هو النعمان بن ثابت مولى بنى بن ثعلبة تفقه على حماد بن أبى سليمان وغيره. ومن تلامذته: زفر بن الهذيل العنبرى والقاضى أبو يوسف ونوح بن أبى مريم وأبو مطيع البلخي والحسن بن زياد اللؤلؤى ومحمد بن الحسن الشيباني وحماد بن أبى حنيفة، وخلق. قال الذهبى رحمه الله: "برع فى الرأى، وساد أهل زمانه فى التفقه، وتفريع المسائل، وتصدر للاشتغال، وتخرج به الأصحاب" ثمَّ قال: "وكان معدوداً فى الأجواد الأسخياء والأولياء الأذكياء، مع الدين والعبادة والتهجد وكثرة التلاوة، وقيام الليل رضى الله عنه". وقال ابن كثير رحمه الله: "الإمام أبو حنيفة ... فقيه العراق وأحد أئمة الإسلام والسادة الأعلام وأحد أركان العلماء وأحد الأئمة الأربعة؛ أصحاب المذاهب المتبوعة، وهو أقدمهم وفاة". وقال ابن العماد فى "شذرات الذهب": "وكان من أذكياء بنى آدم، جمع الفقه والعبادة، والورع والسخاء، وكان لا يقبل جوائز الدولة؛ بل ينفق ويؤثر من كسبه، له دار كبيرة لعمل الخز وعنده صنَّاع وأجراء رحمه الله تعالى". وقد أورد الذهبى وابن كثير وابن العماد، المقولة المشهورة عن الإمام الشافعى فيه حيث قال: "الناس فى الفقه عيال على أبى حنيفة". وقال سفيان الثورى وابن المبارك: "كان أبو حنيفة أفقه أهل الأرض فى زمانه". فرحمه الله رحمة واسعة ورضى عنه وأجزل له المثوبة.