أرسلت (د. ن) إلى افتح قلبك تقول: أنا سيده عمرى (39 عاما)، متزوجة منذ 8 سنوات، ولدى طفلين أعمارهما سنتان و6 سنوات، من مستوى اجتماعى مرتفع، محجبة وجميلة، وأعمل بعمل محترم والحمد لله، أرسل إليك لأنى تائهة، لا أرى فى كل هذه الدنيا (خرم إبره)، يائسة، محبطة، محطمة، فكرت جدياً فى الانتحار، ولم يرجعنى سوى خوفى من ربنا فى النهاية، أحتاجك أن تسمعينى وأن تواسينى، وأن أسمع منك أية كلمة تعيننى على ما أنا فيه من ألم ونار الغدر والخيانة. تزوجت عن حب، لكن زوجى منذ أول زواجنا وهو يعيش ويعيشنى فى أفلام ومسلسلات وحوارات متنوعة من الكذب والخداع، خلافاتنا وخناقاتنا كثيرة من البداية، وفى كل مرة أكتشف كذبه فى شىء أواجهه به، ونتخانق، ثم يعود ليصالحنى ويعد أنه لن يعود إلى ما فعل، و أنا أكذب على نفسى وأقنع فى روحى أنه يمكن يتغير ويمكن يتصلح حاله، لكن للأسف مفيش فايدة. زوجى عمله حر، يوم فوق ويوم تحت، عشان كده لم أعتمد عليه مادياً فى حياتنا، ولم أثقل عليه بأى أعباء ثابتة زى بقية الرجالة، بل بالعكس كنت أحيانا أساعده وأسدد له ديونه من مالى الشخصى، حتى إنى كنت بدفع أقساط عربيته الجديدة فى بعض الأحيان، وبالرغم من كده لم أسلم من دناءته معى، ففى يوم من الأيام اكتشفت أنه أخذ بطاقة الائتمان الخاصة بى من ورايا وسحب منها مبلغ كبير، وطبعاً أنا ماعرفتش غير لما اكتشفت بالصدفة، الموقف ده ومواقف تانية مشابهه خلتنى أشعر معاه بعدم الأمان، لكن كنت مستحمله ومكمله وعايشه، وكنت باقول لنفسى يمكن ربنا يصلح حاله فى يوم من الأيام. لغاية ما طلب منى فى يوم أنى أفتح له الإيميل بتاعه عشان أطبع منه ورق للشغل، و إذا بى ألاقى إيميل وصوره من بنت بتقول له (يا حبيبى)، أنا مش عارفه هو نسى موضوع الايميل ده ازاى، لكن ربنا أراد أنه ينسى عشان يكشف ستره وأعرف المستخبى. واجهته بموضوع (بطاقة الائتمان) وموضوع (إيميل وصورة البنت) دول، فرد على بأن الايميل والصورة دول ما يخصهوش، وإن البنت دى بتكلم أخوه عن طريق ايميله هو عشان زوجة أخوه متعرفش حاجة، أما بخصوص الفلوس فقال لى إنه كان محتاج المبلغ ضرورى وأنه كان هايسدده على طول. بعد الكلام مع أخته فهمت منها إن ايميل البنت ده يخصه هو ومش أخوه، لأنه حكى لها قبل كده عن البنت دى، فكانت مشكلة كبيرة دخلت فيها أهلى، وطلبت الطلاق، والأهل حكموا بأننا نبعد عن بعض فترة، وحصل فعلا، لكن مع الوقت وبعد الفترة دى رجع لى نادم وقال لى نفتح صفحة جديدة، فلقيت نفسى باصفى من ناحيته، ورجعنا لبعض من جديد، لكن بشرط أنى مش هافوت أى غلطة تحصل من جديد. بعدها بفترة جاءت له فرصه للسفر والعمل فى أوروبا، وقفت معاه ودبرت له فلوس للسفر وسافر بالفعل، وقلت يمكن دى تكون بداية لمرحلة جديدة فى حياتنا، لكن بالتواصل معاه على الفيس بوك، لقيت عنده بنات كتير، وصور، ومنهم صور كتير مش مضبوطة، فقررت أفهم هو حدوده مع الناس دى لغاية فين بالضبط؟، فتحت حساب على الفيس بوك باسم مستعار، وبدأت أتكلم معاه، وشوية بشوية بدأت انفتح معاه فى الكلام وهو كمان، بشكل صدمنى وحسسنى إنى كنت عايشه مع واحد عمرى ماعرفته قبل كده، أنا استحملت حاجات كتير منه طول ال 8 سنين اللى فاتوا، لكن إنه يكون بالوقاحة و(الأباحة) دى؟، مش ممكن؟، حتى لو فرضنا أنه عايز يتسلى فى غربته، مش ممكن أتخيل أن جوزى يتسلى بالطريقه دى، ويكتب ويقول كلام زى ده. جاريته فى الكلام، واتفقت معاه أنه هايقابلنى لما ينزل مصر إجازة، فطلبت منه أنه يقابلنى فى شقتى ومش فى مكان عام، فوافق فورا، وطلب منى أبعت له صورتى والعنوان، وطبعا أنا توقفت لغاية هنا، وفهمته أنه مش هايشوفنى غير على أرض الواقع فى بيتى فى مصر لما ينزل إجازة. منذ هذه اللحظة وأنا مقرره الانفصال عنه أول ما يرجع مصر، كفاية أوى كده بقى، أنا استحملت منه حاجات كتير تشيب إذا حكيت تفاصيلها، لكن اللى هايجننى واللى خانقنى ومش عارفه أعمل فيه إيه، هو ليه بيعمل فيا كده؟، ليه يكون جزاء حبى له ووقوفى جنبه كل الغدر والخيانة والقرف ده؟، ليه ماقدرش عطائى له؟ وليه ماحترمش أنى صدقته وكدبت نفسى للنهاية؟، ليه كل الجحود ده؟، ليه؟، أنا غلطت فى إيه؟. كنت ناويه أواجهه بأنى أنا الست الى كان بيكلمها على الفيس بوك، لكن بعد ما يرجع بكام يوم، لكنه فاجئنى بأنه بيحكى لى على الموضوع ده، وبيقول لى إنه شاكك إن الموضوع ده مقلب من أخوه وزوجة أخوه (لأن فى بينهم مشاكل)، لكن لما فتح الموضوع معايا لاحظ تغير صوتى وطريقتى فى الكلام، ففهم إنى أنا اللى عملت كده، فلقيته فجأه انقلب إلى (ثور هائج)، وبدأ يتهمنى ويشتمنى بأقذع الألفاظ، وحلف عليا بالطلاق إنى لو قربت للنت أو الفيس بوك ده تانى هاكون طالق بالثلاثة، وأنه من هنا ورايح اللى بينى وبينه هم الأولاد، وأنه ماليش عنده حاجة طول ما هو فى أجازه فى مصر، وحتى بعد ما يرجع شغله بره بعد كده. بالرغم من أنى كنت ناويه أقوله على الموضوع ده، وبالرغم من أنى كنت متوقعه ثورته عليا، لكن كلامه (البذىء) معايا جرحنى بشكل لم أتوقعه، معقول ده جزائى أنه يوصفنى بالألفاظ دى بعد كل اللى شفته واستحملته منه؟، أرجوكِ يا دكتوره وأرجو قراءك أن يساعدونى، أنا حاسة أنه حتى بعد كل ده هو هايرجع يسافر ويعيش حياته، وأنا اللى هاتطلق وهاتبهدل وحياتى هاتتدمر، طب ليه؟ أنا أذيته فى إيه؟. ماكدبش عليكى مؤخرا أنا جربت تعاطى بعض الأدوية، الى بيقولوا عليها بتريح الأعصاب، لأنى خلاص حاسة أن دماغى هاتنفجر من كتر التفكير، لكن برضه مفيش حاجة بتغير الواقع المر اللى أنا عايشاه. وإلى (د) أقول: تألمت لرسالتك كثيرا، فعلا الخيانة شىء مؤلم وفظيع، وغير مبرر، خاصة عندما تأتى ممن نحب، أتفهم إحساسك وأقدر ألمك تماما، لكن تسمحى لى أقولك كلمتين؟.. ربنا قال إيه؟ (عسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم)، يعنى إحنا كبشر جهلاء، ساعات كتير بنمشى ورا حاجات براقة وجميلة، وبتخدعنا وبتغوينا وبنحبها ونتعلق بيها، وهى فيها هلاكنا وإحنا مش عارفين، جوزك ده كده بالضبط، حبتيه واتعلقتى بيه، وضحيتى عشانه بحاجات كتير، وضحكتى على نفسك وكدبتى على روحك، باعترافك انتى شخصيا، وكملتى معاه رغم معرفتك بكل مصايبه، يعنى كنتى مكمله فى طريق التهلكة بكامل إرادتك، لكن ربنا كريم ورحيم، مش عايزك تتبهدلى أكتر من كده، وله إرادة سبحانه وتعالى أنك تفوقى دلوقتى وكفاية عليك لغاية كده. أنت اتخدعتى صح، اتألمتى واتعذبتى أكيد، هاتبقى مطلقة وحياتك هايكون فيها مشاكل ممكن، لكن مين قال إن حياتك كده اتدمرت؟، مين فينا عارف الغيب؟، مين فينا عارف كان ممكن يحصل إيه لو كنت كملتى فى الجوازة دى أكتر من كده؟، مش كان ممكن إنتى تمرضى وتخسرى صحتك بسبب عمايله؟، مش كان ممكن ولادك يكبروا وهم عندهم عقد نفسية بسبب أبوهم؟,مش كان ممكن تحصل منه مصايب أكتر من كده وإنت ماتستحمليهاش؟. إنتى مريتى بتجربة صعبة فعلا، لكن أرجوكى بلاش تصدقى أنها آخر المطاف، مين عارف ربنا هايعوضك ازاى؟، والله أنا باسمع قصص ناس وباشوف حكايات بنفسى مش ممكن تصدقى أد إيه حياتهم اتغيرت للأحسن وللأفضل بعد ما انفصلوا وبعد ما اعتقدوا أن الدنيا خلاص اتهدت على دماغهم من كل حتة. إنتِ لسه شابة، والحمد لله بصحتك، وأولادك معاكى، ودى كلها مقومات تقويكى عشان تبدأى من جديد، حتى لو كنتى مش هاترتبطى بعد كده، لكن ممكن تبدأى تبنى نفسك وأولادك بحاجات تانية كتير، ركزى مع نفسك ومع أولادك، وإوعى تسمحى للظروف أنها تكسرك تماما، لأنك بذلتى بصدق، وأعطيتى بحب، ولم تخطئى فى حق أحد، إذن لا بد وأنها (منحة) لا (محنة)، يعنى أكيد ربنا عامل لك خير لكن إحنا اللى مش شايفينه. أما بالنسبه للموقف الأخير (الفيس بوك)، فربما زوجك يكون كان بيجارى اللى عمل المقلب زى ما بيقول فعلا، وربما، وده الاحتمال الأكبر، أنه يكون قام بكل هذه التمثيلية ليغطى على غلطته، وليجد لنفسه مهربا ليفعل ما يريد بعد ذلك، ودون أن يكون لك الحق فى محاسبته (لأنه كاسر عينك) دلوقتى. أيا كان التفسير الحقيقى للموقف، فهو لن يغير كثيرا فى حقيقة الأمر، اثبتى على موقفك فى طلب الانفصال، واستعينى بأحد من أهلك وبمحامى (ثقة أو معرفة، وأؤكد على أنه يكون ثقة) حتى تتخلصى من هذا الكابوس. لكن بالله عليكى، أرجوكى لا تزيدى الطين بلة وتدخلى برجليكى إلى ذلك )الوحل) وتجربى أى نوع من أنواع (الكيمكيالز)، أرجوكى الحاجات دى آخرتها سودا بكل المقاييس، من أبسط أنواعها لأشد أنواعها، كلها بتعمل إدمان، وكلها بتدمر الصحة والنفسية، وكلها بتاخد فترة علاج طويلة. إنتى أحوج ما يكون دلوقتى لنفسك ولصحتك، حتى عشان خاطر أولادك، أرجوكى استحلفك بالله بلاش، من الواضح أن الضغط فوق احتمالك، عشان كده ربنا أباح لنا الطلاق، وجعله أحيانا الحل الوحيد عشان الواحد ما يفقدش عقله ودينه وينهار أمام الضغوط، لكن اللى بتفكرى فيه ده أبدا مش هو الحل، ده أنتى كده بتحطى على همك مية هم، أرجوكى لو بتثقى فى كلامى بلاش السكة دى، مش هاييجى من وراها أى راحه أو خير. ادعى الله كثيرا واستعينى بيه، وأشكى له همك، فهو أرحم الراحمين، وهو اللى هيأجرك ويعوضك كل الخير إن شاء الله. للتواصل مع افتح قلبك و د. هبه: [email protected]