بالكلام تنتشر المعانى الطيبة وأيضا تنتشر الرذائل فى الدول وفى الجماعات وفى صدور وفى عقول الأفراد، إن دولة الكلام هى أكبر دولة فى الدنيا تشن بها الحروب وتسن بها الاتفاقات، وهناك مفردات خضراء تنشر الهناء والسعادة وهناك كلمات سوداء تجلب البؤس والشر وتتسبب فى حروب فردية وجماعية، ولذلك فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسيدنا معاذ بن جبل رضى الله عنه: «وهل يكبُ الناس على وجوههم فى النار إلا حصائد ألسنتهم» أو كما قال، فالغيبة والنميمة من مهالك الإنسان التى تسلبه حسناته وتدخله النار وتكون مصدر عذابه فى الآخرة وكراهية الناس له فى الدنيا، الله سبحانه وتعالى يكره الفحش فى القول والفعل والذى يفعلهما يسقط خجله وبذلك يخسر صفة من صفات المؤمن فالمؤمن يتسم بالحياء من كل ما هو سيئ ولا يحب سماعه ولا يحب من يحب الفحش، وقال الله تعالى إن الكلمة الطيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء، وهذا تعظيم وتبجيل من قبل رب الوجود سبحانه وتعالى للطهر اللغوى الذى يعكس طهرا فكريا ووجدانيا وهو شىء مطلوب فى المجتمع فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن المسلم من سلم الناس من لسانه ويده....» إن المجتمع الإسلامى يقوم على المودة وعلى كل ما هو حسن وطاهر مفعم بالمحبة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ناصحا الأمة والبشرية: «لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحق لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث»، وقال سيد الخلق عليه الصلاة والسلام «لا يرمى رجل رجلا بالفسق والكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك»، وهذا قتل للشائعة التى يحب البعض استخدامها واستخدام المعلومة الباطلة، من يفعل ذلك فقد ضر نفسه وأغضب ربه.