بدأ عدد من المستثمرين ورجال الأعمال المصريين المقيمين بالسعودية وكندا وميلانو وأسبانيا وعدد من الدول الأخرى بإطلاق مبادرة ب3 مليارات جنيه، تهدف إلى زراعة القمح والذرة وإنتاج المواشى بشكل يحقق الاكتفاء الذاتى لمصر، كما تهدف المبادرة إلى تشغيل حوالى نصف مليون من شباب الخريجين. من جانبه أكد الدكتور حسين ربيع خلال كلمته التى ألقاها فى الندوة التى نظمتها نقابة البيطريين بالإسكندرية لإعلان المشروع ترحيب وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى بالمشروع، عبر لقائها بمؤسسى المشروع والاستماع لهم، وتأكيد الدكتور أيمن أبو حديد وزير الزراعة واستصلاح الأراضى وجود آلاف الأفدنة الصالحة للزراعة والتى تحتاج فقط لمستثمرين بعدة مناطق منها توشكى وشرق لعوينات وشمال سيناء. وأشار ربيع لقول الوزير بوجود 12 نوعا من القمح المصرى الذى يعد رقم 5 فى التصنيف العالمى من حيث الإنتاجية، مضيفا أن وزارة الزراعة ستقوم بتذليل جميع العقبات للمستثمرين الراغبين فى تنمية وتطوير الزراعة بمصر، لافتا إلى أن الوزارة ستقوم بتسهيل الإجراءات الخاصة بالمشروع لتأسيس شركة مساهمة باسم المصريين بالخارج والراغبين فى المشاركة بالمشروع. وعن تفاصيل المبادرة قال الدكتور حسين ربيع أحد المصريين المقيمين بالخارج "أثناء الثورة كنا كمصريين فى الخارج نفكر كيف نقدم مساعدات لمصر ليعود اقتصادها مرة أخرى إلى الريادة، فاقترحت أن يقوم كل مصرى فى السعودية والذى يبلغ عددهم قرابة مليون ونصف بالتبرع بألف ريال، إلا أننا وجدنا البعض قلق منها، فتم التفكير فى إنشاء صندوق يتم وضع المبلغ المالى تحت تصرف البنك المركزى المصرى بدون فوائد لتوزيعه على الشباب فى شكل قروض، ثم تطورت الفكرة للاستثمار فى مصر، ولكن هناك تخوف، وبعد عرض الفكرة على أكثر من مستثمر، وافقوا على أن نبدأ الاستثمار بشكل فعلى وجاد. ويضيف: "وجدنا أن زراعة القمح فى مصر شىء ضرورى مع زراعة باقى المحاصيل، فضلا عن تنمية الثروة الحيوانية وذلك بعد عدة اتصالات تمت مع عدد كبير من المصريين فى مختلف الدول الذين رحبوا ووافقوا على الفور". وقال: "طلبنا لقاء وزير الزراعة لعرض المشروع والمبادرة، وكيفية تنفيذها والاستفادة من الأبحاث والدراسات التى قام بها المتخصصون فى هذا الشأن، ووافق الوزير وطلب الاجتماع بنا يوم الثلاثاء الماضى، وذهب وفد المستثمرين المصريين المقيمين بالسعودية "إمام يوسف وماهر عباس وعادل حنفى" ومحمد ريان مقيم بأسبانيا والدكتور حسين ربيع من المقيمين بكندا، فضلا عن إسماعيل عرابى بميلانو وآخرين من كاليفورنيا، والذين التقوا بكل من الدكتور أيمن أبو حديد وزيرالزراعة واستصلاح الأراضى، الدكتور محمد فتحى عثمان رئيس مركز البحوث، اللواء إبراهيم العجمى المدير التنفيذى لهيئة التعمير والتنمية الزراعية، الدكتور محمد الجارحى رئيس قطاع الإرشاد، الدكتور سامى رضا مدير معهد بحوث المحاصيل الحقلية، الدكتور محمود مصيلحى رئيس قطاع الإنتاج التقاوى، الدكتور ملاك جرجس رئيس قطاع الإنتاج، الدكتور صلاح يوسف رئيس قطاع الخدمات، والمستشار القانونى للوزير وليد حمزة. وأشار الدكتور صلاح يوسف رئيس قطاع الخدمات بوزارة الزراعة خلال لقاء وفد المستثمرين حسب إلى أنه تم الاتفاق على إنشاء المستثمرين شركة تتقدم بطلب للوزارة، على أن تتولى الوزارة توفير الأراضى الصالحة بالفعل للزراعة والخبراء والبذور، على أن يقوم المستثمرين توفير المال والعمالة، وبذلك يكون ذلك أول مشروع قومى بدأ بالفعل بعد الثورة. ويقول ربيع يمكن تطوير المشروع ليمتد للتصنيع الغذائى وتصنيع الأسمدة العضوية وتربية الثروة الحيوانية، كما تسعى الشركة لمساعدة شباب الخريجين الجادين فى الزراعة بتخصيص مساحة كبيرة من المشروع لهم، على أن تقوم الشركة بعمل البنية التحتية من تجهيز الأرض وشبكة الأرض وتوفير المعدات والبذور والأسمدة والمبيدات، على أن يقتصر دور الشباب فى الزراعة بدون تحميله أعباء مادية، وتقوم لجنة مختصة من وزارة الزراعة بحساب نسب الأرباح بين الشركة والشباب يحصل من خلالها الشباب على نسبتهم وفقا لتقدير اللجنة، كما تدرس اللجنة مكافأة الشباب الجاد الذى يواصل عمله مع الشركة لمدة 10 سنوات بتمليكه جزء من الأراضى. وكشف الدكتور حسين عن رغبة المستثمرين فى إشراك جميع المصريين المقيمين بالخارج فى المشروع وكذا مصريين الداخل، مؤكداً أن وزارة الزراعة طرحت الفكرة على مجلس الوزراء لمناقشتها، ولاقت ترحيبا كبيرا من جانب الدكتور عصام شرف، والذى أصدر تعليمات بضرورة تسهيل كل الإجراءات الخاصة بتأسيس الشركة لاستقطاب عدد كبير من المصريين الراغبين فى تنمية بلدهم. وأعلن المهندس إمام يوسف وكيل المؤسسين للشركة المصرية للاستثمار الزراعى والأمن الغذائى بدء دخول المشروع حيز التنفيذ الفعلى، حيث تم فتح حساب ببنك مصر المركز الرئيسى تحت رقم (140905610)، وذلك للبدء فى تلقى إيداعات المصريين العاملين بالخارج الراغبين فى استثمار أموالهم فى هذا المشروع القومى الذى يهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتى لمصر من القمح. كما أعلن ربيع عن قيمة السهم الواحد هى 100جنيه لافتاً أنه يستطيع أى مصرى شراء سهم أو أكثر حتى تشارك جميع الأسر فى مصر فى هذا المشروع العملاق، من أجل مصر حتى تتحرر فى قراراتها خاصة فى المرحلة المقبلة وأن الشركة تسعى إلى البدء فى زراعة 50 ألف فدان على الأقل من القمح مع بداية موسم الزراعة الشتوى القادم، مشيرا إلى أنه على من يرغب من أبناء مصر فى الخارج المساهمة فى الشركة عليه الإيداع بهذا الحساب، مع العلم أن قيمة السهم 100 جنيه بحد أقصى مليون جنيه مصرى وذلك لضمان عدم تحكم أحد فى المشروع القومى، وأضاف أن الشركة تسعى لجمع ما لا يقل عن 3 مليارات جنيه من اجل استصلاح وزراعة 500 ألف فدان يتم زراعتها بالقمح شتاء وبالذرة وبعض المحاصيل الزراعية الأخرى خلال فصل الصيف، مشيرا إلى أن هذا المشروع سوف يتضمن إقامة أنشطة مكملة للنشاط الزراعى مثل تربية الماشية ومنتجات اللحوم والألبان وصناعة الأعلاف وصوامع تخزين الغلال. وأكد أن الشركة سوف تستكمل خلال هذا الأسبوع استخراج السجل التجارى والبطاقة الضريبية حتى يكون المشروع قد استوفى كافة الإجراءات القانونية ويتم البدء فى الاتفاق مع وزارة الزراعة على المساحات التى سيتم تخصيصها للشركة ومناطق توزيعها. وأضاف أن جميع التحويلات بالحساب تظل مجمدة لدى بنك مصر لحين الانتهاء من التأسيس واستخراج السجل التجارى والبطاقة الضريبية، وتشكيل مجلس الإدارة موضحا أن جميع حسابات الشركة يتم الإشراف عليها حسب قانون الشركات من المراجع القانونى والجهاز المركزى للمحاسبات، وكذلك الإشراف الفنى من قبل خبراء وزارة الزراعة.
