"كيف أصبح بلاتر رئيساً للفيفا ولم يلمس الكرة طوال حياته؟"، سؤال طرحه أسطورة كرة القدم الأرجنتينى دييجو أرماندو مارادونا عن السويسرى جوزيف بلاتر الذى تربع على عرش الاتحاد الدولى للعبة 13 عاماً، على حساب عمالقة الساحرة المستديرة. ورغم التساؤلات المطروحة والحيرة حول استمرار بلاتر طوال هذه الفترة على كرسى الفيفا، إلا أن السويسرى لم يلتفت إليها طامعاً فى فترة رئاسية جديدة لمدة أربعة أعوام قادمة متحدياً منافسه القطرى محمد بن همام، رئيس الاتحاد الآسيوى وعضو تنفيذية الفيفا. بلاتر، الذى ولد فى 10 مارس 1936 بمدينة فيسب السويسرية وتخرج من كليتى سيون وسانت موريس ثم حصل على بكالوريوس فى إدارة الأعمال والاقتصاد من كلية الحقوق فى لوزان، بدأ مسيرته فى رئاسة الاتحاد الدولى منذ أن تم انتخابه فى يونيو 1998، خلفاً البرازيلى جواو هافيلانج. استهل بلاتر مسيرته العملية بالاتحاد الدولى فى صيف 1975، كمدير للتطوير التقني، ثم تعيينه أميناً عاماً وتمت ترقيته فى 1990 إلى منصب الرئيس التنفيذي، ولعب السويسرى دوراً قياديا فى مفاوضات حقوق النقل التلفزيونى والعقود التسويقية لبطولة كأس العالم حتى عام 2006 إلى جانب سلفه الرئيس جواو هافيلانج. الدعم الكبير الذى حصل عليه بلاتر من أعضاءً فى بعض الاتحادات القارية كان حافزًا كبيرًا لترشحه لرئاسة الفيفا عام 1998، ونجح بالفعل فى اعتلاء عرش كرة القدم، وأصبح بذلك الرئيس الثامن فى تاريخ الاتحاد الدولي، وفى مايو 2002 أعيد انتخابه لولاية ثانية ليستمر فى رئاسة الفيفا أربعة أعوام أخرى امتدت بعد فوزه بالتزكية لولاية ثالثة فى 31 مايو 2007. ولاحقت الانتقادات بلاتر خاصة مع بداية فترة ولايته الثانية للفيفا فى 2002، حيث تم الكشف عن مخالفات مالية ومعاملات غير مشروعة، ووصل الأمر إلى أن وجهت إليه الصحافة البريطانية اتهامات مباشرة بالرشوة، بعدما أدعى حينها فرح أدو رئيس الاتحاد الصومالى ونائب رئيس الاتحاد الأفريقى لكرة القدم "الكاف" أن بلاتر عرض عليه رشوة 100 ألف دولار من أجل التصويت له فى انتخابات رئاسة الفيفا عام 1998. ووقعت انقسامات داخل الفيفا بعدما كشف ميشال زين روفينين، وكان نائباً لبلاتر فى هذه الفترة، نحو 30 مستنداً يؤكد مزاعم بوجود فساد مالى وإدارى داخل المنظمة الكروية، وقام بتسليمها للسلطات السويسرية التى برأت بلاتر من هذه الاتهامات. أعلن بلاتر فى بداية حملته الانتخابية لرئاسة الفيفا أن هذه الدورة "الرابعة" ستكون الأخيرة له بالاتحاد الدولي، ثم عمد إلى تصفية منافسه بن همام عندما قام بزيارة مدن تيمور الشرقية وبورما ولاوس الواقعة فى قارة آسيا تحت سلطة بلاتر رئيس الاتحاد القاري، كما قام أيضاً بزيارة السعودية بدعوة من الأمير سلطان بن فهد رئيس الاتحاد المحلى لكرة القدم. برزت فى تصريحات بلاتر مؤخرًا بعض المفارقات منها قوله إنه فى حال نجاحه فى انتخابات رئاسة الفيفا، سيتصدى لمزاعم الفساد التى تلاحق المنظومة من أول يوم له بالفترة الرئاسية الجديدة، وإعادة بناء صورته من خلال السعى للكشف عن الحقائق، على الرغم من أنه يمكث على كرسيه منذ 13 عاماً. فى تصريحات أخرى، هدد بلاتر منافسه بن همام بصورة ملتوية بعد إعلانه إمكانية سحب ملف استضافة مونديال 2022 من قطر فى حال ثبوت تورطها فى قضايا فساد ورشاوى مزعومة.
