بنى مسجد محمد بك أبو الدهب 1774م، ويقع هذا المسجد أمام الجامع الأزهر، وشرع فى إنشائه الأمير محمد بك أبو الدهب سنة 1774م وأتمه سنة 1774م. كان الأمير محمد أبو الدهب مملوكاً لعلى بك الكبير، وقد اشتراه فى عام 1761م، وعلمه بنفسه، ثم عينه خازناً. وقد أخذه على بك معه للحج، ونصبه فيما بعد سنجقا؛ فى احتفال عقد بالقلعة. وبعد الاحتفال وزع قطعاً من العملة الذهبية على الفقراء فاكتسب اسم الشهرة "أبو الدهب". وعندما أظهر على بك عزمه على إعلان الاستقلال عن الدولة العثمانية، كان محمد بك أحد ثقاته المؤتمنين. ومع ذلك، فإن محمد بك أبو الدهب خان سيده، بعقده اتفاقاً سرياً مع العثمانيين. وكانت وفاته عام 1189 ه (1775م). وهذا المسجد من المساجد المعلقة، أى التى بنيت مرتفعة عن مستوى الطريق وفتح بأسفل وجهاتها دكاكين، كل منها له وجهتان إحداهما تشرف على ميدان الأزهر، يتوسطها المدخل الرئيسى ويصعد إليه بسلم مزدوج له درابزين من الخرط والثانية تقابل الجامع الأزهر وبنهايتها مدخل آخر يشبه المدخل الرئيسى. قد بنى هذا المسجد على نسق مسجد سنان باشا ببولاق من حيث التخطيط والطراز فيما عدا فروقاً بسيطة، وهو مربع الشكل طول ضلعه 15 متراً تغطيه قبة كبيرة، تتكون رقبتها من ستة عشر ضلعاً فتح بها شبابيك من الجص والزجاج الملون، وترتكز على حوائط المسجد بواسطة أربعة عقود تشغل أركان المربع، وكانت القبة محلاة بنقوش مذهبة لم يبق منها سوى آثارها، وفى أسفل الرقبة طراز مموه بالذهب مكتوب به آيات قرآنية تنتهى باسم محمد بك أبو الذهب، ويتوسط جدار القبلة محراب مكسو بالرخام الملون والخردة الملون والخردة المطعمة بالصدف وإلى جانبه منبر خشبى، وتجاه المحراب بالجدار المقابل له توجد دكة المبلغ محمولة على كابولين ولها درابزين من الخشب الخرط يصعد إليها وإلى سطح المسجد بواسطة سلم داخل هذا الجدار. وللمسجد ثلاثة أبواب تنفذ إلى الأروقة الثلاثة المحيطة بجوانبه الثلاثة، والتى تغطيها قباب محمولة على عقود ترتكز على أكتاف من الحجر وأعمدة من الرخام كما هو الحال بمسجد سنان باشا. وفى نهاية الرواق البحرى على يسار الداخل من الباب الرئيس مقصورة من النحاس المصنوع بتصميم جميل بها قبر المنشئ وجدرانه مكسوة بالقيشانى المزخرف، ويجاور هذه المقصورة مقصورة أخرى بها خزانة الكتب. وبالركن القبلى الغربى تقوم منارة شاهقة بنيت مربعة، لها دورتان وتنتهى من أعلى بخمسة رؤوس على شكل زلع، وهى بشكلها هذا تعتبر فريدة بين المآذن التركية، هذا وقد ألحق أبو الذهب بمسجده من الجهة الغربية تكية وحوضاً لسقى الدواب وسبيلا.