من أجل كعكة مبارك التى لا تنتهى وسع أنت وهو أنا اللى هدافع عن الريس، يبدو أن هوس الشهرة والظهور الإعلامى لم يصب العديد من المصريين وحسب وإنما تخطى الحدود ليطير بأجنحته خارج القطر، ويمتد بظلاله للدول الأخرى ولا عجب فى ذلك فمحاكمة مبارك هى محاكمة القرن ومن لم يلحق بنصيب له من تلك الكعكة (كعكة الشهرة) فلقد أضاع فرصة عمره، حيث لن يجد فرصة مثلها أبدا، فبعد ما شاهدناه جميعا من هرج ومرج داخل القاعة المخصصة لمحاكمة مبارك فى الجلسات السابقة جميعها، سوء تخطيط وإدارة، مباراة بين المحامين وخاصة المدعين بالحق المدنى الموكلين من قبل أسر الشهداء فى الظهور أمام الكاميرات والمسارعة لخطف الميكروفون فى محاولات حثيثة للفت الأنظار وجذب الانتباه بحيث تحولت القاعة لمجرد شو إعلامى هابط وفصل ممل فى مسرحية هزيلة، أداء سيئ، وإهدار لحقوق ودم الشهداء،كل هذا ليس مهما، المهم هو أن يبتسم الأستاذ المحامى أمام الكاميرا ليراه أهل حتته منورا فى تليفزيون القهوة!! أما خارج القاعة فلا هم لهم سوى الظهور الإعلامى فى برامج التوك شو، والتصريحات للصحف وامتدت العدوى من داخل مصر لتصيب بعض من المحامين الكويتيين، الذين حضروا إلى مصر للمشاركة فى الدفاع عن مبارك كى يفوزوا بنصيب من الكعكة التى لم تلتهم كلها بعد والظهور فى مشهد جديد من مشاهد تلك المسرحية المملة التى سئمها المشاهدون، وعلى الجانب الآخر يظهر أبطال الفصل الثانى لهذه المسرحية البالية وهم فريق الدفاع عن مبارك وعلى رأسهم كبير الحواة الذى علمهم السحر، باذلين كل الجهد لطمس معالم القضية عن طريق ألاعيب يجيدون صنعها جيدا، فيطلبون التأجيل تارة، ويدفعون ببعض البلطجية من أعوان النظام السابق كى يسرقوا التقارير الطبية للقتلى من شهدائنا تارة أخرى، أو لكى يشتبكوا مع أهالى الشهداء أمام وداخل قاعة المحكمة فى محاولة لتشتيت تركيز المحكمة وإلهاء وشغل الرأى العام فى مشهد من أكثر المشاهد استفزازا مدعين أنهم أبناء مبارك ومؤيدوه!! ولا أدرى بماذا يفيد مبارك أن يحضر هؤلاء الذين يدعون أنهم محبوه ومؤيدوه من الحضور أمام قاعة المحاكمة والاشتباك مع أهالى وأسر الشهداء؟ سألت نفسى هذا السؤال كثيرا ولم أجد له من جواب يرضى العقل سوى أنهم قلة مأجورة من أعوان النظام تم الزج بهم كى يفسدوا الجلسات فى كل مرة إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا، ًلقد سقط نظام مبارك بالفعل وتعلمنا من سقوطه درسا حيث أزاح هذا السقوط عن نظرية لم نعرفها من قبل نظرية تقول بأن قطع رأس الأفعى ليس كافيا لموتها طالما أن زيلها ما زال حياً، لا تلوموا على فريق المحامين الكويتيين فإن كان مجيئهم بدافع شخصى فقد أتوا للشهرة، لا تلوموهم فقد فعل أبناء بلدكم أكثر من ذلك ولم يلاموا على ما فعلوه وما اقترفوه من آثام فى حق وطنهم.
