فى الوقت الذى اشترى فيه التليفزيون المصرى، المسلسل التركى المدبلج باللهجة السورية "نور" بخمسة ملايين جنيه، ويعرضه حالياً على القناة الثانية الأرضية، رفض عرض مسلسل "ناصر" الذى يتناول حياة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، والغريب فى الأمر أن الرفض غير مبرر، لأن السادة المسئولين بالتليفزيون لم يشاهدوا ولو حلقة واحدة من المسلسل، كما أكد لنا كاتب المسلسل يسرى الجندى، والسؤال هنا ما الذى فعله الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حتى يرفض التليفزيون المصرى عرض مسلسل يتناول سيرته؟ الخبثاء داخل ماسبيرو يرون أن الوزير أساساً يتلقى تعليمات العرض أو المنع من جهات عليا لها حسابات سياسية ومن خلال الوكالات الإعلانية التى تتحكم فى التليفزيون وتختار على حسب قوة وجماهيرية النجم ولا يهمها أن يكون المسلسل عن عبدالناصر أو عن السادات أو مبارك أم حتى "عم متولى جارى اللى بيشتغل فى الفرن الآلى"، لكن لو كان هذا المسلسل يحمل بطولته نجم فى حجم يحيى الفخرانى أو نور الشريف، لكان التليفزيون أول الراغبين فى عرضه ولكن مجدى كامل ليس فى نجومية الفخرانى أو نور الشريف، وبالتالى يتعامل المعلنون معه على أنه مسلسل درجة ثانية. يعتب الدكتور مصطفى الفقى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب على التليفزيون المصرى، ويعتبر عدم عرض مسلسل "ناصر" خسارة كبرى للشعب الذى سيحرم من المشاهدة واعتبر أيضاً عرض المسلسل واجباً وطنياً. أما الكاتب أسامة أنور عكاشة، فيرى أن منع المسلسل خيانة عظمى لرجل أفنى عمره من أجل مصر، وكان مثالاً للوطنية وهذا يجب أن تعرفه الأجيال الجديدة والدراما مؤثرة جداً وتأثيرها أفضل من قراءة ألف كتاب عن عبدالناصر. ويؤكد محمد العمدة عضو مجلس الشعب عن دائرة أسوان ونائب رئيس الحزب الدستورى الحر، أن عدم عرض مسلسل عن حياة عبدالناصر يحمل وراءه مؤامرة كبرى ضد كل من يحب عبدالناصر "النظام الحالى يريد طمس كل ما يخص عبد الناصر وتاريخه". بينما اعتبر الكاتب الروائى الدكتور علاء الأسوانى عدم عرض مسلسل "ناصر" جهلاً وسذاجة من التليفزيون المصرى، ولم يستبعد الأسوانى أن يكون وراء قرار المنع جهات عليا، "خاصة أن كاتب المسلسل يسرى الجندى ناصرى وكتب المسلسل بمباركة أسرة عبد الناصر وتحديداً الدكتورة هدى ابنته وربما يخشى النظام تجميل صورته أمام الناس وعقد مقارنة بين عصره والعصر الذى نعيشه، والذى من المؤكد أن الأفضلية ستكون لعصر عبدالناصر رغم بعض سلبياته، أو الخوف من مشاهد الثورة وتنظيمها ربما تحدث محاكاة حالية لها". ويتعجب الفنان عزت العلايلى، من قرار التليفزيون المصرى فى عرض مسلسل تافه وساذج اسمه "نور" لا يحمل أى دراما وكل ما يحمله ممثلين شكلهم حلو، وفى المقابل يرفض مسلسلاً عن حياة زعيم لن يتكرر ويتفق العلايلى مع أسامة أنور عكاشة فى أن منع عرض مسلسل "ناصر" يعد خيانة عظمى. ويرى الكاتب الروائى يوسف القعيد، أن التليفزيون المصرى يعرض أسوأ المسلسلات كل عام ويختار مسلسلاته بطريقة الباب اللى يجيلك منه الريح سده واستريح، وبالتالى لا نتعجب من رفضه لعرض مسلسل يتناول حياة زعيم نظم ثورة ووضع نظماً وأصبح رمزاً لكل ما هو قومى عروبى، أضف إلى ذلك عشق الكثيرين له وهم الآن قلة، وأنا أتوقع أن من يشاهد المسلسل سيحب هذا الرجل وبالتالى ستزداد شعبيته، وهذا ربما يُحدث كرهاً لطرف آخر، ولذلك فقرار المنع هو الأسهل، ولكن الآن أصبحت الفضائيات وعاء مهماً جداً لعرض كل ما هو مرفوض من النظام وهناك كم أفلام على الفضائيات ممنوع عرضها على التليفزيون الأرضى، ولكن الناس تراها، وأنا شخصياً أتوقع أن ينجح المسلسل على الفضائيات، وبعدها سيجرى التليفزيون وراء عرضه مثلما حدث من قبل مع مسلسلات عديدة، كان آخرها مسلسل "الملك فاروق". لمعلوماتك الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كان أول من فكر فى إنشاء تليفزيون مصرى ووضع ميزانية مفتوحة لذلك.