هو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الذهلى الشيبانى المروزى ثمَّ البغدادى. من شيوخه: سفيان بن عيينة والقاضى أبو يوسف ووكيع وعبد الرحمن بن مهدى والشافعى، وخلق كثير. وروى عنه من شيوخه: عبد الرزاق والشافعى وخلق. ومن تلاميذه: البخارى ومسلم وأبو داود. ومن أقرانه: على بن المدينى ويحيى بن معين، وخلق. وقد ترجم له الذهبى فى"تاريخ الإسلام" بترجمة طويلة، ومما أورده فيها قول الإمام الشافعى رحمه الله: "خرجت من بغداد، فما خلفت بها رجلاً أفضل ولا أعلم ولا أفقه ولا أتقى من أحمد" وقال: "ما رأيت أعقل من أحمد". وقال إسحاق بن راهويه: "وما رأى الشافعى مثل أحمد بن حنبل". وقال ابن معين: "ما رأيت مثل أحمد". وقال ابن كثير رحمه الله: "وقد طاف أحمد بن حنبل فى البلاد والآفاق، وسمع من مشايخ العصر، وكانوا يجلونه ويحترمونه فى حال سماعه منهم" ثمَّ قال: "وقد قال الشافعى لأحمد لمّا اجتمع به فى الرحلة الثانية إلى بغداد سنة تسعين ومائة، وعمر أحمد إذ ذاك نيف وثلاثون سنة، قال له: "يا أبا عبد الله، إذا صحَّ عندكم الحديث فأعلمنى به أذهب إليه؛ حجازياً كان أو شامياً أو عراقياً أو يمنياً" ثمَّ قال ابن كثير رحمه الله معلقاً على ما تقدم: "وقول الشافعى له هذه المقالة تعظيم لأحمد، وإجلال له، وأنه عنده بهذه المثابة، إذا صحَّ أو ضعف يرجع إليه. وقد كان الإمام بهذه المثابة عند الأئمة والعلماء، كما سيأتى ثناء الأئمة عليه، واعترافهم له بعلو المكانة؛ فى العلم والحديث، وقد بدُر صيته فى زمانه، واشتهر اسمه فى شبيبته فى الآفاق". ثمَّ ذكر جملة فى فضائله وشمائله وثناء الأئمة عليه. فرحمه الله رحمة واسعة ورضى عنه وأجزل له المثوبة. ومن لطيف ما ذكر ابن كثير فى ترجمته حديث "نسمة المؤمن طائر تعلق فى شجر الجنة" فقد رواه الإمام أحمد عن الإمام الشافعى وعن الإمام مالك ثمَّ ساق الإسناد.