أكدت عناصر فلسطينية من قطاع غزة، خلال تحقيقات الأمن المصرى معها، أن حركة حماس الفلسطينية المسيطرة على قطاع غزة تواصل تشجيع الغزاويين من الفصائل الأخرى، خاصة صغار السن والشباب على حفر الأنفاق سواء لصالحهم، أو كعمال بالأجر، بحجة النضال فى سبيل الله، و"أن الموت فى حفر الأنفاق أفضل من البطالة". وقال هؤلاء إن حماس تقول لهم إن هذا العمل يعتبر جهاداً ومحاربة للظلم الذى تمارسه مصر ضد غزة، متمثلا فى إغلاق معبر رفح، ومحاربة الأنفاق الحدودية. وأوضحت المصادر أن حماس أقنعت الغزاويين بأن مصر سبب قتل الشباب فى الأنفاق، وأنها تستخدم غازات سامة فيها، وأن مصر على حد زعم حماس تنفذ أجندة أمريكية وإسرائيلية فى القضاء على الأنفاق الحدودية والتى قتل فيها حتى الآن قرابة 48 فلسطينياً بخلاف المصابين. وأضافت المصادر أن تحقيقات الأمن المصرى مع عناصر حماس التى سبق اعتقالها خلال فتح الحدود فى 23 يناير الماضى أو التى تم ضبطها أمس الأول الأربعاء، بعد خروجها من نفق منهار، وهم محمود يوسف حبوب، ومحمود فايق العمصى، وأسامة زايد أبو عمرة، لمعرفة الأسباب الحقيقية لتفجير النفق، والعناصر المصرية التى تساعدهم فى حفر الأنفاق ومصادر المعلومات التى روجت أن مصر تستخدم غازا ساما فى الأنفاق دون سند من الصحة أو اليقين. وتوصلت العناصر الفلسطينة التى أدلت بمعلومات حول هذه النقطة، أن حماس تشجع الشباب من الفصائل الأخرى لحفر الأنفاق، ويتولى شباب حماس وعناصرها التأمين والحماية والمتابعة فقط ثم تحصيل نسب الأرباح، وقيمة حفر الأنفاق 15% من الأرباح ومن 2000 إلى 3000 دولار لحفر النفق، مقابل تزويد المجموعة التى تتولى الحفر بالكهرباء من مناطق الحدود وتوجيه نصائح لها من خبراء حفر الأنفاق. وقالت بعض العناصر الفلسطينية خلال التحقيقات إن حركة حماس تشجعهم على الحفر بدافع الجهاد ورفع الحصار عن غزة ومساعدة المسلمين المحاصرين والتضحية فى سبيل الوطن، وأن من يقتل فهو شهيد، وأن حفر الأنفاق أفضل من البطالة. وأكدت العناصر أن الأغذية والوقود والبضائع المختلفة والسجائر، تمثل قائمة السلع التى يتم تهريبها عبر الأنفاق، نافية تهريب مخدرات أو أسلحة لعدم سماح حركة حماس بذلك مطلقا وأن من شروط حفر الأنفاق تحديد أنواع البضائع التى يتم إدخالها من قطاع غزة. وكشفت التحقيقات أن العديد من المصريين ضالعين فى مشاركة الفلسطينيين فى إخفاء وحفر الأنفاق وتهريب البضائع التى تدر ثروات طائلة للطرفين. يذكر أن الفصائل الفلسطينية مجتمعة طالبت بمحاربة ظاهرة حفر الأنفاق لحماية الشباب الفلسطينى من الموت أثناء عمليات الحفر، لكن حماس وحدها رفضت هذا الأمر، وتمسكت بضرورة حفرها، ما يؤدى إلى تساقط الشباب يومياً فى أعمال الحفر، مما يعد مواصلة لقتل الفلسطينيين الأبرياء بدافع الجهاد.