صدر حديثا عن دار الشروق بالقاهرة ديوان الشاعر الصوفى عفيف الدين التلمسانى، بتحقيق د. يوسف زيدان. وعفيف الدين التلمسانى 610-690ه 1213 - 1291م، هو واحد من كبار الشعراء المتصوفة القادمين من المغرب العربى إلى المشرق، ومن أكثرهم إثارة للجدل، تنقل بين مصر والشام وتعرف إلى كبار المتصوفين، ويقول عنه القاضى شهاب الدين بن الفضل: "لم يأت إلا بما خفّ على القلوب، وبرئ من العيوب، رقّ شعره فكاد أن يُشرب". ويعتبر ديوان التلمسانى أشهر وأهم مؤلفاته التى تنوعت فى مجالى التصوف واللغة. وقد برع التلمسانى فى تقديم شروح لعدد من نصوص الصوفية الرمزية والكشف عن أسرارها كمواقف النفرى وتائية ابن الفارض وشرح "الفصوص" لابن عربى. وضع د. يوسف زيدان مقدمة وافية عن عفيف التلمسانى، تتناول حياته وتكشف عن مؤلفاته الأخرى، وأهم وأبرز نقاط تميزه كمتصوف وشاعر. ومن قصائد التلمسانى الشهيرة قصيدة "عَيْنَاكِ إنْ سَلَبَتْ نَوْمى بِلاَ سَبَبِ"، ننشرها تاليا: عَيْنَاكِ إنْ سَلَبَتْ نَوْمى بِلاَ سَبَبِ عَيْنَاكِ إنْ سَلَبَتْ نَوْمى بِلاَ سَبَبِ فَالنَّهْبُ يَا أُخْتَ سَعْدٍ شِيَمةُ العَرَبِ وَقَدْ سَلَبْتِ رُقَادَ النَّاسِ كُلِّهُمُ لِذَاكَ جَفْنُكِ كَسْلانٌ مِنْ التّعَبِ هَلْ ذاكَ لاَمِعُ بَرْقٍ لاَحَ مِنْ إِضمِ أَمْ ابْتَسَمْتِ فَهَذَأ بَارِقُ الشَّنَبِ وَتِلكَ نَارُكِ بِالجَرْعَاءِ سَاطِعَةٌ أَمْ ذَاكَ خَدُّكِ وَهَّاجُ مِنَ اللَّهَبِ لاَ أَنْقَذَ اللهُ مِنْ نَارِ الجَوَى أَبَداً قَلْبى الَّذى عَنْ هَوَاكُمْ غَيْرُ مُنْقَلِبِ إِنْ عَذَبَتْهُ بِنَارٍ مِنَ مَحَبَّتِهَا نُعْمَ فَذَاكَ نَعِيمٌ غَيْرُ مُحْتَجُبِ منْ رامَ ذِكْرَ سِوَاهَا يَلْتَمِسْ أَحَداً غَيْرِى فَذِكْرُ سِوَاهَا لَيْسَ مِنْ أَرَبى إِنْ حَدَّثَتْهُ الأَمَانِى أَنَّنِى أَبداً أَسْلُوا هَوَاهَا فَقَدْ أَصْغَى إِلى الكَذِبِ