يحتفل السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اليوم الخميس بعيد ميلاده الخامس والسبعين ، ومع ذلك يبدو مستعدا للاستمرار في منصبه على. ويرأس بلاتر الاتحاد الدولي لكرة القدم منذ عام 1998 وسيترشح مجددا في أول يونيو المقبل لفترة رئاسية جديدة مدتها أربعة أعوام إلا في حالة حدوث مفاجأة كبرى. ويعتبر بلاتر الفيفا وكأنه جزء من عائلته وربما مثل زوجته ، لذلك يعتزم البقاء في مكتبه بمدينة زيوريخ السويسرية في يوم يفضل فيه الكثيرون الاستمتاع بالمزيد من الهدوء للنظر إلى الحقبة الأخيرة من حياتهم. ولكن بلاتر يتصرف وكان الحياة كلها لا تزال أمامه ويبتسم أمام هؤلاء الذين يخوضون تحديا أمامه لمرة واحدة وفي النهاية دائما ما يفوز. إنه يفوز عادة ويعتقد أحيانا أنه يمكنه أيضا تحقيق ذلك حتى خارج كرة القدم. ففي مارس 2003 شعر رئيس الفيفا بأنه لا يمكن أن يقهر وبأنه قادر على تغيير تاريخ يمتد لألفي عام بإقناع البابا يوحنا بولس الثاني بابا الكنيسة الكاثوليكية بقبول الطلاق. وكان بلاتر يريد أن يتزوج من جرازيلا صديقة ابنته وهي مدربة دلافين تصغره سنا ب26 عاما. وقال بلاتر متعجبا في رسالة وجهها إلى الفاتيكان "الله هو إله الحب وهل هذه أيضا كنيسة الحب؟". فلو كانت هذه مباراة كرة قدم لانتهت بالتعادل في نهاية المطاف ، حيث لم يتمكن بلاتر من إزالة الخطيئة في نظر الكنيسة من علاقاته مع زوجته الثالثة ، وذلك لأن الفاتيكان أصر على تقاليده المتبعة منذ قرون ولا يزال يعتبره زوجا لزوجته الأولى. ولكن بلاتر انفصل عن جرازيلا خلال شهور قليلة ، لذلك صمت صوت الغضب في الكنيسة سريعا ولكنه لم يخسر تماما. وولد بلاتر في العاشر من مارس عام 1936 وتظهره سيرته الذاتية الرسمية لاعب كرة قدم سابق ، لكن القراءة الدقيقة تظهر أنه "لعب في قطاع الهواة بالدرجة الأولى في سويسرا". ومع ذلك لا يمكن أن يصفه أحد بأنه هاو في مسيرته كمسئول رياضي ، لأنه سيطر على العناصر الرئيسية في الفيفا لما يقرب من أربعة عقود. وبدأ بلاتر العمل في الفيفا كمدير لبرامج التنمية وكان دائما يلازم ظل رئيس الفيفا السابق جواو هافيلانج ، وبعدها وصل بلاتر إلى منصب السكرتير العام قبل أن ينتخب في مايو 1998 رئيسا للفيفا في تصويت لا تزال الشكوك تحوم حوله ، بعد مرور 13 عاما. ويظهر بلاتر بهيئات غريبة شيئا ما في بعض الأحيان ، حيث ارتدى على سبيل المثال سترة بيضاء في لاس فيجاس عام 1993 ليقود قرعة نهائيات كأس العالم ويتحدث بلاتر الألمانية والفرنسية والإنجليزية والإيطالية والأسبانية. ويضم الاتحاد الذي يرأسه بلاتر بلدان أكثر من التي تضمها الأممالمتحدة ويتعامل مع صناديق مالية أكثر من دول كقيرة كما أنه يؤثر في حياة رجل الشارع على نحو لا يفوقه في ذلك منظمات كثيرة. وأصبح بلاتر عضوا في اللجنة الأولمبية الدولية منذ عام 1999 وقد دخل في خلافات قوية مع اللجنة الأولمبية التي يرأسها البلجيكي جاك روج وكذلك مع الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا). ويحب بلاتر المناقشات ، ويحب أن يكون صاحب القرار الصائب ويحيط به أصحاب النفوذ والقوة. وكان هذا هو السبب الذي دفعه في عام 2002 إلى إقالة السويسري ميشال زن روفينن السكرتير العام للفيفا الذي كان حذرا ويتمتع بكفاءة عالية حتى تمرد عليه بترديد أنه يجرى التعامل مع صناديق الفيفا بشكل غير مناسب وربما بشكل فاسد. وكانت هذه حربا كاملة ضد بلاتر لكنه فاز ، ورغم أن قضية الفساد حول شركة "آي.اس.إل/آي.اس.ام.ام" للتسويق تطارد بلاتر من آن لآخر ، فإنها لم تؤثر عليه كثيرا ولم تجعل عرشه يهتز. وذكر الصحفي البريطاني أندرو جينينجز وهو متخصص في الكشف عن أوجه الفساد في الفيفا واللجنة الأولمبية الدولية أن اثنين فقط من أعضاء الفيفا يعرفان كم يتقاضى بلاتر نظير عمله. وربما تعد كرة القدم والفيفا عالما للرجال ، لذلك يحب بلاتر أن يكون محاطا بالنساء. كذلك يحب بلاتر الاختلاط مع اللاعبين ، كما أنه يرتبط بعلاقة جيدة مع مع أسطورة الكرة البرازيلي بيليه رغم أن الأرجنتيني دييجو مارادونا لايزال كأنه "حصاة في حذائه". وكان بلاتر قد صرح لوكالة الأنباء الألمانية من قبل قائلا "مارادونا ، مارادونا .. ماذا تريدون أن أفعل لمارادونا؟". تعد كرة القدم هي كل شيء في حياة بلاتر ، ولا ينساها إلا عندما يشاهد أفلام الجريمة في منزله. لقد ذهب بلاتر بكأس العالم إلى جنوب أفريقيا وستقام البطولة المقبلة في البرازيل بعد ثلاثة أعوام ، وقد وجه ضربة مزدوجة بإقامة كأسي العالم 2018 و2022 في روسيا وقطر. إنه لا يبدو مبتكرا كما يكون الحال عندما يتعلق الأمر بدعم استخدام التكنولوجيا لمساعدة الحكام على أرض الملعب. ويجد بلاتر طريقه دائما ، حيث أنه يعرف هذا الطريق ويستمتع بذلك وقد قال بلاتر "كرة القدم هي حياة وليست موتا مطلقا".