شهد صالون ابن رشد بمركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، مؤتمراً حول التحرش الجنسى وتداعياته وتأثيره على المجتمع المصرى. وشارك فى المؤتمر كل من المحامية أميرة بهى الدين، والكاتبة كريمة كمال، ودكتور قدرى حفنى أستاذ علم الاجتماع، والداعية عمرو الوردانى بدار الإفتاء، ومعتز الفجيرى المدير التنفيذى بالمركز. وطالب الداعية عمرو الوردانى بأهمية وجود مشروعات فعالة لمناقشة هذه القضية، واعتبرها من أسوأ الظواهر التى تدمر المجتمع، وخاصة التحرش بالأطفال، وغياب الوعى العام، وثقافة التكتيم والتعتيم، مؤكداً أنه يجب الضغط على بعض القنوات الفضائية المثيرة جنسياً، لأنها دائما تجسد المرأة كمخلوق جنسى فقط. وعرض الوردانى إحصائيات حول هذه القضية، وقال إن 90% من السيدات عانين من الانتهاكات الجنسية فى حياتهن، و60% تعرضن للتحرش فى حياتهم، و75% من الفتيات فى الجامعات تعرضوا للتحرش و40% من المصريات تعرضن للتحرش باللمس، كما قال إن القاهرة تشهد تقريباً كل ساعة حالة اغتصاب أو تحرش بالقول أو بالفعل. وأكد أنه يوجد برنامج تأهيل الدعاة للقيام بمجالس الإرشاد والدعم الاجتماعى، على شكل جديد من أشكال الدعوة، وذلك عبر إكساب الداعية مهارات جديدة ليقوم بدور الواعظ فى التعامل مع الجانى والضحية. من ناحية أخرى أفادت المحامية أميرة بهى الدين، بأن التحرش الجماعى ظاهرة سلوك إجرامى، وهذه السلوكيات نوع من أنواع العنف الاجتماعى الناتجة عن الفقر والبطالة وعدم الوعى الكافى، ونظرة المجتمع للمرأة على أنها مخلوق جنسى فقط. وأشارت أميرة بأن معظم النساء يتعرضن للتحرش الجنسى فى الجامعات ووسائل المواصلات والشوارع، وأيضا فى جهات العمل، ويلتزمن الصمت خوفاً من فقدانهم عملهم أو من الفضيحة. مضيفة أن قانون العقوبات لسنة 1940 يعاقب على هتك العرض أو التحرش بأنثى، وأن المادة 306 تعاقب بالحبس لمدة عام لكل من تعرض لأنثى وخدش حيائها بالقول, أو بالفعل فى طريق عام أو مكان مطروق. من جانبها أكدت الكاتبة الصحفية كريمة كمال على أن الخطاب الدينى, هو المسئول عن هذه الظاهرة، حيث أن تفسير النصوص خطأ، وأن الأرآء تقول, إن المتعرضات للتحرش هن اللائى يرتدون ملابس مثيرة، ولكن الدراسات أثبتت عكس هذه الأرآء لأن اللائى يتعرضن للتحرش محتشمات، ويرتدون ملابس فضفاضة، وأن الثقافة السائدة تعيب على البنت دائما وتدينها، باعتبارها مصدر شك، وهى المتسببة فى اغتصابها أو التحرش بها. على صعيد متصل، طالب دكتور قدرى حفنى أستاذ علم الاجتماع، بتشديد العقوبة على كل من يتحرش بأنثى، ويجب تنفيذ روشتة إصلاح لتوعية الشباب بخطورة هذه الظاهرة، لأن من يتحرش بالمرأة لا يتحرش بها كإنسان، بل كبضاعة أو سلعة متاحة أمامه محروم منها لعدم قدرته على الزواج أو العمل.