مبادرة مصرية شابة، انطلقت من قلب جمعية "الاتحاد الشعبى لتنمية مصر"، هذا الاسم الذى أطلقه "أحمد حنفى" 27 عاماً مع مجموعة من الشباب، لتكوين جمعية تسعى لتنمية مصر عن طريق استغلال المتاح من الموارد فى تحقيق تنمية مصر "من غير ولا مليم". وعن مبادرة ال50 مليون شجرة يقول "حنفى":" المبادرة هى الأولى من ضمن 192 مبادرة وضعت الجمعية الخطط لتنفيذها على مدار الأعوام القادمة، عن طريق تقسيمها على فرق بالجمعية، مثل فريق إنقاذ مصر، المتخصص فى تنفيذ الخطط التنموية القصيرة المدى، والتابع للجمعية، يكمل حنفى، أنا متخصص فى مجال الاقتصاد الزراعى، بحكم عملى كمحاضر فى المعهد العالى للتعاون الزراعى، مما أتاح لى الفرصة للبحث والدراسة فى مجال التنمية الزراعية بأقل التكاليف. والجمعية تسعى للتنمية فى مختلف المجالات، أما فيما يتعلق بالتنمية الزراعية، اتجهنا لوضع خطة لتنمية الإنتاج الزراعى على المدى البعيد وكانت مبادرة ال50 مليون شجرة هى الانطلاقة الأولى لها. وعن الفكرة يقول حنفى: المبادرة تتناول عدة أهداف أولها، استغلال المياه المهدرة من عملية البخر فى المراوى المعرضة لأشعة الشمس، حيث أثبتت الدراسات الزراعية أن إجمالى المياه المهدرة بسبب البخر تجاوزت نسبة ال33%، وهو ما يمثل إهدارا كبيرا يمكن استغلاله فى رى أراض لا تصل إليها المياه. يكمل "حنفى"، بعد دراسة الحلول المتاحة، وجدنا أن تغطية هذه المراوى يتطلب إنفاق مبالغ طائلة فى الوقت الذى تحتاج فيه مصر إلى كل قرش لبناء كيانها من جديد، ومن هنا جاءت فكرة زراعة أشجار فاكهة مثمرة تغطى هذه المراوى وتمنع عنها أشعة الشمس بدون تكلفة تذكر، فى نفس الوقت الذى ستساهم فيه محاصيل هذه الأشجار فى تحقيق الاكتفاء الذاتى من الفاكهة، بالإضافة إلى دورها فى إنعاش المصانع الغذائية التى تعتمد على الفاكهة. وعن التنفيذ يقول "حنفى": بدأنا فى تدريب أعضاء الجمعية فى جميع المحافظات، على صناعة الشتلات، نظراً لأن سعر الشتلة الواحدة لا يقل عن ثلاثة جنيهات ويختلف باختلاف أنواع الفاكهة، لذلك اتجهنا لصناعتها بأنفسنا حتى نتقى التكلفة، وهو الأمر الذى لاقى إقبالاً من جميع الأعضاء، وهى عملية سهلة تعتمد على فروع الأشجار التى تهدر أثناء تهذيب الشجرة وتقليمها، ويمكن استغلالها لعمل الشتلة التى تحتاج لفترة من الرعاية حتى تصبح شجرة صحيحة تبدأ فى النمو. فريق إنقاذ مصر انتهى بالفعل من غرس 150 شتلة فى واحة الداخلة، كانطلاقة أولى لزراعة 50 مليون شجرة، يستعد الآن بإعداد المزيد من الشتلات لإطلاق المرحلة الثانية من الزراعة، فى ظل مشاركة وترحيب أصحاب الأراضى والمزارعين، كما يكمل أعضاء الجمعية استقبال المزيد من المتطوعين لتوسيع الفكرة على مستوى جميع محافظات مصر.
