نوبات تلوث الهواء الحادة (السحابة السوداء) واحدة من الظواهر البيئية التى تعانى منها القاهرة منذ عام 1999 خاصة فى فترات الليل. وقد أكدت الدراسات العلمية التى قامت بها الوزارة على عدة حقائق منها أن فى الظروف المناخية العادية ترتفع درجة حرارة الهواء قرب سطح الأرض أثناء النهار بفعل الحرارة المنبعثة من سطح الأرض نتيجة تسخينها بأشعة الشمس حيث يرتفع الهواء الساخن القريب من سطح الأرض إلى أعلى حاملاً كميات كبيرة من الملوثات المنبعثة نتيجة الأنشطة البشرية مما يؤدى إلى تشتت الملوثات بعيداً عن سطح الأرض إلى أكثر من 2000م ،وعندما تتعرض منطقة ما لحالة من الضغط الجوى المرتفع يبدأ الهواء فى الدوران فى دوامات عكسية (أى يهبط الهواء من أعلى إلى أسفل) وأثناء هبوط هذه الدوامات الهوائية ترتفع درجة حرارتها ذاتياً نتيجة اقترابها من سطح الأرض.وفى وقت غروب الشمس وعند تقابل الهواء الهابط من أعلى والهواء الصاعد من سطح الأرض تكون درجة حرارة الهواء الصاعد أقل من درجة حرارة الهواء الهابط من أعلى حيث تتكون طبقة تسمى بمنطقة الإنعكاس الحرارى أو الانقلاب الحرارى مما يترتب عليه عدم استمرار تصاعد الهواء إلى أعلى وتراكم الملوثات فى طبقة لا يتعدى ارتفاعها فى بعض الأحيان 25 متراً فوق سطح الأرض، الأمر الذى يؤدى إلى زيادة الإحساس بهذه الملوثات وحدوث نوبات تلوث الهواء الحادة. ومما يزيد من حدة هذه النوبات سكون الهواء حيث تصل سرعة الرياح أحيانا إلى صفر / ثانية. وتساهم طبوغرافية مدينتى القاهرة والجيزة بدرجة كبيرة فى شدة الإحساس بهذه النوبات حيث تقع القاهرة والجيزة فى منخفض مستطيل على جانبى النيل يمتد من شبرا شمالاً إلى حلوان جنوباً ويساهم التلوث الناتج عن الصناعة ووسائل النقل وحرق المخلفات الصلبة والزراعية فى حدة المشكلة ، حيث يعتبر حرق المخلفات الزراعية المصدر الأول والأساسى لتلوث الهواء خلال موسم الخريف حيث تصل نسبة التلوث الناتجة عن هذا المصدر إلى 42% ,وقد بلغت كميات القش المنتجة خلال الأعوام الأخيرة 4 ملايين طن نتيجة تجاوز المساحات المقرر زراعتها قانوناً وذلك فى فترة لا تتجاوز50 يوماً . كما يواكب هذه الفترة أيضا حدوث ظاهرة الاحتباس الحرارى. وقد أولت الوزارة هذه الظاهرة اهتماماً كبيراً بالسيطرة على حرق قش الأرز من خلال تنفيذ العديد من المشروعات الاقتصادية للاستفادة منه على النحو الآتى: أولاً: فى مجال جمع وكبس قش الأرز التعاقد مع بعض الشركات لجمع قش الأرز من حقول المزارعين وكبسه، وهو ما يعتبر الخطوة الأولى فى سبيل مكافحة هذا التلوث ومنع الحرق المكشوف. ولقد كانت شركة كوين سيرفيس التابعة لجهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة من أولى الشركات التى تعاونت مع الوزارة فى هذا الصدد منذ خمس سنوات، حيث تعمل الشركة هذا العام فى مراكز فاقوس وأبو حماد وههيا بمحافظة الشرقية بمساحة 42 ألف فدان بطاقة إنتاجية قدرها 50 ألف طن. ثانياً: فى مجال تدوير قش الأرز: تم إنشاء مصنعين بمحافظة الشرقية (منطقتى الخطارة والقرين) وتتم إدارتهما بواسطة الهيئة العربية للتصنيع بطاقة 300 ألف طن. وتم إنشاء مصنعين بمنطقة قلابشو بالدقهلية بواسطة وزارة الإنتاج الحربى. وأيضا تم إنشاء وتشغيل وحدتين نموذجيتين لإنتاج الغاز الحرارى بمحافظتى الشرقية والدقهلية بطاقة 500 طن/ سنوياً وتقوم كل وحدة بتغذية 300 منزل. وتنفيذ مشروع فى محافظة الشرقية أيضاً بالتعاون مع جمهورية التشيك لتحويل قش الأرز إلى قوالب وقود حرارى بطاقة 50 ألف طن يُصدر إنتاجها إلى الخارج ثالثاً : فى مجال تدريب وتأهيل العاملين فى نشاط زراعة الأرز: قامت الوزارة بالتنسيق مع أمانة الفلاحين المركزية بالأمانة العامة للحزب الوطنى الديمقراطى ومديريات الزراعة بالمحافظات بتدريب مايزيد على 26 ألف فرد خلال السنوات الخمس السابقة مابين مهندس زراعى ومزارع على الاستخدام الآمن للمخلفات الزراعية وإنتاج السماد العضوى والأعلاف غير التقليدية. الأمر الذى أدى إلى انخفاض المساحات المنزرعة بالأرز بمحافظة الشرقية من 67676 فداناً عام 2009 إلى 9126 فداناً فقط عام 2010، وفى محافظة القليوبية من 16 ألف فدان عام 2009 إلى حوالى 6500 فداناً عام 2010 مما يعد مؤشراً جيداً على الإلتزام بالمساحات المقررة قانوناً.