رغم أن المناطق الشعبية تتشابه، إلى حد ما مع بعضها البعض، لكنها تختلف عن بعضها فى بعض التفاصيل، وهو المأزق الذى كان أمام مصممى ديكورات المسلسلات التى تدور أحداثها فى مناطق شعبية، لدرجة أن بعضهم يرى أن بناء حى عشوائى كامل، ربما يكون أسهل من تصميم ديكورات هذا الحى. "بناء ديكور حقيقى لا يختلف كثيراً عن الموجود فى الطبيعة، يجبر المصمم على مشاهدة تلك المناطق فى الواقع"، هذا ما ذكره عادل المغربى أشهر مصممى الديكور فى الدراما المصرية، وهو يشارك فى تصميم ديكورات 5 مسلسلات، سيتم عرضها خلال رمضان المقبل منها اثنين عن دراما الأحياء الشعبية هما "بعد الفراق" و"هيما". أكد المغربى أنه رغم أن أحداث المسلسلين تدور فى إطار شعبى، لكنهما مختلفان فى طريقة التناول، فمسلسل "بعد الفراق" تم تقسيم ديكوره إلى مرحلتين الأولى "مرحلة شعبية"، وتتفرع إلى 3 مناطق "منطقة الصيادين وبعض الأماكن بالفيوم والحارة المصرية"، حيث مكان عمل الفنان خالد صالح "صياد" ثم دخوله كلية الإعلام، أما الثانى "مودرن" وذلك بعد عمله صحفياً. ويوضح المغربى أنه لابد من قراءة السيناريو جيداً قبل تنفيذ الديكور للتعايش مع الشخصية، كما أنه يضع فى عين الاعتبار، العديد من التفاصيل الصغيرة والمهمة فى نفس الوقت، ومنها أن الشكل المعمارى فى الفيوم يختلف عن القاهرة، والألوان المستخدمة فى البيوت فى منطقة الصيادين تكون ما بين "اللبنى، الأزرق السماوى"، أما فى الحارة فغالباً ما يستخدم "الوردى، والأخضر الفاتح"، كما فى الواقع لإعطاء مساحة بالوسع. يشير المغربى إلى أنه عاين بنفسه، مناطق التصوير الفعليه لمسلسل "هيما"، ليتناسب ديكور منزل هيما مع الأماكن التى تدور فيها أحداث المسلسل ب"الوراق" المطلة على المناطق الزراعية والنيل، ولكن الشقة التى استأجروها فى الوراق كانت صغيرة جداً مما اضطره لبناء جزء آخر للمنزل داخل الاستديو. ويرى المهندس إيهاب العوامرى مصمم ديكور مسلسل "بنت من الزمن ده"، أنه ليس مضطراً لمعاينة الأحياء الشعبية على الطبيعة قبل بناء الديكور، لأنه يعتمد على الخبرات الشخصية، وفى مسلسله لم يكن تركيزه على منطقة الأطفال داخل حارة العشوائيات بما فيها "من أطفال الشوارع وبائعى المناديل والشحاذين والنشالين"، كما أن الديكور الداخلى للمنزل يعتمد على أشكال هندسية معروفة بعكس العمل فى العشوائيات، الذى يتطلب تفاصيل كثيرة تبدو بسيطة للمشاهد، فى حين أنها فى غاية الصعوبة للمصمم. يؤكد العوامرى، على ضرورة الجلوس مع الاستايلست الخاصة بكل مسلسل لتنظيم الصورة الظاهرة للمشاهد على الشاشة، قائلاً "لا يصح مثلاً أن تكون جدران المكان مدهونة باللون الأخضر ويلبس الفنان نفس اللون"، وأنه لا توجد عوائق فى بناء الديكورات سوى طول الفترة الزمنية التى تتعدى 3 أسابيع، بالإضافة لصعوبة توفير بعض الإكسسوارات المطلوبة. بعد معاينة سيد أنور مصمم ديكور مسلسل "قمر" لمنطقة الأنفوشى وحلقة السمك مع المخرج هانى إسماعيل فى الإسكندرية، اكتشف أن الواقع غير مطابق للأحداث الموجودة فى السيناريو مما اضطره لبناء حلقة سمك كاملة فى 15 يوماً، تحتوى على حوالى 500 طاولة فى حى الإسكندرية بمدينة الإنتاج الإعلامى، والتى تمر خلالها الفنانة فيفى عبده يومياً بصفتها بائعة شاى ضمن أحداث العمل. مشكلة أخرى تتعلق بتأمين سلامة الممثلين فى التصوير داخل ديكورات المناطق العشوائية يلقى عليها الضوء سيد أنور، حيث يقول إنه لابد من مراعاة سلامة الممثلين، فمثلاً نجد بعضهم واقفاً فى بلكونة أو شباك، فيجب التأكد من قوتها ومتانتها، كما تختلف ديكورات تلك المناطق حسب الفترة الزمنية من وقت لآخر، فأحداث "قمر" مثلاً تدور فى الستينات من القرن الماضى حيث تنتشر "الأبواب والشبابيك التى تحتوى على مشربيات"، بعكس الموجود حالياً من "الزجاج والألوميتال" حتى فى واجهات المنازل التى أصبحت من الرخام والجرانيت بعدما كانت من الأخشاب. لمعلوماتك ◄من 2مليون جنيه إلى 4 ملايين هى تكلفة بناء ديكورات الأحياء الشعبية، وه ورقم مرتفع كثيراً عن أى ديكور عادى. ◄معظم أحداث مسلسل قمر تدور فى منطقة "السيالة"، والتى تتميز بشكل خاص بما فيها من شوارع ضيقة وبيوت قديمة قريبة من البحر، وتم تصميم ديكور مشابه تماماً لها فى مدينة الإنتاج وتحويلها إلى "السيالة".