أكد "يو سون جو" سفير كوريا الجنوبية فى مصر، على أن السياسات الاقتصادية التى اتخذتها مصر مؤخرًا سياسات صالحة وفق عدد من كبار خبراء الاقتصاد الدوليين، مشيرًا إلى أن مصر لديها القدرة الكاملة على تخطى أزماتها الحالية ولو استمرت مصر فى اتباع سياستها الاقتصادية الحالية، فسيمكنها تجاوز أزمتها الاقتصادية خلال 3 سنوات، وذلك وفق توقعات الخبراء الاقتصاديين فى بلاده. جاء ذلك خلال فعاليات مهرجان الأسبوع الكورى المقام بمكتبة الإسكندرية، بحضور الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية، و السفير الكورى بمصر "يو سون جو" والوفد المرافق له، وذلك فى إطار عرض وتبادل الخبرات خاصة الثقافية بين الطرفين والترويح للسياحة الكورية وأهم المعالم الأثرية فى كوريا من خلال المعرض الفنى المقام بالمكتبة.
وأوضح أن كوريا الجنوبية، واجهت أزمة اقتصادية فى عام 1997 شبيهة بما تواجهه مصر فى الوقت الحالى، سمح لكوريا بتفهم الوضع الاقتصادى المصرى الذى لا تُحسد عليه، مبينًا أن كوريا لجأت خلال أزمتها للاقتراض الدولى وهذا تسبب وقتها فى ارتفاع سعر الدولار الأمريكى مقابل الوون - عملة كوريا الجنوبية - إذ بلغ سعر 1 دولار نحو 1900 وون كورى جنوبى.
وأشار إلى أنه رغم تلك الصعوبات إلا أن كوريا الجنوبية واجهت أزمتها، من خلال مضاعفة حجم الإنتاج المحلى، وتوسيع نطاق الصادرات للخارج، التى بلغت وقتها قرابة 10 أضعاف حجم صادرات مصر حاليًا.
وأعرب سفير كوريا عن سعادته بتواجده بالإسكندرية، قائلا: "أشعر فى الإسكندرية ومشاهدة البحر براحة فى القلب بعيدا عن زحام القاهرة، فالإسكندرية مدينة تفتح القلب، وهى مدينة عريقة ولديها موقع استراتيجى هام لجمهورية مصر العربية "، مشيرا إلى أنه من خلال هذا المهرجان وفعالياته المختلفة تتجمع العديد من المؤسسات الكورية على أرض الإسكندرية للمرة الأولى لتجمع كل هذه المؤسسات.
وأضاف أن التبادل الثقافى بين مصر وكوريا هو الأكثر زخماً فى مسيرة العلاقات بين البلدين، معربا عن أمله فى أن تسهم الفعاليات الثقافية التى تنظمها السفارة الكورية والمركز بالقاهرة فى تعزيز التفاهم بين الشعبين المصرى والكورى، بما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون بين البلدين فى شتى المجالات، وتابع أن مصر من أكثر الأسواق رواجًا للمنتجات الكورية، وخاصة فى السيارات، معقبا أن مصر ليست فقط مكانًا للترويج الاقتصادى فقط، بل إنها شريك".
وفى كلمته رحب الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية، بالسفير على أرض الإسكندرية: "أنه لشرف لنا اختيار الاسكندرية مدينة التاريخ والثقافة والفنون لإقامة هذا المهرجان على أرضها"، وأضاف: "الإسكندرية مدينة جاذبة وذات طابع مميز وبها كافة المقومات التى تأهلها لكى تكون فى مصاف الدول السياحية الكبرى وهى مدينة ساحلية تطل على ساحل البحر الابيض المتوسط وبها العديد من الشواطئ التى يقصدها زوار الإسكندرية، كما أن بها مكتبة الإسكندرية التى تعتبر مركزا للنشاط الثقافى بالمدينة، وبها العديد من المتاحف المتميزة كمتحف المجوهرات والمتحف القومى ومتحف محمود مختار وقلعة قايتباى وغيرها من الأماكن الأثرية التى يمكن لزوار الإسكندرية الاستمتاع بها".
وأكد المحافظ حرصه على دعم التعاون المصرى الكورى، ونسعى لعقد اتفاقية توأمة بين الإسكندرية وإحدى المدن الكورية الكبرى لدعم التبادل الثقافى بين البلدين، مشيرا إلى أن الإسكندرية تهتم كثيرا باستضافة الأنشطة الثقافية من مختلف البلدان، ومن خلال التعاون بين الطرفين سيكون هناك تشجيع كبير للمنتج الكورى والفنون الشعبية الكورية بمصر، وكذا إتاحة إقامة أسبوع سكندرى فى إحدى البلدان الكورية للترويج للإسكندرية وتبادل الخبرات بين البلدين.
