قرار رسمي جديد بشأن بشأن "زي المدارس" على مستوى الجمهورية    "إسكان النواب" تكشف أسباب عدم تطبيق التصالح في مخالفات البناء    نبيل الحلفاوي يكشف عن ظاهرة غير مسبوقة لجماهير الأهلي بعد فوزه على الجونة    خاص| زاهي حواس يكشف تفاصيل جديدة عن البحث على مقبرة نفرتيتي    عوض تاج الدين: ندرس مقترح تأجير المستشفيات الحكومية للقطاع الخاص    بالصور.. الأجراس والترانيم تتعالى داخل كنائس وأديرة جنوب سيناء    بالصور.. إقبال كبير على كنائس المنيا في قداس عيد القيامة المجيد    قداس بدولة الهند احتفالا بعيد القيامة    المحبة والأخوة.. محافظ الغربية يشهد قداس عيد القيامة بكنيسة ماري جرجس بطنطا    محافظ بني سويف يشهد مراسم قداس عيد القيامة المجيد بمطرانية ببا    عيار 21 بعد الارتفاع الجديد.. أسعار الذهب اليوم الأحد 5 مايو 2024 في مصر المصنعية (تفاصيل)    أسعار سيارات مرسيدس EQ في السوق المصري    التحالف الوطني يكرم ذوي الهمم العاملين بالقطاعين العام والخاص بالأقصر    ب 150 ألف مقدم.. تفاصيل شقق الإسكان المتميز قبل طرحها بأيام- (صور)    رئيس الغرفة التجارية بالجيزة: شركات عدة خفضت أسعار الأجهزة الكهربائية بنسب تصل إلى 30%    مهران يكشف أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في التأمين    ضياء رشوان: لم يتبقى أمام نتنياهو سوى العودة بالأسرى بعد فشل إسرائيل.. فيديو    أهالي الجنود لجيش الاحتلال: اقتحام رفح يعني فخ الموت.. لم نعد نثق بكم    قتيلان وجرحى في هجمات روسية على 3 مناطق أوكرانية    نميرة نجم: قرارات المحاكم الدولية لها أثر إيجابي على القضية الفلسطينية    أوكرانيا تعلن إسقاط طائرة روسية من طراز "سوخوي - 25" فوق دونيتسك    ألمانيا تحقق مع متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين    نميرة نجم: هناك محاولات لتقويض أحكام الجنائية الدولية ضد قادة إسرائيل    غصة للاحتلال .. "السنوار" يهاتف فصائل فلسطينية لبحث ملف التفاوض بعد تجوله بغزة    وزارة العمل تكشف اخر مستجدات قانون العمل    سيدات طائرة الزمالك يحافظن على لقب إفريقيا أمام الأهلي ويتأهلن لمونديال الأندية    حقيقة وصول عروض احتراف لنجم الجونة    رونالدو: الهدف رقم 900؟ لا أركض وراء الأرقام القياسية    أول تعليق من حمدي فتحي بعد إنجاز الوكرة القطري    أتلتيكو مدريد يواصل انتصاراته في الليجا على حساب ريال مايوركا    ملف رياضة مصراوي.. طاقم تحكيم الزمالك.. صعود سام مرسي.. وفوز الأهلي    الزمالك وديربي إنجليزي.. مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة    تحذير من الأرصاد بشأن الطقس اليوم: عودة الأمطار وانخفاض مفاجئ فى درجات الحرارة    نجل «موظف ماسبيرو» يكشف حقيقة «محاولة والده التخلص من حياته» بإلقاء نفسه من أعلى المبنى    شديد الحرارة ورياح وأمطار .. "الأرصاد" تعلن تفاصيل طقس شم النسيم وعيد القيامة    المنيا تستعد لاستقبال عيد القيامة المجيد وشم النسيم    إصابة 3 أشخاص في حادث بالوادي الجديد    عمرها 60 سنة..مصرع عجوز دهسها قطار في سوهاج    بمشاركة رؤساء تحرير الصحف القومية.. مكتبة مصر العامة تناقش دور الصحافة في دعم الدولة المصرية    برج العقرب .. حظك اليوم الأحد 5 مايو 2024 : مشاعر غير متوقعة    الحبايب.. تهنئة عيد شم النسيم 2024 للأهل والجيران والأصدقاء    سعاد صالح: لا أهتم بالانتقادات والبعض يقوم بتشويه وبتر حديثي عن الدين    عمرو أديب يوجه رسالة إلى التجار ويحذر: «علامة مش كويسة للسوق» (فيديو)    حظك اليوم برج العذراء الأحد 5-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    حظك اليوم برج الميزان السبت 27-4-2024 مهنيا وعاطفيا    فستان حورية البحر.. نجوى كرم تثير الجدل بأحدث إطلالة| شاهد    حكم سفر المرأة الكبيرة للحج دون محرم.. دار الإفتاء ترد    رسالة دكتوراة تناقش تشريعات المواريث والوصية في التلمود.. صور    زغاريد وترانيم فرايحي بقداس عيد القيامة المجيد فى الدقهلية    "زلزال".. تعليق صادم من تامر أمين على صورة حسام موافي وأبو العينين (فيديو وصور)    أسهل طريقة لعمل الطحينة بالفول السوداني في المنزل.. أساسية بشم النسيم    من القطب الشمالي إلى أوروبا .. اتساع النطاق البري لإنفلونزا الطيور عالميًا    مختلف عليه..ما حكم أكل الفسيخ في الإسلام؟    قتل «طفل شبرا الخيمة».. أوراق القضية تكشف دور تاجر أعضاء في الواقعة    طلاب إعلام جامعة القاهرة يطلقون حملة توعية بإيجابيات ومخاطر الذكاء الاصطناعي    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    رمضان عبد المعز يطالب بفرض وثيقة التأمين على الطلاق لحماية الأسرة المصرية    هل بها شبهة ربا؟.. الإفتاء توضح حكم شراء سيارة بالتقسيط من البنك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر التى نريدها.. والرئيس الذى نتمناه
نشر في اليوم السابع يوم 17 - 02 - 2011

◄◄الصورة الكاملة التى نريدها للوطن.. و نص الخطاب الأول الذى نريد أن نسمعه من الرئيس القادم
◄◄ مصر..
- تملك مساحة الديمقراطية كاملة وليس مجرد هامش ولا تعرف الواسطة
- لا تصنفها منظمة الشفافية فى المركز ال115 وتمر فيها الدقائق والشهور دون قضية فساد
- برلمان قوى ونواب مش بتوع قروض أو ربات منازل أدخلتهن الكوتة إرضاء للسيدة التى كانت أولى
◄◄ الرئيس..
- نريده بلا ابن تزوره فكرة التوريث فى الحلم ولا يقول لأحد «إنت متعرفش أنا ابن مين»
- قادرعلى تنفيذ ما يعد به ولا يحتضن رؤساء وزراء إسرائيل.. كفاية أوى يسلم باليد
- قادر على استيعاب درس 25 يناير ويوقن أن الكلمة الأولى فى هذا البلد للشعب

كان صباح الثانى عشر من فبراير مختلفاً عن كل صباح.. نور شمسه غير، ونسمات الهواء التى تتطاير فى الجو غير، والابتسامات التى تعلو الوجوه غير، وزحمة المرور الصباحية خانقة ولكنها لا تدفعك للغضب، والناس فى الشوارع لا تتفادى النظر فى ملامح بعضها، بل كل واحد فينا يبحث عن ابتسامة على وجه الآخر لكى يقول له مبروك.. ألف مبروك.
كان صباحاً مختلفاً.. الكل كتب هكذا على صفحات موقع «الفيس بوك» شريك ثورتنا وراعيها الرسمى، والأغلبية تبادلوا رسائل تحمل هذا المعنى، وأنا ضبطت نفسى متلبساً بتوجيه النصح لأحدهم وهو يلقى بعلبة عصير فى عرض الشارع بعد أن كنت أخشى هذا الفعل تحسباً لأى مصادمات، أو لأى رد فعل ينتمى لفئة «وانت مال أهلك ياكابتن».
فى ليل 25 يناير، ومع الجموع التى فرقتها قنابل وزارة الداخلية المسيلة للدموع، ومحاولات تجميع الشتات المتفرق فى الشوارع الجانبية، والإصرار على هتاف الشعب يريد إسقاط النظام، والدعوة لجمعة الغضب- ولدت تلك البشرى.. بشرى مصر التى نريدها ونحلم بها، وعلى مدار 18 يوما قاتل جيل كامل طالما وصفوه بالشباب التافه والضائع من أجل تحويل تلك البشرى إلى واقع.
حدث التحول فى السادسة من مساء الحادى عشر من فبراير، أعلن مبارك تنحيه ليعلن بذلك انتصار الشعب، وهزيمة النظام الذى طغى وتجبر لمدة 30 سنة، وتحصل مصر على أول ثورة شعبية حقيقية فى تاريخها، بل على أكثر الثورات شبابا فى تاريخ العالم.
تحولت البشرى إلى نصر واحتفلنا فى ميدان التحرير وامتلأت الشوارع المصرية بالفرحة.. فرحة الانتصار، وفى صباح اليوم التالى وضعنا شعار الثورة جانباً، ورفعا شعاراً آخر يقول «نحن نبنى مصر». فى صباح الثانى عشر من فبراير ظهرت أولى بشائر مصر التى نريدها ونحلم بها، ظهرت فى شكل استخدام مصطلح الرئيس السابق أو المخلوع لأول مرة، وفى هؤلاء الشباب المسؤول الذى مسح وكنس أرض التحرير ونظفها أفضل مما كانت تفعل شركات النظافة الأجنبية التى تعاقدت معها الحكومات الفاسدة من قبل.
مصر التى نريدها والرئيس الذى نتمناه.. هذا ما كنا نبحث عنه فى الأيام الثمانية عشر التى مرت علينا منذ 25 يناير، كنا نبحث عن مصر نملكها نحن أبناء الشعب وليس رجال السلطة والمال، عن مصر نسير فى شوارعها دون أن يظهر ضابط ليلقى علينا مما لديه من رخامة وتسلط بدعم قانون الطوارئ، عن مصر لا تعرف الواسطة ولا الرشوة ولا ينتحر شبابها خشية الفقر والضياع، أو لأن أحدهم استبعدوه من الوظيفة لأن والده بواب، عن مصر لا تعرف آلاف الأسر النائمة بدون عشاء، وآلاف الشباب بلا عمل، وآلاف البنات بلا زواج.
كنا نبحث عن مصر لا تعرف أقسام الشرطة فيها طعم التعذيب، أو إهانة الكرامة، عن مصر لا يفتح فيها الموظفون الأدراج إلا للاحتفاظ بالمستندات الرسمية، ولا يعرف فيها جيب أمين الشرطة أو يده طعم العشرين جنيها المكرمشة، ولا يعرف فيها الطلبة والتلاميذ معنى التعليم الفاسد، ولا يسقط فيها الأطفال والشباب ضحية إعلام مضلل ومرتبك.
نحن نريد مصر مدنية، تملك دفتر الديمقراطية كاملاً، وليس مجرد هامش كما كان يسمح لها النظام السابق، نريد أن تمر السنوات الخمس تلو الأخرى، ونحن نرى وجوها أخرى تتصدر صفحات الصحف الأولى بدلاً من وجه واحد ظل يطاردنا لمدة 30 عاماً، ونريد مسؤولين يعرفون أن منصة القضاء ستكون فى انتظار كل فاسد فيهم، ونريد انتخابات نزيهة وصناديق شفافة بجد مش مجرد زجاج، ونريد برلمانا قويا ونوابا محترمين مش بتوع قروض أو هاربين من التجنيد، أو ربات منزل أدخلتهن الكوتة للمجلس إرضاء للسيدة التى كانت أولى.
نحن نريد مصر بها أحزاب قوية، وليس مجرد أكشاك تبيع الوهم، ويعمل رؤساؤها عند أجهزة الأمن، نريد أحزابا تنافس على السلطة وليس مجرد مقار خاوية تصدر جرائد وصحفا للابتزاز، نريد أحزابا قادرة على استيعاب الشباب وخلق جيل من القيادات القادرة على إدارة شؤون الوطن، ومواجهة من يرى فى نفسه القدرة على سرقة الوطن.
مصر بلا فساد وميادين بلا صور للرئيس
نحن نريد مصر لا تصنفها منظمة الشفافية الدولية فى المركز ال115 من بين 180 دولة فقط، نريد مصر تمر فيها الدقائق والساعات والأيام والشهور دون قضية فساد، وليست مصر التى كانت كل دقيقة فيها شاهدة على ميلاد قضية فساد جديدة، نريد مصر قادرة على منع رجال السلطة والمال من سرقة أراضيها سواء بالتخصيص أو المزادات المشبوهة، نريد مصر قادرة على توفير الرعاية الصحية لمواطنيها بدلا من مصر مبارك التى كانت تنفق على الرعاية الصحية 1% من الناتج القومى فى الوقت الذى كانت فيه دول العالم الصغيرة تنفق ما يزيد على 7%، نريد مصر بلا فواكه أو خضروات ترويها مياه الصرف الصحى، وبلا طعام مسرطن.
نحن نريد مصر بدون ابن رئيس يمكن أن تزوره فكرة التوريث فى الحلم، نريد مصر لا يقول أحد فيها للآخر «إنت متعرفش أنا ابن مين»، نريد مصر تكون الشرطة فيها فى خدمة الشعب بجد، ويكون الإعلام فيها وسيلة تنوير لا تضليل، ونريد شوارع بلا هبوطات أرضية، وانتخابات بلا وعود لا تتحقق.
نحن نريد مصر ديمقراطية، أرضاً لحرية الرأى والتعبير، تحتضن أبناءها ولا تأكلهم، تتزين ميادينها بالزهور لا بصور الرئيس، يولد الطفل فيها وهو يعرف شكل مستقبله ويطمئن لما هو قادم عليه من سنوات.
هذه هى مصر التى نريدها أما الرئيس الذى نتمناه.. فلا شىء سوى أن يكون رجلا قادرا على الاستيعاب، حتى يكون أدرك ماحدث فى 25 يناير واستوعب الدرس جيداً، وأيقن أن الكلمة الأولى فى هذه البلد للشعب وليس للجالس على كرسى السلطة، لا نريد أيمن نور ولا محمد البرادعى ولا أياً من هؤلاء الذين قفزوا فوق موجة الثورة بعدما ظلوا سنوات صامتين بحجة أن قطة السلطة ستأكل ألسنتهم إن ظهرت للاعتراض، لا نريد واحداً من هؤلاء الأفاقين الذين تذكروا فجأة أن لمصر رئيساً فاسداً بعد سنوات عاشوا فيها نعم القرب والتكريم من قبل هذا النظام دون أن يرفضوا أو يعتذروا.
نتمناه رئيساً مدنياً سار فى شوارع هذا البلد، وأكل من عربيات الفول، وركب الأتوبيسات، يعشق الخدمة والتكليف لا المواكب والحفلات، نتمناه رئيساً يرفض نفاق أهل الطرب حينما يغنون باسمه، ويجعل الغناء للوطن وليس لاسمه.
نتمناه رئيسا رجلا قادرا على تنفيذ ما يعد به، وقادرا على أن يحلم، وينشر أحلامه بين صفوف الجماهير، نتمناه رئيساً لا يسير فى الشوارع بمواكب الخوف، ولا يحتضن رؤساء وزراء إسرائيل حينما يقابلهم، كفاية أوى يسلم عليهم باليد، ولا يسامح أبداً إن وجّه أحدهم فى الخارج إهانة لمصر أو لأى مصرى.
نتمناه رئيساً يظهر لنا فى المرة الأولى وهو يلقى علينا خطاباً قد يكون نصه كالتالى:
(بسم الله.. باسم الوطن.. باسم الشعب.. باسم إرادتكم القوية، وباسم تاريخ مصر العظيم أبدأ معكم عهد خدمتكم بالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والسلام على مصر حاضراً ومستقبلاً وإلى يوم الدين.
أبناء مصر، إنه لشرف عظيم أن أقف أمامكم خادماً لأبناء هذا الشعب، ولهذا الوطن العريق، داعياً الله أن يسدد خطاى ويوفقنا جميعاً إلى ما فيه مصلحة وطننا الغالى مصر.
أبناء مصر لقد مضى عهداً بحلوه ومره، وها نحن نبدأ معاً مسيرة جديدة خالصة لوجه هذا الوطن لا غش فيها ولا تزييف، لا خوف فيها ولا تكميم أفواه، ها نحن نبدأ معاً عهداً جديداً، وكلنا ندرك أننا لهذا الوطن خدم مخلصون.
أبناء مصر أنا أكره الظلم ولا أقبل أن يُظلم أحد، والذى يخطئ أو يهمل فيجب أن يقال له أولا إنه أخطأ وأهمل ثم يبعد بعد ذلك حتى لا يحس أن ظلما وقع عليه، أو أنه لم تعط له الفرصة ليدافع عن نفسه منذ أن بدأت عملى، ومنذ أن أصبحت مسؤولا عن أول موقع خدمت فيه، وأنا أتبع هذا الأسلوب فى علاقات العمل لا أستمع إلى وشاية ولا أحكم قبل أن أعرف الحقيقة كاملة، ولا أستبعد شخصا إلا إذا سمعت دفاعه عن نفسه أولا، لقد التزمت بهذا الأسلوب حتى يومنا هذا ولن أغيره أبداً، فلا شىء يؤلم النفس أكثر من الظلم.
أبناء مصر لابد أن نطبق القوانين بحذافيرها، ولن نتهاون مع أى مخطئ، ولن نتسامح مع أى ضرب من ضروب التسيب والانحراف، ولن ندع أى متاجر بقوت الشعب يفلت من الملاحقة والعقاب، ولن يكون للمحسوبية أى مكان، وقد أكدت فى حديثى مع الوزراء والمحافظين أن المواطنين أمام القانون سواء، فلا قريب ولا صديق يمكن أن تشفع له قرابته أو صداقته لأى شخص أن يتجاوز القانون، وكل من يمارس أى نوع من أنواع المحسوبية سيحاسب حساباً شديداً، سيطبق القانون بغير تمييز، وستتم مكافحة ظواهر الرشوة وفساد الجهاز الحكومى، ونحن لا نخاف من أحد وليتأكد كل المواطنين أن سياستنا المحددة والقاطعة هى أن كل المواطنين أمام القانون سواء.
رئيس يحاسب الجميع ويسمع للجميع
لقد تعودت طوال حياتى أن أكون على صلة بالشعب سواء من أعرفهم أو لا أعرفهم، وإذا ما طلب أى شخص مقابلتى ليشكو من شىء أو ليقول شيئا، فإننى أنصت إليه، هذا هو ما تعودته منذ وقت طويل، وإذا ما أصغيت إلى مستشارى فأنا أتقبل أى نقد ولا أثور أو أغضب أبدا لأى نقد، لأننى إذا ما لم أستمع للنقد من المستشارين فإننى سأسمعه من مكان آخر، ربما من وسائل الإعلام الأجنبية، ولذلك أفضل الاستماع لكل نوع من النقد من جانب أى فرد هنا، ومعرفة ما إذا كان صحيحاً أم خاطئاً، وأيضا معرفة ما إذا كنت أنا على صواب أم خطأ لتصحيح أسلوبى.
أبناء مصر إخوانى وأهلى.. أعلنها بوضوح: لن تكون هناك مداراة على أى لون من ألوان الانحراف مهما كان بسيطاً، لأن الأمور تتفاقم بالمداراة أو السكوت، وسنسائل كل من يخطئ فى حق بلاده مهما كان موقعه. من ناحيتى فإننى أقول أيضاً بكل الوضوح: لا ينبغى لأحد أن يأخذ أكثر مما يستحق، لأنه إذا كان أخذ كل حقه وفى حدود ما زاده سوف يسلم الوطن من أمراض عديدة، أهمها النفاق. من ناحيتى أقول أيضاً: لن أقبل الوساطة، وسوف أطاردها فى كل موقع، لأن الوساطة إهدار لتكافؤ الفرص الذى ينبغى أن نلزم أنفسنا به كمبدأ أصيل.
إننا ندرس الآن إمكانية أن نزيد من الدور الرقابى لمجلس الشعب، وأن تكون هناك لجان مساءلة وتحقيق وتقص للوقائع حتى يتوازن عمل المجلس كجهاز رقابة مع عمله كجهاز تشريع باسم الشعب، كما أن هناك أفكاراً أخرى عديدة نبحثها، ولكن عملنا كله سوف يكون فى إطار من احترام الدستور والقانون، سوف نفعل كل ما نستطيع حتى نزيد من فاعلية مؤسساتنا، ولن نأخذ أحدا بالشبهات، وإنما بالحق وحده، لقد تكلمت مع المحافظين فى هذا المجال، سوف يكون لكل محافظ سلطاته واختصاصاته الكاملة التى تمكنه من مواجهة التسيب والانحراف فى نطاق محافظته.
إخوانى فى الوطن، قد لا يعرف الكثيرون أننى لا أحب المناصب الكبيرة، فمن رأيى أن المنصب الكبير يعنى المسؤولية الكبيرة، وأنا رجل أتحمل المسؤولية كاملة، ولا أتخلى عنها أو أتركها لغيرى، عندما أتولى مهمة ما فإننى أعيشها بكل تفاصيلها وبكل دقائقها، ولا أشغل نفسى بشىء سواها، ليس هذا فقط بل إننى لا أحب التنقل بين المواقع والمناصب المتعددة، ولا أحب أن أنقل اليوم إلى مكان ثم أتركه غدا إلى مكان آخر، وأنا بطبعى أكره استغلال علاقات النسب.
قريب لى أنا كان يدرس فى الكلية، وأشهد أن قريبى هذا لم يكن يسمح له بالخروج من الكلية فى الإجازات، فقد كنت أتعمد أن أحرمه من الإجازة وأبقيه محبوساً فى الكلية عند ارتكابه أبسط خطأ، حتى أجعل منه عبرة لغيره، فلا شىء يثير غضبى أكثر من محاولة البعض استغلال علاقة النسب أو القرب بمسؤول للحصول على ما لا حق له فيه.
أبناء مصر، الواقع أن حالة الطوارئ كان الهدف منها هو تحقيق أمن المواطنين وأمن البلد، ولن نستخدم هذا القانون إطلاقا لأهداف سياسية أو لأى أهداف أخرى، لقد كان إعلان حالة الطوارئ ضرورة لتحقيق الاستقرار ومواجهة الشغب والإرهاب، ولن نتهاون أبداً فى تطبيق القانون، ونحن لا نريد تطبيق قانون الطوارئ، فنحن نريد أن تعود الحياة الطبيعية، ونبدأ فى معالجة المشكلات التى أمامنا من خلال الحوار مع أحزابنا السياسية.
هكذا كنت وسأظل دائما.. إننى أقبل العمل مع أى إنسان ولا أختار من يعاوننى نتيجة لرأى شخصى، وإنما استنادا لما يمكن أن يقدمه ويعمله، فالعمل يأتى فى الدرجة الأولى كشرط لمن يساعدنى ويتعاون معى، والذى يؤدى واجباته بإخلاص ذاتى أرحب به دائماً، أما الذى لا يعمل أو يهمل فلا مكان له جانبى أبداً.
إخوانى أنا لست من هؤلاء الذين ينشدون الرفاهية، ولا من هؤلاء الذين يحبونها، وحتى من قبل أن أكون نائبا لرئيس الجمهورية كان تحت يدى وفى نطاق تصرفاتى حسابات بالملايين، حسابات ما كان أحد يمكن أن يعرف عنها شيئا، وطوال حياتى وحتى من قبل أن أدخل العمل العام لم أكره شيئا قدر الذين يمدون أيديهم إلى مال الغير، وقدر المنافقين الذين يزينون طريق الخطأ للآخرين، ماذا يعنى أن يكون لدىّ مليون جنيه أو أكثر أو أقل بينما يفتقد الضمير الصدق مع الله والصدق مع الوطن والصدق مع النفس، أى إضافة يمكن أن تضيفها إلىّ هذه الملايين؟ لن أرتدى غير ما أستهلكه اليوم، ولن يكون لى غير بيتى وأولادى وحياتى الخاصة التى أحب أن تكون دائما ملكا لى، لا ملك الآخرين.
رئيس لا يحب القصور ولا يعشق السلطة
هل أبنى قصراً؟ لست من هواة القصور، أقول لك صدقاً: ربما كان الأكثر راحة لنفسى أن تكون حياتى الخاصة مثلما كانت، حتى قبل أن أكون نائباً للزعيم الراحل، كنت أود أن أبقى فى نفس المسكن، وفى نطاق حياتى السابقة، وعندما انتقلت إلى قصر العروبة لم أطق أن أعيش فيه 3 أشهر متصلة، بالبلدى كان العصبى يركبنى فى هذا القصر حتى رحلت عنه إلى مسكنى هذا، مع أن القصر لم يكن أكثر من 3 حجرات للنوم فى طابقه العلوى، أما طابقه الأرضى فقد كان يضم الصالون وحجرة المعيشة وحجرة المكتب وحجرة مائدة كبيرة لم أدخلها، لم آكل فيها سوى مرة واحدة عندما دعوت نائباً لرئيس إحدى الدول على مائدة عشاء، ومع ذلك كله فإننى أكرر مرة أخرى أننى لن أرحم أحداً يمد يده حتى ولو كان أقرب الأقرباء إلى نفسى، لأن مصر ليست ضيعة لحاكمها، كنت أنا هذا الحاكم أو كان غيرى، مصر ملك للذين يعرقون من أبنائها، للذين يعملون بأمانة وشرف وحسن سريرة، هؤلاء تواقون إلى أن يروا القائمين على أمرها أطهار المسلك أطهار اليد، مرة أخرى لن أرحم أحداً، وليس هناك ما يدفعنى إلى أى تهاون فى هذا المجال.
والله الموفق والمستعان.. والسلام عليكم وعلى مصر وطناً يعيش فينا ونعيش فيه، سعياً خلف استقراره ورخائه وتقدمه).
هذا هو نص الخطاب الأول الذى نريده من الرئيس القادم أياً كان اسمه سواء كان عمرو موسى، أو حتى أصغر شاب شارك فى ثورة 25 يناير، هذا هو الخطاب الذى نريده من الرئيس الذى نتمناه.. هل تختلف عليه؟ هل يوجد كلام أفضل من ذلك لكى يقال؟
طبعاً لا.. ولكن دعنى أصدمك وأقول لك إن هذا الخطاب وحده لا يكفى لكى نقول إن هذا هو الرئيس الذى نتمناه، فنحن نريد رئيساً يفعل ولا يكتفى بالتصاريح والوعود الوردية، دعنى أصدمك أكثر وأكثر حتى لا تتوقف يوماً عن الضغط على الرئيس الجديد إذا قرأ على مسامعك خطاباً مثل هذا لأن كلام الخطابات كثيراً ما يكون مدهونا بزبدة، دعنى أصدمك وأخبرك أن 90% من الكلام الوارد فى هذا الخطاب عبارة عن عدة تصريحات وردت على لسان الرئيس المخلوع حسنى مبارك فى السنة الأولى لتعيينه رئيساً للجمهورية، نعم هكذا كان يتكلم مبارك، وهكذا كان يعد، وهكذا رحل بعد 30 سنة دون أن يحقق شيئاً صغيراً مما وعد به.
لماذا أعدت نشر الكلام ولم أكتب صيغة جديدة للخطاب الرئاسى الذى نتمناه؟.. دعنى أقول لك إن السبب فى تلك الفعلة هو الرغبة فى إيضاح الصورة التى تقول بأن صمتنا على مبارك ونظامه، وصبرنا على الوعود التى لم تنفذ وتقبلنا للمزيد من التصريحات الوردية هو الذى حوله من مجرد رئيس إلى إله يطغى ويتكبر ولا يستمع، ولهذا فليأت من يشاء رئيساً لجمهورية مصر العربية طالما نحن قد قررنا ألا نصمت، طالما نحن تعلمنا الدرس وقررنا ألا نكتفى بالتصفيق على الخطابات، فليأت من يشاء ويجلس على كرسى الرئاسة طالما أصبحنا نعرف طريق خلعه وإذلاله، إن هو فكر فى إذلالنا بدلا من خدمتنا وخدمة هذا الوطن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.