قال المهندس ماجد جورج، وزير الدولة لشئون البيئة، إن السحابة السوداء واحدة من الظواهر البيئية التى تعانى منها القاهرة منذ عام 1999، خاصة فى فترات الليل، ويساهم التلوث الناتج عن الصناعة ووسائل النقل وحرق المخلفات الصلبة والزراعية فى حدة المشكلة،حيث يعتبر حرق المخلفات الزراعية المصدر الأول والأساسى لتلوث الهواء خلال موسم الخريف حيث تصل نسبة التلوث الناتجة عن هذا المصدر إلى 42%، وقد بلغت كميات القش المنتجة خلال الأعوام الأخيرة 4 ملايين طن نتيجة تجاوز المساحات المقرر زراعتها قانونًا وذلك فى فترة لا تتجاوز 50 يومًا، كما يواكب هذه الفترة أيضا حدوث ظاهرة الاحتباس الحرارى. وقال جورج إن هناك صعوبات تواجه الحكومة فى التخلص نهائيا من حرق قش الأرز، حيث زادت الرقعة الزراعية للمحصول بكميات هائلة فكانت الرقعة المحددة العام الماضى 1.2 مليون فدان وأصبحت 2 مليون فدان. وأشار جورج إلى أن طبوغرافية مدينة القاهرة والجيزة تساهم بدرجة كبيرة فى شدة الإحساس بالسحابة السوداء، حيث تقع القاهرة والجيزة فى منخفض مستطيل على جانبى النيل يمتد من شبرا شمالا إلى حلوان جنوبًا– مما يكون شكل البوتقة والتى تتراكم بها الملوثات الناتجة من الأنشطة البشرية سواء المحلية أو القادمة بفعل الرياح من الشمال وتحبس هذه الملوثات فى طبقة لا يتجاوز ارتفاعها أحيانا 25 م بدلا من 2000م. ونوه جورج إلى جهود وزارة البيئة فى مجال جمع وكبس قش الأرز بأنها ستوفر مجموعة من المشروعات فى مجال البيئة للتقدم بها وأنها جميعا ستشمل مشروعات التدوير بالكامل لكافة أنواع المخلفات الصلبة والزراعية والزجاج والورق والكرتون وعلب "الكانز" فى مشروعات التدوير الموجودة لا تتعدى 20% والمشروعات الصغيرة والمتوسطة ستساهم بشكل مؤثر فى التدوير. وأضاف جورج أنه تم التعاقد مع بعض الشركات لجمع قش الأرز من حقول المزارعين وكبسه، كخطوة أولى فى سبيل مكافحة هذا التلوث ومنع الحرق المكشوف، وكانت شركة كوين سيرفيس التابعة لجهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة من أولى الشركات التى تعاونت مع الوزارة فى هذا الصدد منذ ست سنوات، حيث تعمل الشركة هذا العام فى مراكز فاقوس وأبو حماد وههيا بمحافظة الشرقية بمساحة 32 ألف فدان بطاقة إنتاجية قدرها 50 ألف طن، ويتم نقل المعدات إلى حقول المزارعين ليتم الكبس ثم النقل إلى مراكز التجميع بواسطة إدارة النقل بالقوات المسلحة، لذلك تشمل المعدات العاملة لدى الشركة 675 معدة منها 301 معدة مقدمة من وزارة الدفاع، 374 معدة مقدمة من وزارة الدولة لشئون البيئة، كما تعمل الشركة بقوة بشرية مقدارها 1428 فردًا تم تدريبهم على أعلى المستويات للعمل وصيانة المعدات فى 37 موقعًا.