أى خدمة؟! - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وعليكم السلام، اتفضلى، أى خدمة؟! - حضرتك اللى طلبتنى. أنا؟! - إيه يا أستاذ، هو أنت مش عارفنى؟! لأ، مين حضرتك؟ - أنا موظفة الشئون الإدارية وحضرتك طلبتنى إزاى مش عارفنى؟ أعرفك إزاى يعنى، هو أنا شايف وشك، حاجة غريبة قوى. - إيه اللى غريب؟! غريبة إنك زعلانة عشان مش عارفك! - مش زعلانة ولا حاجة، كنت فاكرة إن حضرتك حتعرفنى. مافيش حاجة باينة منك، وأمر طبيعى إنى مش حأعرفك، أنتى نفسك مغطية وشك عشان محدش يعرفك. - لأ، طبعا مش عشان كده. أمال عشان إيه؟! - ربنا أكرمنى وهدانى. طيب يا ستى ربنا يهدينا كلنا. - أفندم حضرتك عاوزنى ليه؟! فيه شكوى مقدماها زميلتك بتقول إنك شتمتيها قدام المكتب كله. - أنا كنت بادافع عن نفسى، وهى اللى ابتدت. بس زمايلك بيقولوا إنها ما عملتش حاجة! - كلهم قالوا كده! ربنا يسامحهم. يا بنتى قولى لى أنت شتمتيها ليه! - أصلها.. والله مش عارفة أقول إيه! قولى اللى حصل. - أصل ابنها.. هو حضرتك عارف إنها كانت جايبة ابنها معاها المكتب. هى قالت لى، بتقول إنها راحت توصله المدرسة لاقيتها مقفولة وما عرفتش توديه فين. بس عشان تبقى عارفة أنا عملت لها لفت نظر. - الولد أول ما شافنى صرخ، خاف منى. ده عنده أربع سنين، يعنى صغير، وبعدين هى ذنبها إيه! - أنا أخدت الموضوع عادى، وقلت زى حضرتك كده ولد صغير، بس هى ضحكت! تقومى تشتميها فى المكتب! - ما حصلش، كل اللى قلته إنها لو كانت عرفت تربيه ما كانش عمل كده، ما كانش قصدى أشتمها، كنت عاوزاها تفهمه إن دى حاجة عادية. هى إيه دى اللى حاجة عادية؟! - النقاب. لا حول ولا قوة إلا بالله. - يا أستاذ حرام عليك، ما تعملش زيهم، كلهم من ساعة ما لبست النقاب وهم بيعاملونى وحش. وحش إزاى؟ - مش عارفة، أنا حاسة بكده، وأهو من ساعتها لا بيكلمونى ولا باكلمهم، ونفسيتى وحشه قوى. يا بنتى ما هو أنتى السبب! - ليه، أنا عملت إيه، أنا باحاول أرضى ربنا وأتقرب له أكتر. أنا عاوز أقولك إن أكتر حاجة ترضى ربنا هى إنك تتعاملى كويس مع الناس. - أنا مش فاهمة إيه اللى يزعل أى حد لأنى لابسة نقاب، حضرتك مثلا شوف بتكلمنى إزاى من أول ما دخلت لك. باكلمك عادى، أنتى شايفة غير كده؟ - أيوه، بتكلمنى بقرف. قرف! أنتى حاسة إنى باكلمك بقرف! إيه اللى نقل لك الإحساس ده؟! - من ساعة ما دخلت وحضرتك مكشر ومتضايق باين على وشك. وأنتى إيه اللى باين على وشك؟ - نعم! مش فاهمة قصد حضرتك. قصدى إنك اديتى نفسك حق وحرمتينى منه. - حق إيه؟ إنك تحاسبينى على حاجة باينة على وشى وأنا مش شايف وشك عشان أعرف أنتى قرفانة منى وإلا مكشرة ولا إيه. - وحتفرق معاك إيه؟ تفرق كتير، مادام رضيتى إنك تتعاملى معايا لازم زى ما أنتى شايفانى أنا كمان أشوفك. - كلام حضرتك بيأكد إحساسى، حضرتك زهقت منى وعاوزنى أخرج من المكتب. يا بنتى واضح إنك مش مقتنعة باللى أنتى عاملاه من ساعة ما دخلتى وأنا ماعرفتكيش وأنتى زعلانة، مع أنى معذور، لو كنتى مقتنعة بالنقاب كنتى أخدتى الموضوع عادى. - أنا مقتنعة مية فى المية، الناس هم اللى مش مقتنعين، ومن ساعة ما اتنقبت والناس بيعاملونى بعدوانية. طيب وأنتى بتعامليهم إزاى؟ - غصب عنى باعمل زيهم، مع أنى مش كده طول عمرى كويسة معاهم وهم كمان، إيه اللى يزعلهم لما أنفذ فرض ربنا؟! لأ، ما تقوليش فرض، معظم العلماء قالوا إنه مش فرض. - بس فيه اللى قالوا إنه فرض. طيب ما هم بيقولوا اختلاف العلماء رحمة، يعنى لو أخدنا برأى اللى بيقولوا إنه موش فرض نبقى صح. - طب وافرض حضرتك فى الآخر إنه طلع فرض؟! مش عارف بقى، بس يعنى اللى أعرفه إن الستات أيام الرسول - عليه الصلاة والسلام - كانوا بيتكلموا معاه وكان بيبقى عارفهم، يعنى كاشفين وشهم. - الله أعلم. أنتى حرة فى نفسك، بس ما ينفعش تشتمى زميلتك فى المكتب. - أهو حضرتك قلتها، أنا حرة، يبقى على الأقل خدوها من ناحية الحرية الشخصية، اشمعنى محدش بيزعل لما واحدة تلبس هدوم عريانة! مين قال لك كده، أنا لن أسمح أبدا إن واحدة موظفة تدخل الشغل وهى لابسة هدوم عريانة، وعمرى ما سمعت حد بيقول الستات تتعرى، مين اللى قال كده؟ - طول الوقت الناس بتهاجم المنقبات ومحدش بيهاجم اللى بيمشوا عريانين. بيتهيألك عشان أنتى مركزة فى نفسك وبس، طيب أنا عاوز أسألك سؤال، افرضى المكتب بتاعك كل الموظفات فيه اتنقبوا حنعرف اللى تغلط إزاى؟ - إيه الكلام ده يا أستاذ، وهو ده مبرر؟! طبعا مبرر، وعشان تبقى عارفة، المؤسسة ممكن تطلع قرار بمنع المنقبات من الدخول. - اشمعنى دلوقتى، هو فيه إيه، كل الناس مرة واحدة قامت على المنقبات، ولا حضرتك حتقول زيهم إن ممكن راجل يتنقب ويدخل على أنه موظفة فى المؤسسة. وأنتى تنكرى إن ده ممكن يحصل؟! - مش حأنكر، بس ما يبقاش الحل إنكم تمنعوا المنقبات من الدخول. طب قولى أنتى الحل يبقى إيه؟ - مش عارفة، ومش أنا اللى مفروض أدور على حل لأنى مش شايفة إن فيه مشكلة أصلا. واللى إحنا فيه دلوقتى ده إيه، مش مشكلة، ومشكلة سببها النقاب؟! - أنا مستغربة، إزاى حضرتك مسلم وتبقى عاوز تمنع مسلمة من النقاب؟! لأ، مش حاسمح لك تشككى فى دينى وإسلامى.. مش من حقك. - مش بأشكك! لأ بتشككى، واللى قلتيه ده ما يصحش. - أعمل إيه؟! فكرى كويس، إنتى وسط زمايلك وكلنا والحمد لله ناس كويسين، البسى النقاب فى الشارع ولما توصلى المكتب اكشفى وشك. - وحضرتك تتحمل المسئولية دى؟ وأنا مالى، أنا باقولك إن زى ما هو من حقك تلبسى اللى أنتى عاوزاه من حق كل جهة تحط القواعد المناسبة ليها. - قواعد إزاى يعنى؟! زى ما قلت لك، لو المؤسسة طلعت قرار بمنع المنقبات لازم تلتزمى بيه. - وإذا رفضت؟! إنتى حرة! - وفين الحرية هنا؟ مادام قبلتى إنك تتعاملى مع الناس ما ينفعش تخالفى القواعد. - وينفع نعمل قواعد ضد الحرية الشخصية؟! إذا الحرية الشخصية دى تعارضت مع حرية الآخرين. - وفين التعارض ده؟! ما أنا باقولك أهو، إزاى الناس تتعامل معاكى وهم مش شايفينك ولا عارفينك! - يعنى حضرتك عاوزنى أقعد فى البيت؟! أستغفر الله العظيم، أنا قلت كده برضه؟!.. اعملى اللى انتى عاوزاه، وربنا يحلها من عنده.