وظائف خالية ب وزارة المالية (المستندات والشروط)    قفزة جديدة ب160 جنيهًا.. سعر الذهب اليوم الأحد 19 مايو 2024 بالصاغة (آخر تحديث)    بعد ارتفاعه.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 19 مايو 2024    عماد النحاس: كولر أدار المباراة بشكل متميز.. وغربال كان متوترًا    إجراء من «كاف» ضد اثنين من لاعبي الأهلي عقب مباراة الترجي    «لهذا السبب انفعلت على الحكم».. أول تعليق من كولر بعد تعادل الأهلي أمام الترجي    «الداحلية» تكشف تفاصيل قيام قائدي السيارات بأداء حركات استعراضية بموكب زفاف بطريق «إسماعيلية الصحراوي»    أوكرانيا تُسقط طائرة هجومية روسية من طراز "سوخوى - 25"    رئيس الموساد السابق: نتنياهو يتعمد منع إعادة المحتجزين فى غزة    نقيب الصحفيين: قرار الأوقاف بمنع تصوير الجنازات يعتدي على الدستور والقانون    مدرسة ناصر للتربية الفكرية بدمنهور تحصدون المراكز الأولى في المسابقة الرياضية    صرف 90 % من المقررات التموينية لأصحاب البطاقات خلال مايو    مرياح: حظوظ الترجي أكبر من الأهلي في لقاء القاهرة.. ولدينا ما يكفي للعودة بالكأس    مدافع الترجي: حظوظنا قائمة في التتويج بدوري أبطال أفريقيا أمام الأهلي    الشعباني: الزمالك سجل في المغرب فلماذا لا نسجل في القاهرة؟    يسبقه الأهلي فقط.. الزمالك يطارد اللقب القاري ال14 أمام نهضة بركان    دييجو إلياس يتوج ببطولة العالم للاسكواش بعد الفوز على مصطفى عسل    تتعليمات موسم حج 1445..تأشيرة العمرة لا تصلح لأداء الفريضة    حالة الطقس اليوم الأحد 19 - 5 - 2024 في مصر    رقصة على ضفاف النيل تنتهي بجثة طالب في المياه بالجيزة    شافها في مقطع فيديو.. سائق «توك توك» يتهم زوجته بالزنا في كرداسة    اليوم السابع يحتفى بفيلم رفعت عينى للسما وصناعه المشارك فى مهرجان كان    ماجد منير: موقف مصر واضح من القضية الفلسطينية وأهداف نتنياهو لن تتحقق    الفنان محمد بوشريح يناقش قضايا اجتماعية في فيلم «صحراء الواحة» لتسليط الضوء على المجتمعات    خريطة تلاوات القرآن المجود اليوم الأحد بإذاعة القرآن الكريم    أخذتُ ابني الصبي معي في الحج فهل يصح حجُّه؟.. الإفتاء تُجيب    تزامناً مع الموجة الحارة.. نصائح من الصحة للمواطنين لمواجهة ارتفاع الحرارة    بذور للأكل للتغلب على حرارة الطقس والوزن الزائد    الهبوط والعصب الحائر.. جمال شعبان يتحدث عن الضغط المنخفض    على متنها اثنين مصريين.. غرق سفينة شحن في البحر الأسود    تونس.. ضبط 6 عناصر تكفيرية مطلوبين لدى الجهات الأمنية والقضائية    من 35 ل 40 ألف جنيه.. ارتفاع أسعار الأضاحي بالإسكندرية 2024    تحليل موعد عيد الأضحى في عام 2024: توقعات وتوجيهات    حريق بالمحور المركزي في 6 أكتوبر    مصرع شخص في انقلاب سيارته داخل مصرف بالمنوفية    إعادة محاكمة المتهمين في قضية "أحداث مجلس الوزراء" اليوم    محمد غنيم: القيادة السياسية حولت بني سويف إلى طاقة نور في الاقتصاد المصري    الحكومة ترد على «تخفيض سعر الفائدة في البنوك خلال الأيام المقبلة» (فيديو)    هل يعني قرار محكمة النقض براءة «أبوتريكة» من دعم الإرهاب؟ (فيديو)    مصر في 24 ساعة| موجة حارة تضرب البلاد.. وهجوم للغربان في الإسماعيلية    مسلم يطرح أحدث أغاني ألبومه الجديد «اتقابلنا» (تعرف على كلماتها)    «فايزة» سيدة صناعة «الأكياب» تكشف أسرار المهنة: «المغزل» أهم أداة فى العمل    «المقصورة الملكية».. المهابة تعانق الجمال فى استاد الإسكندرية الرياضى    حدث بالفن| حفل زفاف ابنة الفنان سامح يسري ونجوم الفن في عزاء زوجة أحمد عدوية وإصابة مخرج بجلطة    وزير روسي: التبادلات السياحية مع كوريا الشمالية تكتسب شعبية أكبر    الأزهر يوضح أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة    تعرف علي حكم وشروط الأضحية 2024.. تفاصيل    شهداء وجرحى جراء القصف الإسرائيلي المستمر على مناطق متفرقة في قطاع غزة    البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي الأمريكي سيبحث مع ولي العهد السعودي الحرب في غزة    «غانتس» يمهل نتنياهو حتى 10 يونيو لتحديد استراتيجية واضحة للحرب.. ورئيس الحكومة يرد: هذه هزيمة إسرائيل    نقص أوميغا 6 و3 يعرضك لخطر الوفاة    «التصنيع الدوائي»: أزمة اختفاء الأدوية بسبب ارتفاع تكلفة الصناعة على الشركات    أدعية مستحبة خلال مناسك الحج.. تعرف عليها    وزير التعليم: التكنولوجيا يجب أن تساعد وتتكامل مع البرنامج التعليمي    نموذج إجابة امتحان اللغة العربية للصف الثالث الإعدادي محافظة الجيزة    إطلاق أول صندوق للطوارئ للمصريين بالخارج قريبًا    «الأوقاف» تفتتح 10 مساجد بعد تجديدها الجمعة المقبلة    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فيديو وصور.. اليمن.. الحياة فوق حقل ألغام "الحلقة الرابعة".. "اليوم السابع" يرصد طريق الألغام بين عدن ولحج..مجرمو الحوثى والقاعدة ينقمون من اليمنيين بزراعة ألغام بكل مكان.. وإحصائيات: 40 ألف لغم فى 4محافظات فقط

- الأطفال والنساء أكبر الضحايا.. أحدث أشكال ألغام الحوثى كرة قدم وحجارة لخداع اليمنيين
-«الصحة»: 3400 حالة من ضحايا الألغام تحتاج أطرافاً صناعية
-«البرنامج الوطنى»: 1236 ضحية الألغام فى المناطق الجنوبية والساحل الغربى

-
الألغام تتركز فى المناطق الجنوبية والساحل الغربى وتشمل المخاء وذوباب والخوخة وحيس والوازعية والبيضاء ومأرب وباب المندب وشبوة

-
أحد الأهالى: مرت علينا فترة صعبة وكلها رعب ضرب مستمر وتفجيرات متتالية راح ضحيتها ناس كتير والمدارس كانت غير منتظمة

-
محافظ لحج: المدينة كانت ثكنة الحوثيون والقاعدة والمعارك لم تنته إلا بتطبيق مخرجات الحوار الوطنى والقرار الأممى 2216

-
عبدالواحد: «خرجت أرعى الغنم رجعت من غير إيدى الاتنين وبقدم واحدة.. استنى أمى تأكلنى.. عاوز أغطى أيدى بالكوت عشان العيال ما تخافش منى»

-
الحوثيون زرعوا 500 ألف لغم تحت الأرض فى أراضى اليمن

-
رئيس منظمة رصد للحقوق والحريات باليمن: 50 ألف لغم زرعها الحوثيون على الحدود مع السعودية.. وقوات التحالف تقوم بدور كبير فى نزع «حقول الشر».. و2000 شخص ماتوا ضحية الألغام

-
المجند أحمد الأصمعى: نضبط سيارات تحمل عبوات ناسفة وقذائف.. والحوثيون اتجهوا لتجارة مخلفات الحروب للحصول على الدولارات

-
الشاب عبدالله الصعب: حاربت الحوثيين ب«رجل واحدة».. والمرأة تدفع الثمن.. دليلة: خرجت لجلب الماء فعدت بدون ساقى.. أعداء الله زرعوا الطرق بالألغام وأسرتى أغلبها جرحى.. الطفل المنذر: «لما أكبر هشتغل برجلى التانية وأمى قالتلى هجبلك رجل صناعى»

-
164 طفلاً قتلتهم الألغام الحوثية منذ بدء الحرب فى عام 2005
-
75 طفلاً أصيبوا بإعاقات دائمة من أبناء محافظة مأرب
-
8000 لاجئ أفريقى فى «لحج» أغلبهم قادمون من الصومال بعد عبورهم خليج عدن

-
مصائد الألغام فى اليمن تحصد 1076 مصابا و734 قتيلا ..وأطفال الألغام يجنون الإعاقات ويروون ل«ليوم السابع» قصصهم .. عبده الراجحى لقى اللغم فى القمامة


محافظة لحج تختلف عن غيرها من محافظات اليمن، فعلى أراضيها جرت حروب شرسة ليست مع الحوثيين فقط، بل مع عناصر القاعدة وداعش، حيث كانت وكرا لهم لفترة، ونجحت أن تستعيد أمنها إلى حد كبير، وتقضى على غالبية تلك العناصر، لكنهم لا يزالون موجودين فيما يصفه المسؤولون والأهالى ب«الخلايا النائمة».

تضم لحج 15 مديرية، وبها حوالى 35 موقعا أثريا تعود إلى عهد الحضارة اليمنية القديمة، أبرزها بقايا لمبان وحصون قديمة ونقوش بالخط المسند، وقلعة المقاطرة الشهيرة، وحصن الهجر، ويغلب على المدينة الطابع الريفى، فيعتمد سكانها بشكل أساسى على الزراعة ورعاية الأغنام، حتى أطلق عليها بلد «الخضار والفاكهة»، وقبل أن يهاجمها الحوثيون كانت ثكنة مهمة من ثكنات تنظيم القاعدة قبل أن يتم تطهيرها مؤخرا، لتنتشر نقاط التفتيش وقوات الحكومة الشرعية على طول الطرق داخل المحافظة.

الطريق من عدن إلى لحج لم يكن سهلا، لكنه محفوف بالمخاطر، فمن جهة هناك المتربصون و«الخلايا النائمة»، ومن جهة أخرى هناك الألغام التى زرعتها ميليشيات الحوثى فى كل مكان بالأراضى اليمنية بعد أن اندحرت الميليشيات من عدن، وعدد من المحافظات الجنوبية، فراحت تزرع الألغام بكثافة فى المواقع التى طردوا منها، لتخلف وراءها حقول الموت، ويقول الأهالى إن الحوثيين والقوات المتحالفة معهم زرعوا ألغاما مضادة للمركبات، وألغاما مضادة للأفراد فى منطقتهم، فى لحج وعلى الطرق المؤدية إليها من المحافظات الأخرى، فيما يقدر خبراء مركز نزع الألغام عدد ما زرعه الحوثيون بأكثر من 40 ألف لغم فى محافظات عدن، والضالع، ولحج، وأبين، بينما إجمالى ما نُزع من الأراضى اليمنية 200 ألف لغم، حسب تقديرات تحالف رصد لانتهاكات حقوق الإنسان، وما تم نزعه حتى الآن 226209 من ألغام وعبوات ناسفة وأجسام غريبة وقذائف فى المحافظات الجنوبية والساحل الغربى، وهى مناطق تتركز فيها الانفجارات، حسب تقديرات البرنامج الوطنى لنزع الألغام، التابع لمجلس الوزراء اليمنى.

وبحسب تقديرات وزارة الصحة اليمنية 3400 حالة تحتاج إلى أطراف صناعية نتيجة الألغام والقذائف أيضا، بينما قدر البرنامج الوطنى لنزع الألغام عدد الضحايا فى المناطق الجنوبية والساحل الغربى ب1236، منهم 468 طفلا، بينما الإصابات 1884، منهم 645 طفلا.

قصص ومآسى ضحايا الألغام
كثيرة هى القصص المحزنة التى سمعناها أو علمنا بها لضحايا كارثة الألغام، وحسبما أخبرنا الدكتور باعوم، وهو من أبناء محافظة شبوة، أنه بعد تحرير مديرية بيحان هناك كان لديه أربعة أصدقاء يعملون فى حقول الألغام، وذات يوم انفجرت فيهم الألغام وماتوا سويا متجاورين، كذلك عند عودة سكان الجحملية وثعبات فى مدينة تعز إلى منازلهم بعد أن تم تحريرها انفجرت بهم ألغام أثناء فتح أبواب منازلهم، أو فى الطريق المؤدى لمنازلهم، مما أحدث حالات وفيات وإصابات، وحتى الآن مازالت منازلهم مهجورة رغم تحريرها.


عبدالواحد: «بيعملوا فينا كده ليه»
من بين الضحايا التقينا عبدالواحد قاسم الوفى، ابن الحادية عشرة عاما، الذى فقد ذراعيه وأحد ساقيه فى انفجار لغم فوجئ به بجوار منزل الأسرة، وتركه عاجزا عن استكمال حياته بصورة طبيعية.. تحدث إلينا والدموع تملأ عينيه: «خرجت فى صبحية مع جدتى عشان أساعدها فى رعاية الغنم فى منطقة نهم بالقرب من منزلى، وأنا ماشى أجرى ورا خروف عشان أجيبه فدعست على لغم وانفجر، فقطع نصف قدمى وشظايا فى ساقى، ولما وقعت للأمام مسنود بيدى انفجر لغم تانى قطع يدى الاتنين، وفجأة لقيت كل حتة فيا بتنزل دم».

يستكمل عبدالواحد: «ما حسيتش بنفسى إلا ولقيت الحوثيين ودونى مستشفى فى صنعاء، قطعوا اللى تبقى من مكان الإصابة، لكن ما خرجوش الشظايا من جسمى وبعد شهر خرجت وروحت للمستشفى العسكرى فى مأرب وكملت العلاج»، وواصل مأساته: «الألم مش من الجرح لكن لأنى مش بقدر أكتب ولا ألعب ولا أجرى زى الناس.. رجعت استنى أمى تأكلنى»، مشيرا إلى أنه فى مركز الملك سلمان للأطراف الصناعية تم عمل قدم صناعية له، وتابع: «مستنى اليدين الصناعيتين، وفيه ناس كتير فى المركز برضو مستنية زيى»، مضيفا: «عاوز أغطى منظر إيدى عشان العيال ما تخافش منى، حتى لو مش زى الحقيقيين أنا هغطيهم بالكوت والقميص محدش هيعرف».


يقول عبدالواحد: «ميليشيات الحوثى قالوا لجدتى إنها جاسوسة تقدم معلومات للشرعية، ومنعوها من الرعى فى المنطقة، ومنعوها من الخروج من المنزل، وطلبوا منها أن انضم للمجندين».

وفى نهاية حديثه وجه عبدالواحد تساؤلا للحوثيين: بتعملوا فينا كده ليه؟
عبدالواحد حالة ضمن 383 طفلا مصابا جراء الألغام الحوثية، إلى جانب 164 طفلا قتلتهم الألغام منذ بداية الحرب فى 2015 حتى الآن، طبقا لإحصائيات تحالف رصد للحقوق والحريات، وهو واحد من بين 75 طفلا أصيبوا بإعاقات دائمة من أبناء محافظة مأرب بسبب ألغام الحوثيين، وهى المحافظة التى قتل فيها أيضا 29 طفلا بسبب الألغام منذ اندلاع الحرب فى المحافظة، وذلك حسب إحصائيات رسمية فى تقرير لمكتب حقوق الإنسان بالمحافظة.


المنذر يواجه إعاقته بالابتسامة والأمل
قرر الطفل المنذر محمد، ابن السنوات العشر، ألا يستسلم لما فعله به الحوثيون، بل يقاوم اليأس بالأمل والألم بالابتسامة التى تندهش من تمسكه بها طوال الوقت، حيث أصيب فى لغم أثناء اللعب مع الرفاق خارج منزله، مما أدى لفقدانه الساق اليمنى وجزءا من أصابع القدم اليسرى.. اقتربنا منه لنعرف تفاصيل قصته، فبادر بقوله والابتسامة تملأ وجهه: «أهلا بيكم أنا بسمع عن مصر وبحبها.. أنا الأول زعلت بس خلاص ما بقتش زعلان.. قدر الله وما شاء فعل»، وواصل: «أنا قبل الحادثة كنت أحب اللعب، وأمى كانت تنادى عليا عشان أبطل، كنت عاوز أطلع حاجة كبيرة ويبقى معى فلوس عشان اشترى لعب، أمى قالت لما تكبر هشترى لعب، أنا سمعت عن عيال كتير فى المنطقة جالهم اللغم ده بس ما عرفش بيجى كيف وشكله إيه، بس بعد ما اتصبت عرفت إنه بيكون مستخبى».
يصر المنذر على التمسك بالأمل، فيقول: «بس عادى أنا هشتغل برجلى التانية، وأمى قالتلى هجيبلك رجل صناعى هادّرب عليها وأبقى كويس»، وواصل: «قالوا لى الحوثه منهم لله».

اللغم فى القمامة
عبده الراجحى، 10 أعوام، بترت ساقه اليسرى وأجزاء من اليدين، لكن قصته مختلفة، فقد وجد اللغم أو وجده اللغم بين القمامة، وبحسب الطبيب المعالج هايل الميدانى: «عبده من أبناء مدينة حيس التابعة للحديدة، وهو نازح مع أمه وأبيه فى قرية شرق مدينة الخوخة، أخذ الطفل اللغم الملقى فى وسط القمامة أمام المنزل، حمله إلى منزله دون أن يدرى خطورته، وأخذ يلعب باللغم بين يديه حتى انفجر به، فأصيب بشظايا بالفخذين اليمنى واليسرى والبطن والذراعين، وأمه كانت مصابة بشظايا فى الفك، وأتوا به إلى المستشفى الميدانى فى الخوخة، فلا توجد مستشفيات أساسية فى المنطقة، كل ما يوجد هو مراكز طفولة وتغذية، ونحن فتحنا هذا المستشفى بجهود ذاتية، فعملنا للطفل الإسعافات اللازمة».

يستكمل الدكتور هايل حديثه قائلا: ما لفت نظرى فى هذا الطفل أنه رغم خطورة إصابته، فإننى سمعته يهمس لأمه «أنا بخير لا تخافى اطمنى».

وبحنجرة مذبوحة وأنفاس متقطعة وقوى منهارة راح الطفل يصرخ قائلا: «اللهم اشفنى.. اللهم اشفِ أمى.. دمر الحوثه.. أمى أمى»، وبعدها فقد الوعى وسقط مغشيا عليه.

الموت تحت شجرة
قصص الضحايا لا تنتهى، ولم يكتوِ الأطفال فقط بنيران الألغام، بل للشيوخ والنساء أيضا نصيب، ومن بين هؤلاء كان عم عبدالعليم محمود الذى توجه ليستظل بظل شجرة ليلتقط أنفاسه، ليعصف لغم بساقيه مرة واحدة، حدثنا عن التفاصيل قائلا: «خرجت يوما فى الظهيرة لشراء بعض الأدوية الضرورية، واستغرق ذلك مشيا لفترة لم أحتملها، لأن الشمس كانت حارقة فى الصيف.. وشفت شجرة وتحتها حجر روحت عليها عشان ارتاح شويه من الحر والشمس، ولما جيت أقعد انفجر فيا اللغم، وولاد الحلال ودونى على المستشفى، وفقت لقيت سيقانى مش موجودة، كانت صدمة كبيرة».
وأضاف باكيا: «أنا حملى تقيل.. مفيش حد يخدمنى، أنا راجل عايش وحدى وبالعافية كنت أجيب قوتى، دلوقت بسعى حد يجيبلى رجل صناعى إنشالّه واحدة أتعكز عليها».


عبدالله محمد الصعب.. حارب بقدم واحدة
تسبب لغم فى بتر إحدى قدميه فى لغم، لكنه تمسك بدوره فى الدفاع عن وطنه، يسرد عبدالله محمد الصعب قصته قائلا: «أنا عمرى 21 سنة، كنت طالب فى الجامعة وبشتغل عامل عشان أصرف على أسرتى اللى كانت تعتمد عليا فى رزقهم، أول ما سمعت إن الحوثيين دخلوا يهاجمونا، والبلاد محتاجة شبابها، وقتها من غير ما أفكر وقفنا وقفة رجل واحد أنا وإخوانا المجاهدين وصدينا هجمات العدو أيام كتيرة، والحمد لله لكن كان يقع منا قتلى وجرحى».

يستكمل عبدالله بلهجته البدوية: «وبعدها قمنا بهجمات وسيطرنا على مواقع لهم، وبعده المتحوثين قاموا بتفجير المنزل حقنا، وفى أحد الأيام وأنا ماشى للجبهة دعست لغم فى الطريق على شكل حجر وسط الأحجار فى المنطقة الجبلية، والإصابة كانت شديدة، فبترت رجلى اليمنى، وعملت عملية قعدت بعدها فى المستشفى ثلاثة أيام، وكان وقتها فيه تقدمات لنا، ما قدرت أصبر بالمستشفى، وقمت أخرج وطلعت الجبهات عند إخوانى المجاهدين بعد ثالث يوم من بتر رجلى، وجلست أداوم الحرب معهم برجل واحدة».

يواصل عبدالله: «بعدها قام فاعل خير بتزويجى وكنت فرح إنى اتزوجت، بعد ما تفجر بيتنا وبترت رجلى صار وضعى أنا وأهلى صعبا بلا مورد رزق، ورزقت بمولود قبل شهر ونص وزادت المسؤولية عليا».


دليلة.. إحدى ضحايا الألغام
المرأة اليمنية تحملت جزءا كبيرا من المعاناة فى ظل الحرب الدائرة، فهى أم الشهيد، وأم المصاب، وواحدة من ضحايا الألغام أيضا.. دليلة عبده محمد مقبل واحدة من بين ضحايا ألغام زرعها الحوثى، فى العشرينيات من عمرها، ولكن الحزن أضاف على عمرها أعمارا أخرى، ورسمت الحرب خطوطا عميقة بوجهها، تجعلك تظن أنها فى مرحلة الشيخوخة، وتحكى لنا قصتها فتقول: «أنا من صبر الموادم، منطقة الشقب، شاء القدر أن تكون منطقتنا ساحة حرب، فاضطررنا للنزوح إلى منطقة أخرى، ولكن انعدام الدخل لدى أسرتى لم يجعلنا نستمر بالعيش فى المدينة، فأجبرتنا الظروف للعودة إلى منزلنا فى المنطقة المهدمة جراء الصواريخ الواقعة عليها، ولم نعلم ما يخفيه القدر حينها، فإذا أنت فى حرب فلا تضمن يومك».

واصلت دليلة وهى تغالب دموعها: «فى أحد الأيام زى عادتنا اليومية نخرج لجلب الماء رغم الخوف الشديد من القناصة المتمركزين أعلى الجبل الذى نسكن فيه «صبرا»، ولم نعلم أن هناك ألغاما قد زرعها أعداء الله الحوثيون، دعست على واحد وأنا ماشية، وفجأة نزفت دم كتير وجلست مدة لحد ما لقيت اللى يودينى مستشفى، صعقت لما عرفت إن قدمى بترت، فصرت طريحة الفراش ورضيت بما كتبه الله، وتشردنا إلى المدينة مع أبى العاجز، فلم يملك أى دخل وحتى أخى هو الآخر يعانى من مرض فى صمامات القلب، فقد كان دخلنا الرئيسى من المحاصيل الزراعية، لكننا لم نستطع الوصول إلى الأرض المزروعة بسبب تمركز الحوثيين فيها، ونعيش حاليا فى المدينة معتمدين على فاعلى الخير، وأحيانا لا يتوفر لنا القوت الضرورى اليومى.. وجع وألم وتشريد ونزوح قسرى، وأسرتى أغلبها جرحى، ومنهم من فارقوا الحياة بطلقة قناص خبيثة ومنهم بشظايا القذائف».

الموت فى حقل ألغام
فى أثناء رحلتنا إلى لحج، وجدنا أحد الحقول التى يعمل بها فريق لنزع الألغام، نزلنا من السيارة للتحدث معهم، ومعرفة تفاصيل أكثر عن هذه الكارثة، فأكد لنا المشرف على فريق العمل، فضل أحمد، أن الحوثيين زرعوا كثيرا من الأراضى اليمنية بالألغام، وحدثت نتيجة لذلك حالات إصابات كثيرة، مضيفا: هناك سيارتان انفجرتا على هذا الطريق جراء الألغام، وكانت إحداهما تقلّ أسرة من طفلين وأب وأم، وكثير من الشباب فقدوا أطرافهم جراء انفجارات ألغام، لأن الطرق هنا من الصعب تمييزها بين الآمن أو الملغم، ولا توجد لوحات إرشادية، والناس يعتمدون على من لهم خبرة بالطرق والمناطق الملغمة.

وأوضح أن نزع الألغام يعتمد على خريطة للحقول، وهو ما لم يسلمه الحوثيون، مضيفا أن الأمر يحتاج لفريق مدرب جيدا، وموازنة لتوفير أجهزة كشف ألغام حديثة، وأحدثها بالأقمار الصناعية يمكن كشفها، وسيارات وأجهزة عاكسة وغيرها.

ويوضح على الشاعر، منسق بالبرنامج الوطنى لنزع الألغام باليمن، أن الألغام تتركز فى المناطق الجنوبية والساحل الغربى، والتى تشمل المخاء وذوباب والخوخة وحيس والوازعية والبيضاء ومأرب وباب المندب وشبوة «عسيلان وبيحان»، وفى لحج خاصة مديريتى طور الباحة والمضاربة، وسكانها أكثر تعرضا للإصابة بالألغام، لأنهم رعاة أغنام، وتابع: هناك أجزاء من الضالع والحديدة وأبين ولحج وعدن موبوءة بالألغام، ولم يتم مسحها فهى شديدة الخطورة، ولا توجد المعدات الكافية للتعامل معها، والأمم المتحدة المسؤولة عن مواجهة هذه الأزمة، لأنهم اعتمدوا مبالغ كبيرة وأعطوها للحوثيين لنزع الألغام، وهذا غير منطقى، فمن زرعها كيف ينزعها، فهم يزرعون بها المزيد من الحقول، ولم يسلّم الحوثيون للأمم المتحدة أو للحكومة الشرعية خريطة بأماكن تلك الألغام، والحكومة الشرعية المنوط بها التخاطب مع الأمم المتحدة فى هذا الشأن.

تضارب الأرقام
أسباب اختلاف الأرقام الخاصة بالألغام وضحاياها فسره لنا الشاعرى قائلا: لا تزال الأرقام الإجمالية لضحايا الألغام غير متاحة بدقة، لكنّ جزءا منها يكفى أن يصور لنا فظاعة الجريمة، ففى الفترة بين مايو 2015 وإبريل 2016 قتلت الألغام الأرضية 18 شخصا على الأقل، وأصابت أكثر من 39 فى محافظة تعز فقط، وفقا للمنظمة الوطنية لمكافحة الألغام، مضيفا: هناك تحديات كبيرة تواجه عمل الفرق الخاصة بالمسح التابعة لجهات عديدة، بينها ضعف الإمكانيات، وتابع: أنا كمثال أعمل بجهود شخصية، ولا أتقاضى راتبا منذ 2015، ولا يوجد مقر يخص طاقم العمل لوضع قاعدة بيانات سليمة، ولا نملك إمكانيات لعمل حصر للضحايا.

وأوضح الشاعرى أن الأمم المتحدة، ممثلة فى البرنامج الإنمائى، تقدم مساعدات فقط ضمن البرنامج الطارئ للوقود، ونفقات علاوة على الغذاء لفرق المسح والتطهير، ولفرق أفراد المركز التنفيذى للتعامل مع الألغام فى عدن وحضرموت، مشيرا إلى أن منظمة اليونيسف تموّل حملات توعية بمخاطر الألغام، ووصل عدد من تم استهدافهم بتلك الحملات 700698، منهم 566290 من طلاب المدارس الأطفال، وتدريب 655 ناشطا للتوعية.

فيما يؤكد الدكتور عرفات حمران، رئيس منظمة رصد للحقوق والحريات وانتهاكات حقوق الإنسان، أن دور الأمم المتحدة سلبى، فلم تستطع إلزام ميليشيا الحوثى بالتوقف عن زرع الألغام، ولم تضغط عليهم لتسليم خرائط زرع الألغام، بل قامت بدعم الميليشيا ب 160 مليون دولار، من المفترض لبرنامج لنزع الألغام دون ضمانات، أو منظمة وسيطة محلية، مثلما تطبق الأمم المتحدة فى برامجها من هذا النوع، مما أثار كثيرا من التساؤلات حول مهادنتها لهذه الميليشيا، وهو ما يخالف قيم الأمم المتحدة ومواثيقها الدولية.

وافقته فى الرأى إشراق مقطرى، نائبة رئيس لجنة التحقيق الدولية بخصوص جرائم الحوثيين والألغام، قائلة إن منح مبالغ للحوثيين لنزع الألغام غير منطقى، فكيف يلتزم الحوثيون بنزعها وهم أنفسهم من زرعوها، وللأسف مستمرون فى زراعتها فى مناطق نائية وزراعية وطرق رئيسية للمارة.

ويعود الدكتور عرفات حمران ليؤكد أن الحوثيين زرعوا ما يقارب 500 ألف لغم تحت الأرض، تم نزع 200 ألف بعد جهود كبيرة قام بها الجيش الوطنى وقوات التحالف، بقيادة المملكة السعودية، وهم يقومون بدور أساسى لأن نزعها يتطلب تمويلات كبيرة، واليمن يعيش ظروفا اقتصادية صعبة، كما تم زرع ما يقارب 50 ألف لغم بالحدود اليمنية السعودية، وأيضا تم زرع ألغام بحرية قريبة من ميناء الحديدة تهدد الملاحة الدولية، مشيرا إلى أن الإمارات قدمت عربات كاسحة للألغام ومتطورة ساعدت على نزع كثير منها، كما قدمت تدريبات لفرق هندسية يمنية، وأيضا قام مهندسو ألغام فى مأرب بابتكار تركيبة محلية الصنع تعمل على نزع الألغام، وساعد الجيش الوطنى بعملة نزع وإتلاف الألغام.

وتابع أنه طبقا لبيانات منظمة رصد للحقوق والحريات، فإن ما يقارب ال2000 شخص ماتوا ضحية الألغام، أغلبهم من الأطفال والنساء، لافتا إلى أن هناك أشكالا مبتكرة من الألغام، منها ما هو على شكل كرة قدم وحجارة حتى تخدع الناظر إليها، موضحا أن 3700 آخرين أغلبهم أطفال ونساء فقدوا أطرافهم، سواء القدمان أو قدم واحدة أو الكفان، ويعمل فريق طبى فى مأرب وتعز وعدن بتأهيل المصابين، وتركيب أطراف صناعية لهم، وهنا يقوم مركز سلمان للأعمال الإنسانية بدعم كبير لهم.


تفاقم الأزمة
العميد ركن طاهر حميد، رئيس شعبة الهندسة العسكرية بتعز وخبير نزع الألغام، يقول إنه عقب توقيع اليمن على بروتوكول مكافحة الألغام ضمن عدد من الدول فى لاهاى عام 2012، ظهرت الألغام فى محافظتى أبين وعدن، وأدت إلى قتل أعداد من المواطنين، وتفاقمت الأزمة فى 2015 بحصار الميليشيا الحوثية لمحافظات اليمن، وراحت تدس ألغامها فى كل شبر يتم تسليمه للقوات الشرعية، وتعانى اليوم محافظات مثل الضالع والجوف ومأرب ولحج وأبين، لكن تعز وحجة والساحل الغربى من حجة شمالا إلى باب المندب فى محافظة تعز جنوبا هى الأكثر تضررا، ففى تعز على سبيل المثال توجد 750 حالة بتر أطراف، و350 حالة وفاة، طبقا لبيانات المنظمة الدولية لحقوق الإنسان.


تحديات أمنية
خلال جولتنا فى محافظة لحج التقينا مع اللواء صالح السيد، مدير أمن المحافظة، الذى أكد لنا أن المحافظة استطاعت أن تحقق الاستقرار الأمنى بدرجة كبيرة، بعد أن كانت وكرا للقاعدة والدواعش، وكانوا إحدى أذرع الحوثيين، و قتلوا 150 جنديا فى عام واحد، وتابع: المحافظة كانت فى السابق مطوقة، ويمنع المحافظ أو قيادات المحافظة من الدخول إليها، وكانت القاعدة تحتل مبنى المحافظة، واتخذوه مقرا لإجراء محاكمات للمواطنين، مشيرا إلى أن المبانى الشرطية والسجون فى حاجة لإعادة بناء ما دمره الحوثيون والقاعدة.

جيوب القاعدة
من جانبه أكد اللواء ركن أحمد عبدالله تركى، محافظ لحج، أن الأمن مستقر حاليا بالمحافظة، رغم أنها على حدود التماس مع الحوثيين من منطقة جهبوب وخور العميرة إلى منطقة يافع، فهناك معارك بمناطق طور الباحة وكرش والقبيطة والمضاربة والرويس، مشيرا إلى أن هذه المعارك لن تنتهى إلا بتطبيق مخرجات الحوار الوطنى والقرار الأممى2216، مضيفا أن لحج كانت ثكنة للحوثيين والقاعدة، وعند دخول الحوثيين سيطروا على مديرياتها لمدة 3 أشهر، وبالنسبة للقاعدة قد تكون هناك جيوب مازالت متبقية، لكنها بشكل عام انتهت سطوتها ووجودها فى المحافظة.

وأكد المحافظ أنه لولا دور قوات تحالف دعم الشرعية فى اليمن، خاصة المحافظة، ما تم التوصل لكل هذه الانتصارات، مضيفا: قدموا مجهودات كبيرة، واختلط الدم اليمنى مع العربى، ومن ينكر ذلك فهو جاحد، فهم دعمونا بالأسلحة والمعدات وتأمين رواتب ومعاشات المواطنين، وقدموا مجهودات تنموية أيضا، وإعادة بناء الطرق.

وتابع: نحصل على جزء من المعونات التى تأتى من الدول المتضامنة فى التحالف، وفى مقدمتها الإمارات والمملكة السعودية، وبعض المنظمات الدولية، فى مقدمتها الهلال الأحمر الإماراتى، ومركز الملك سلمان، ونتلقى شهريا هذه الإغاثات للنازحين من حرب الحوثيين من مناطق كرش والقبيطة والوازعية والساحل الغربى من حيس، فى ظل شح الإمكانيات بالمحافظة، وتمثل الإغاثات 50% من احتياجاتنا، لكننا ندرك أن العبء كبير، فدول تحالف دعم الشرعية تقدم معونات لليمنيين الذين هم تحت سيطرة الحوثيين أيضا فى صعدة وحجة والحديدة وغيرها.

نقاط تفتيش
نزلنا إلى الشارع لنرصد بأنفسنا واقع الوضع الأمنى، فوجدنا نقاط تفتيش متعددة، خاصة عند مداخل المحافظة، واقتربنا من إحدى تلك النقاط «نقطة ريجل»، وبسؤال قائد السارية محمد الأحمدى عن الإجراءات المتبعة للتأمين بالمحافظة، قال لنا إن هناك 3 نقاط تفتيش لتأمين مداخل المحافظة، والمسافة بين كل نقطة وأخرى كيلو ونصف تقريبا، وبكل نقطة سارية قوامها 80 جنديا، مؤكدا أن الإجراءات الأمنية مشددة، خاصة عند المداخل، ويتم فحص بطاقات الهوية وتفتيش السيارات.

وتحدث المجند أحمد الأصمعى قائلا: نضبط سيارات تحمل عبوات ناسفة ومادة «T N T» وقذائف، وهناك أسلحة من مخلفات الحرب تكون متجهة للشمال للحوثيين، حيث هناك «بزنس» رائج فى هذا المجال، فبعد أن ضاق الخناق على الحوثيين اتجهوا لتجارة مخلفات الحروب، للحصول على الدولارات، وهناك تجار يسهلون التهريب من لحج والبيضاء وذمار إلى الشمال، وأحيانا أيضا يتم ضبط شحنات ألغام وأسلحة ثقيلة لدعم الحوثيين فى المناطق غير المحررة، ومنذ أسبوعين تم ضبط شحنة كبيرة بنقطة تفتيش يافع.

عبدالحميد محمد، أحد المواطنين من أبناء المحافظة، يتحدث عن الفترة التى استوطنت فيها القاعدة لحج: «مرت علينا فترة صعبة وكلها رعب، ضرب مستمر وتفجيرات متتالية راح ضحيتها ناس كتير، والمدارس كانت غير منتظمة، الله لا يعيدها، كان الواحد فى بيته مش عارف يخرج يجيب عيش لأولاده، لكن دلوقت الحمد لله تحسنت الظروف ونشعر بالاستقرار ونتمنى أن تعود إلى ما كانت عليه، فهى بلد الخضار والفاكهة لاشتهارها بالزراعة، ونريد تحسن البنية التحتية، فكلها تأثرت بفعل الحروب».

مخيم «خرز» للاجئين
فى مديرية المضاربة، إحدى مديريات لحج، يقطن 8000 لاجئ أفريقى، أغلبهم قادمون من الصومال بعد أن عبروا خليج عدن للوصول إلى اليمن، من بين آلاف اللاجئين، والذين لقى بعضهم مصرعه بصورة مروعة خلال هذه الرحلة، سواء غرقا أو خنقا بسبب التزاحم فى القوارب.

القليل من اللاجئين فى صنعاء، لكن تركزهم الرئيسى فى مخيم خرز الذى أنشئ كحل مؤقت للاجئين من القرن الأفريقى، حتى تنتهى النزاعات فى بلدانهم، خاصة الصومال، وهو عبارة عن عدد من المبانى وفرتها لهم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ويضم مدارس وعيادات وله حصص غذائية.

يقول جواد محمد، مسؤول برنامج تعليم اللاجئين فى منظمة إنقاذ الطفولة، إن فى مقدمة الأزمات التى يعيشها سكان المخيم شدة الحرارة فى الصيف، والعزلة التى يفرضها الموقع الجغرافى للمخيم وسط الجبال، فضلا عن عدم الحصول على تعليم مناسب.




فى الحلقة التالية..
- أول صحيفة عربية «على خط النار» فى «تعز» المحاصرة
- عاصمة اليمن الثقافية تحارب للحاق بركب المدن المحررة.. وأهلها: سنقضى على المشروع «الحوثى» رغم الحصار والألغام وقلة الإمكانيات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.