعدالة، لكنهم إذا كانوا يتسمون بالعدل سيدركون أنه لا يوجد صيغة بسيطة فى هذه القضية.
