فى أقل من ساعة، نجحت الإدارة العامة لمباحث القاهرة، فى الكشف عن واقعة اختطاف طفل رضيع يبلغ من العمر 11 شهرًا. تفاصيل تلك الواقعة بدأت أثناء تواجد والدة الطفل أنسام أسامة محمد 29 سنة ربة منزل، وشقيقتها ردينة 32 سنة ربة منزل، بشارع مصطفى النحاس، بقصد الحصول على ملابسهن من داخل أحد محلات الدراى كلين، وتركت الأم السيارة فى وضع التشغيل أمام المحل وبداخلها طفلها الرضيع، وتوجهت لإحضار الملابس وكانت شقيقتها فى سيارتها خلفها، إلا أنها فوجئت فور خروجها بشخص يستقل سيارتها ويقودها ويفر هاربًا. لم تتمالك الأم نفسها من هول الصدمة وأن اللص استولى على السيارة وبداخلها رضيعها الذى يبلغ من عمره 11 شهرًا، وعلى الفور توجهت وشقيقتها إلى قسم أول مدينة نصر، وروت الأم وهى تبكى وفى حالة انهيار أمام المقدم حسام عبد العزيز، رئيس المباحث، حيث أوضحت أنها تركت سيارتها الاسبيرنزا رقم "م.ص.ى.548" مصر، وبها مفتاح التشغيل أمام محل دراى كلين بشارع مصطفى النحاس، وبداخلها طفلها الرضيع، إلا أنها فوجئت فور خروجها بأحد الأشخاص يغافلها ويستولى على السيارة.. أسرع رئيس المباحث بتحرير المحضر، وإخطار اللواء أسامة الصغير، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، فأمر بسرعة تكثيف الجهود لملاحقة المتهم ونشر أوصاف السيارة، وعلى الفور تحركت سيارات البحث الجنائى لمتابعة خط سير المتهم، وأثناء ذلك حضرت إلى قسم الشرطة سيدة تحمل طفلاً رضيعا وأفادت أنها عثرت عليه بالقرب من مدرسة مصر 2000 فى نهاية شارع مصطفى النحاس فور نشر أوصاف السيارة التى استولى عليها المتهم على أجهزة اللاسلكى على الضباط المعينين خدمة فى الطرق، رصد النقيب مصطفى عمر عبد العزيز، ضابط بإدارة مرور القاهرة، السيارة أثناء سيرها بتقاطع شارعى العروبة والاستاد البحرى، وعلى الفور استقل دراجته البخارية بمعاونة النقيب محمد درويش حسن، ضابط المرور، والمعين بالونش قيادة الشرطى محمد صلاح مصيلحى، أعلى محور العروبة.. ودخل الضابطان فى مطاردة مثيرة مع المتهم أعلى كوبرى أكتوبر وتمكنوا من إجبار المتهم على التوقف بعد أن اعترض طريقه الضابط مصطفى بدراجته البخارية وتمكنا من السيطرة عليه بمساعدة قائدى السيارات الأخرى الذين ساعدوهما فى القبض على المتهم بعد علمهم بواقعة سرقته السيارة واختطافه لطفل رضيع، فتم اقتياده إلى قسم الشرطة، وتبين أن المتهم يدعى "باسم.ع.م" 39 سنة عاطل، مقيم بالشرابية، وله محل إقامة آخر بعزبة الهجانة، وتبين أنه سبق ضبطه واتهامه فى 16 قضية سرقة سيارة. أكد اللواء محسن مراد، مدير أمن القاهرة، خلال المؤتمر الصحفى الذى تم عقده بمديرية أمن القاهرة للإعلان عن تفاصيل الواقعة وملابساتها، أن الأجهزة الأمنية تلقت البلاغ فى تمام الثامنة مساء أمس، الثلاثاء، موضحًا أن رجال المباحث تمكنوا فى أقل من ساعة واحدة من القبض على المتهم وإعادة الطفل والسيارة لوالدته، وأوضح أن تلك الواقعة هى الثالثة بذات الأسلوب التى يتم ارتكابها فى القاهرة خلال ذات الشهر، وأكد أن إعادة الطفل بتلك السرعة كان نتاج مجهود جماعى، وذلك يؤكد للمواطنين أن الشرطة بخير ومتواجدة فى الشوارع وبقوة وليس كما يدعى البعض من غيابها، وأوضح أنه اعتبر ذلك البلاغ تحدياً للأجهزة الأمنية وتمكنا من النجاح فيه. ومن جانبها اعترفت الأم فى بداية حديثها أنها أخطأت خطأ جسيمًا بتركها طفلها الرضيع داخل السيارة، إلا أنها أوضحت أنها لم تكن تتوقع أن تحدث مثل تلك الواقعة، حيث إنها لم تستغرق سوى دقيقة واحدة لإحضار الملابس من المغسلة. كما أوضح زوجها ووالد الطفل الرضيع أنه كان فى عيادته، حيث إنه يعمل طبيب أسنان، وتلقيت الخبر وكنت فى صدمة لم أتمكن من التفكير، وتوجهت إلى القسم ووجدت زوجتى فى حالة انهيار، وأوضح أنه لم يكن يتوقع أن يعود نجله إلى أحضانه مرة أخرى قائلا مفيش إحساس أو كلمات تقدر تعبر عن إحساسى بعدما ضاع ابنى ومكنتش أحلم أن الطفل يرجع تانى فى حضنى" وأضاف أنه لم يكن يتوقع أن يتم القبض على المتهم بتلك السرعة وإعادة الطفل قبل أن يصابه مكروه. ومن جهة أخرى أكد الضابطان اللذان نجحا فى مطاردة المتهم وضبطه، أنهما أثناء تأديتهما لعملهما تلقيا بلاغًا على الأجهزة اللاسلكية بالواقعة، وتمكنوا من رصد السيارة فأسرعا بمطاردتها حتى تمكنوا من القبض على المتهم، وأوضح الضابط مصطفى عمر أنه أشهر سلاحًا وأرغم المتهم على تسليم نفسه بعد أن تجمع الأهالى وساعدوهم فى ضبطه قبل أن يهرب بالسيارة، كما أشار الضابط محمد صلاح إلى أن اعتبر الطفل المختطف ابنه وخاصة أن ابنه رضيع وفى نفس عمر الطفل المختطف، وأوضح أنهما نجحا بفضل الله فى القبض على المتهم.. كما أوضح المتهم أنه لم يكن فى مقصده اختطاف الطفل بل إنه كان هدفه سرقة السيارة، موضحًا أنه أثناء قيادته السيارة فى آخر طريق مصطفى النحاس سمع صرخات الطفل ليفاجأ به على المقعد الخلفى، قائلا "أنا فزعت أول لما شوفت الطفل"، وأوضح أنه تخلص من الطفل بإلقائه فى إحدى الحدائق بجوار مدرسة مصر 2000 وفر هاربًا إلا أنه تم ضبطه، وتحرر عن تلك الواقعة المحضر اللازم، وتم إحالة القضية والمتهم إلى النيابة العسكرية لتولى التحقيق مع المتهم.
