رمضان فى سوهاج له طابعه ومذاقه الخاص به، حيث يستقبل أهل سوهاج رمضان قبل أن يهل بأيام، بالزينات والفوانيس التى يغلب عليها اللون الأحمر والأخضر، ويتميز هذا الشهر "بعدة طقوس"، منها الطقوس الدينية والتى تقوم العائلات الكبيرة باستضافة بعض "القراء"، بغرض إحياء ليالى رمضان بتلاوة القرآن الكريم، ويكون ذلك فى دور المناسبات المختلفة، من الطقوس الاجتماعية التى اعتاد عليها أهل سوهاج كل عام فى شهر رمضان إقامة "مآدب الإفطار الكبيرة" والتى يقوم فيها الأصدقاء والأقارب بجمع أنفسهم لتناول الإفطار فى جو عائلى محبب إلى النفس. تقوم كل أسرة بتقديم ما تستطيعه من المشروبات السكرية وعلى رأسها مشروب "العرقسوس" الذى يعتبر "المشروب السوهاجى الأول"، من المأكولات الشهيرة التى لا يستطيع السوهاجيون الاستغناء عنها "الكشك والزبيب"، والذى يعتبر الوجبة الأساسية يتناولها الناس فى سوهاج قبل البدء فى تناول الطعام، وعادة يقدم السوهاجيون هذا النوع من المأكولات كمساهمة فى إفطار الفقراء وعابرى السبيل. أما المأكولات فلابد وأن تحتوى على الخضار الذى يكون بالأساس ملوخية وبطاطس أو كوسة إلى جانب اللحمة أو الفراخ "حسب النفس". وفى منتصف الليل، يتجول المسحراتى داخل القرى لإيقاظ الأهالى من أجل تناول وجبة السحور. ويقوم شباب الأسرة من النوم، وينادى كل منهما على الآخر، ويجتمعون وينظمون دورة للعب كرة القدم، ويكون ذلك بعد صلاة الفجر مباشرة إلى تمام الساعة الثامنة صباحاً، ثم يستعد كل منهم للذهاب إلى العمل، ثم يعودون ليجتمعوا مرة أخرى بعد صلاة العصر لتلاوة القرآن الكريم. ويومية العمل عند الفلاح فى هذا الشهر قصيرة إلى حد ما: فيذهب إلى الحقل بعد صلاة الفجر مباشرة، ثم يعود إلى منزله فى تمام الساعة الحادية عشر صباحاً ليستريح، ومن العادات الحسنة التى تتبع فى هذا الشهر عند أهل سوهاج صلة الرحم بين الأهل والأصدقاء حيث ينتشر الود والحب والتواصل بينهم فى هذا الشهر العظيم، وفيه يجلس جميع أفراد الأسرة للاستمتاع بمشاهدة البرامج والمسلسلات الدينية والتى من خلالها يستطيع الصائم معرفة أمور وفتاوى الصوم. وتمثل صلاة التراويح الملتقى الرئيسى لأهل سوهاج، حيث يجتمعون فى المساجد القريبة من منازلهم أو فى المساجد المشهورة كمسجد العارف، ثم بعد ذلك يخرجون قاصدين كورنيش النيل بغرض التنزه وقضاء الأوقات الجميلة وأكل الفطائر والحلويات والكنافة، والتى تنتشر مخابزها وسط سوهاج. وفى مساء من كل ليلة تلهو الأطفال وتمرح بالفوانيس التى يشتريها الآباء والأمهات قبل حلول شهر رمضان. وقرب نهاية الشهر، تعد النساء الكعك والبسكويت فى أفران منازلهن الخاصة، خلاف ما هو متبع فى باقى محافظات الجمهورية، حيث يقوم البعض بإرسال الصاجات إلى الأفران العامة وذلك استعداداً لعيد الفطر. لمعلوماتك.. ◄ سوهاج هى إحدى محافظات صعيد مصر وتبلغ مساحة محافظة سوهاج الكلية 11022 كيلو متراً مربعا وتمتد بطول 125 كم وبعرض من 25-16 كم، وتبلغ المساحة المأهولة نحو 1593.92 كيلو متر مربع، بنسبة تبلغ حوالى 14.5% من إجمالى مساحة المحافظة. ◄ تتكون المحافظة من 12 مركزاً (المراغة - ساقلتة - دار السلام - أخميم – طما -البلينا - جرجا - جهينة - مركز سوهاج - طهطا- المنشاة – العسيرات)، تضم 12 مدينة، 3 أحياء، و51 قرية رئيسية، 270 قرية تابعة، بالإضافة إلى 1445 عزب وكفور ونجوع. ◄ تتميز محافظة سوهاج، كباقى محافظات الصعيد، بالمناخ الصحراوى الجاف حيث ترتفع درجة الحرارة فى الصيف (نهاراً) وتعتدل شتاءً (ليلاً). ◄ من أهم المحاصيل الزراعية التى تزرع فيها قصب السكر حيث تحتل المركز الثانى بعد محافظة قنا. ◄ عاصمتها مدينة سوهاج ومن مدنها مدينة جرجا التى اشتهرت بالعلم والتجارة، وأيضًا مدينة جهينة التى تعتبر من أهم المحطات التاريخية فى التاريخ المصرى بسبب تصدى أهلها للحملة الفرنسية. ومن مدنها الحديثة بالمحافظة مدينة "العسيرات"، والتى تم إصدار قرار من وزارة الحكم المحلى بتحويلها إلى مدينة، كما يوجد بها جامعة جنوب الوادى. ◄ تعتبر طهطا أكبر مدينة بسوهاج الرائدة فى مجال التجارة وصناعة الأخشاب، وولد بها رفاعة الطهطاوى، ويوجد بمدينة البيلنا معبد أبيدوس الشهير، ومدينة أخميم يوجد بها تمثال الملكة الجميلة ميرت أمون ابنة رمسيس الثانى. أما مدينة طما فينتمى إليها فضيلة شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوى، ومدينة المنشاة التى ولد بها الشيخ صديق المنشاوى وأبنائه محمد صديق المنشاوى ومحمود صديق المنشاوى، ومدينة دار السلام التى ولد فيها وزير الثقافة السابق محمد عبد الحميد رضوان.