لقد كنا نحلم بمصر حرة نظيفة، بلا ظلم، بلا ديكتاتورية، بلا الرئيس الملهم، والزعيم الخالد، والقائد الذى لايشق له غبار، والذى يحجز الكرسى لابنه ليكون له فى الانتظار ونحن جالسون زى الشطار، منتظرين التوريث ولكن مرحبا بالثوار الذين خلصونا من الديكتاتور وأعوانه، الذين نهبونا وسرقونا وفرغوا ثروات هذا الوطن وكانوا لايكتفوا بذلك بل كانوا يخرجون لنا ألسنتهم على شاشات تليفزيون الدولة، ويمنون علينا بديمقراطية زائفة لاتسمن ولاتغنى من جوع، ونمو اقتصادى لايشعر به سوى الجالسين على شواطئ "مارينا وبلاجات شرم الشيخ وفنادق الفورسيزون"، فأتحدى أن يعرف (80%) من أفراد الشعب، ماذا يقصدون بالنمو والحمو الذى فجروا رؤسنا بالحديث عنه؟ بينما الشعب يعانى من الفقر والجوع والمرض ويخرج علينا الوريث بطلعته البهية كل سنة فى مؤتمر الحزب بعناوين لاتفسر إلا فى مخيلته هو فقط، من أجلك أنت، من أجل مستقبل أفضل، مهمتنا أنت شعارات تستفز الشعب المطحون، أقسم بالله أننى كنت أحمل هم هذا المؤتمر وأتمنى ألا أسمع سيرته لتوافر النفاق والكذب والتملق والأسى بين طياته، وفى رسائله المملة القميئة التى كانت تخرج علينا من اأفواه زبانية الحزب وأعوانهم من المتسلقين والمرتشين والنهابين، لينتهى المؤتمر بنتائج هائلة فى أضغاث أحلامهم فقط، والشعب يئن ويزداد جوعا وفقرا على فقره، ليأتى دور الوريث ومعه "أحمد عز" ليصفق له ويخدعه ويقول: كما قال: أحيى العملاق الفذ، عبقرى زمانه، مفجر ثورة التطوير، ياليته ما كان فجر الثورة، وياليته ما طور، وياليته ما ظهر من الأصل. واليوم، بعد الثورة والعهد البائد، وبعد أن تخلصنا من هذه الوجوه العكرة،هيا بنا نتغير كشعب بالفعل هيا بنا نوقف الاعتصامات والمظاهرات الفئوية ونعمل كلنا بجد واجتهاد لننمى ثروات ومقدرات هذا الوطن ونجنى ثمار الحرية والديمقراطية، نعمل فى صمت ليرتفع مستوى دخلنا، فكيف نطالب بتحسين أحوالنا المادية ونحن معتصمون فى الشوارع؟ وكيف نطالب برفع أجورنا ونحن واقفون ومضربون عن العمل، فنحن لدينا وزير مالية ساهم فى بناء ونمو وتقدم ورقى اقتصاديات دول عملاقة الآن مثل (ماليزيا والبرازيل وتركيا) اتركوا له الفرصة ليعمل ونحن نعمل ونكد وراءه يوما بعد يوم، حتى تسنح له الفرصة لكى يرتفع باقتصادنا ونحصد نتيجة خيرات وموارد هذا الوطن، وذلك لن يأتى إلا بتكاتفنا ووقوفنا جنبا إلى جنب ونبذ الاعتصامات ونصيحة بعضنا للبعض بالعمل ووقف الاحتجاجا الفئوية، ولو لمدة (6 أشهر) لنتيح لحكومة "عصام شرف" حكومة الثورة الفرصة لكى تعمل بلا معوقات لنرى، ماذا سيفعلون، وهل سنتقدم أم لا؟، أرجوكم عودوا إلى أعمالكم حتى يتقدم ويسمو ويرتفع شأن هذا الوطن.