وزير الأوقاف يوجه الشكر للرئيس السيسي لافتتاحه مسجد السيدة زينب    يؤديها 35 ألف طالبًا وطالبة.. انتظام امتحانات نهاية العام بالوادي الجديد (صور)    إجلاء أكثر من أربعة آلاف شخص من منطقة خاركيف الأوكرانية    20 صورة ساحرة.. ماذا فعلت العاصفة الشمسية في الأرض؟    تأهل 4 لاعبين مصريين للجولة الثالثة من بطولة العالم للإسكواش    أبو مسلم: العلاقة بين كولر وبيرسي تاو وصلت لطريق مسدود    اختلت عجلة القيادة.. مصرع سائق في حادث بسوهاج    نقل 11 مصابا في حادث سير لمستشفى ديرب نجم    أسامة كمال عن أزمة تصوير الجنازات: هل المواطن يستمتع ب مشاهدة الصراخ والبكاء؟ أين حُرمة المتوفي واللحظة؟    18 مايو.. متاحف الآثار تفتح أبوابها للزيارة مجانا    حكم أخذ قرض لشراء سيارة؟.. أمين الفتوى يوضح    اليوم.. تشريعية الشيوخ تستكمل مناقشة تطبيق القانون المدني على عقود الإيجار    مصر لديها أكبر عدد للواعظات فى العالم بواقع 691 واعظة .. الوعظ النسائى قصص وحكايات ترويها واعظات الأوقاف    فصائل فلسطينية: قصفنا حشود الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة شرق رفح    الدفاعات الأوكرانية تدمر خمس طائرات استطلاع روسية في خيرسون وميكوليف    الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة    الرئيس الأمريكي يعزي البرازيل في ضحايا الفيضانات    وزير التعليم العالي : 7 مستشفيات تابعة للجامعات الخاصة في مرحلة متقدمة من الإنشاء والتجهيز    أسعار اللحوم اليوم الأحد 12-5-2024 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    خالد الغندور: 3 لاعبين في الأهلي بيشجعوا زملكاوية    حارس باريس سان جيرمان يعلن الرحيل رسميًا    رئيس الوزراء يشهد الجلسة الافتتاحية لفعاليات «يوم مؤسسة التمويل الدولية»    بدء تسليم دفعة جديدة من وحدات «سكن مصر» بالقاهرة الجديدة    حالة الطقس اليوم الأحد 12-5-2024 في محافظة قنا    تفاصيل مصرع ربة منزل وطفلتها في انقلاب موتوسيكل بترعة بأطفيح    جدول مواعيد القطار الأسرع في مصر والقطارات المكيفة على خط «القاهرة - أسوان»    أسعار السلع التموينية اليوم الأحد 12-5-2024 في محافظة قنا    المالية: تبكير مواعيد صرف مرتبات يونيه للعاملين بالدولة    سلطان طائفة البهرة: أقدر مساعي أجهزة الدولة المصرية لإنارة بيوت الله    حظك اليوم وتوقعات الأبراج 12 مايو 2024: مشاكل ل«الثور» ومكاسب مالية ل«الحوت»    فيلم "السرب" يتربع على إيرادات شباك التذاكر خلال 12 يوم    الاحتلال يحاصر النازحين بمراكز الإيواء التابعة للأونروا فى مخيم جباليا    مشتريات عربية تقود صعود مؤشرات البورصة في مستهل تداولات الأسبوع    خريطة دينية للارتقاء بحياة المواطن التربية على حب الغير أول مبادئ إعداد الأسرة اجتماعيا "2"    توقيع بروتوكول تعاون بين محافظة القليوبية وجامعة بنها    السيطرة على حريق نشب فى عشش بمنطقة البساتين    «المالية»: تبكير مواعيد مرتبات صرف يونيه للعاملين بالدولة بمناسبة إغلاق السنة المالية وعيد الأضحى    «صحة مطروح» تطلق قافلة طبية مجانية بقرية زاوية العوامة بالضبعة.. غدًا    اليوم.. «تضامن النواب» تناقش موازنة المركز القومي للبحوث الجنائية    اليوم .. وزارة الداخلية تُعلن شروط قبول الدفعة العاشرة من معاوني الأمن (تفاصيل)    ترتيب الدوري السعودي الإلكتروني للعبة ببجي موبايل    السيسي: أهل البيت عندما بحثوا عن أمان ومكان للاستقرار كانت وجهتهم مصر (فيديو)    موعد عيد الأضحى المبارك 1445ه: تفاصيل الإجازة وموعد وقفة عرفات 2024    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأحد 12 مايو    إسلام بحيري يرد على سبب تسميه مركز "تكوين الفكر العربي" ومطالب إغلاقه    أخبار مصر: رد إسلام بحيري على محمد حسان وعلاء مبارك، نجاة فتاة بأعجوبة من حريق بالأميرية، قصة موقع يطارد مصرية بسبب غزة    المجلس الاقتصادى والاجتماعى يواصل التحضير للقمة العربية بالانعقاد اليوم على المستوى الوزارى.. خطة الاستجابة الطارئة للعدوان على غزة تحظى بزخم كبير.. ومندوب فلسطين يكشف تفاصيلها.. واهتمام بالغ بالتحول الرقمى    الرئيس السيسى من مسجد السيدة زينب: ربنا أكرم مصر بأن تكون الأمان لآل بيت النبى    رئيس جامعة حلوان يفتتح معرض "الإبداع في التصميم التنفيذي للمنشآت الخشبية الخفيفة"    مصرع شاب في حادث تصادم بطريق شبرا بنها – الحر في القليوبية    مش هروحه تاني، باسم سمرة يروي قصة طريفة حدثت له بمهرجان شهير بالسويد (فيديو)    ما حكم الحج عن المتوفى إذا كان مال تركته لا يكفي؟.. دار الإفتاء تجيب    وزير الرياضة يفتتح أعمال تطوير المدينة الشبابية الدولية بالأقصر    ما التحديات والخطورة من زيادة الوزن والسمنة؟    علي الدين هلال: المصلحة الوطنية لكل دولة عربية الحفاظ على استقرار المنطقة    عمرو أديب ل إسلام بحيري: الناس تثق في كلام إبراهيم عيسى أم محمد حسان؟    الصحة تعلق على قرار أسترازينيكا بسحب لقاحاتها من مصر    ملف رياضة مصراوي.. مذكرة احتجاج الأهلي.. تصريحات مدرب الزمالك.. وفوز الأحمر المثير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإيميل مفبرك ولكن "نعم نحارب فى صف مصر".. مخابرات الدوحة تزور رسالة منسوبة ل"اليوم السابع" وتوجه "الجزيرة" لترويجها.. الهرتلة ضد مؤسسة صحفية تؤكد ضآلة قطر.. والرد: أنتم خونة والإمارات شرفاء ويا أهلا بالمعارك
نشر في اليوم السابع يوم 29 - 05 - 2017

المخابرات القطرية تروج صورة مفبركة لتشويه "اليوم السابع" ومواصلة الحرب على الإمارات
الإيميل المفبرك لا علاقة له ب"اليوم السابع" ومراسلاتنا عبر خوادمنا ولا نستخدم "جى ميل"
موقف "اليوم السابع" من ممارسات قطر واضح منذ سنوات وقبل اكتشاف السعودية والإمارات لدورها المشبوه
تتبع الرسالة المفبركة يكشف بدء تداولها من خلال عناصر وقيادات الإخوان بالدوحة
المخابرات القطرية تلعب على المكشوف وتوجه الجزيرة لنشر الصورة المفبركة وترويجها

هل يحتاج عاقل إلى أى دليل لإثبات حجم عداء قطر وقناتها المشبوهة "الجزيرة" لمصر ومصالحها وأمنها القومى وعدد من دول المنطقة؟ وهل ما زال هناك من لم يوقن بعد أن قطر و"الجزيرة" كذبتا وروجتا شائعات واختلاقات باطلة فى سبيل تحقيق غايتها السيئة وتوجيهات سادتها ضد المنطقة؟ الأمور لم تعد تحتاج إلى شرح وتبسيط، واعترافات أمير دويلة قطر نفسه كشفت كثيرا مما قلناه وعرضنا تفاصيله من قبل وماطل البعض فى التصديق، والآن أصبح الجميع يوقنون حجم الشبهات المحيطة بالدولة القطرية وأذرعها الإعلامية، فهل يمكن أن يصدق عاقل أى شىء يصدر عن هذه البقعة الجغرافية الملوثة؟
أحدث أكاذيب دويلة قطر ومخابراتها التافهة، فبركة ساذجة ومثيرة للضحك لرسالة منسوبة ل"اليوم السابع"، أطلقتها المخابرات القطرية عبر عناصر إخوانية مقيمة فى الدوحة، ثم أصدرت توجيهات مباشرة لقناة الجزيرة للدخول على الخط لنشرها وترويجها، فى حملة تكشف عن حجم الاهتزاز الذى تعانيه قطر وأجهزتها، وهى تثلج صدورنا لأنها تؤكد حجم ما أحدثناه من أثر فى دوائر السياسة والإدارة القطرية، إلى الحد الذى دفع مخابراتها للعب على المكشوف وتوظيف قناتها الأهم فى دخول معركة مباشرة مع "اليوم السابع"، بادعاءات أننا ندعم دولة الإمارات العربية المتحدة ونأخذ موقفا من قطر، والحقيقة أنها تهمة لا ننكرها وشرف نستحقه، ورغم أن الرسالة مفبركة ومكذوبة ولا أصل لها، نؤكد أننا نحارب بالمعلومة والمهنية والتناول الكاشف والفاضح لممارسات الثقب الخليجى وأميره وأجهزته، ونؤكد أن وفق رؤيتنا المهنية والوطنية ووفق محددات الأمن القومى المصرى وشكل العلاقات والتحركات السياسية والدبلوماسية فى المنطقة والعالم، نرى الإمارات أشقاء شرفاء، ونرى قطر أعداء خونة، ونتحدث فى الأساس عن نظام حكم ورّط دويلته ومواطنيه فى صراعات وعلاقات عداء مع أشقاء، وأخرجهم من محيطهم العربى خروجا مشينا ومذموما، إذ لم تعد بلد فى المنطقة تقبل قطر أو تراها بشكل إيجابى، ولا نرى أن هناك جريمة فى التصريح بأننا رغم الفبركة نصر على فضح قطر، رغم الفبركة نواصل دعم القوى العربية الكبرى، ورغم الفبركة نرى "الدوحة" بقعة مشبوهة وسوداء فى خريطة المنطقة.

قطر تؤكد ضآلتها وتقر بحجم "اليوم السابع"
هل انتقادات "اليوم السابع" لقطر وممارساتها يمكن اعتبارها حملة صحفية على الدويلة الصغيرة ومواقفها المعادية لمصر والمنطقة؟ الحقيقة ودون أى ارتباك أو تفكير، نعم، واجهنا سياسات عدائية ومواقف مشبوهة من قطر طوال الفترة الأخيرة، وتوفرت لدينا معلومات ووثائق بشأن تحركاتها، فكان طبيعيا أن نستجيب لدورنا المهنى والوطنى ونتناول جرائمها وتجاوزاتها، ومع كثرة الجرائم والتجاوزات زادت الموضوعات، فتعامل البعض على أنها حملة ممنهجة، ولم تكن كذلك، بل يمكن القول إن ما شنته قطر ضد مصر هو الذى يشكل حملة شعواء، وأن تناولنا لما فعلته كان رد فعل، ولكن يبدو أننا أكثر تأثيرا من قطر ومؤسساتها وإعلامها ومخابراتها، فبدا الأمر وكأننا ضربة البداية وأصحاب الحملة، لا رد الفعل وقوة الدفاع.
لم يكن من الاستقامة الوطنية والمهنية أن تتوفر لدينا معلومات وأدلة على تجاوزات قطرية أو تحركات مشبوهة للدويلة وأميرها الصغير، ولا ننشرها، حتى لو تكرر الأمر آلاف المرات وبدا أنه يأتى فى سياق حملة، البديل أن نمنع المعلومة ونحجب الخبر كى نتجنب الاتهامات التافهة، وهذا تجاوز فى حق المهنة والقارئ، وتجاوز فى حق الوطن، ودعم للفساد السياسى العابر للحدود، خاصة أن مساحة واسعة من الثقة التى كللنا بها القراء، قادتنا لأن نكون المؤسسة الصحفية الأكبر والأكثر انتشارا وتأثيرا فى مصر والوطن العربى، ما منحنا متسعا لا حدود له فى العمل داخل مصر وخارجها، وتوطيد علاقتنا بدوائر عديدة من المصادر على كل الأصعدة والمستويات، وضمن لنا النفاذ للمعلومات من مصادرها داخل البلاد وخارجها، ومن الغريب أن يتجاسر شخص أو بلد، يرى فى نفسه أنه عاقل وذو منطق، على اتهام المؤسسة الصحفية الأكبر بالمنطقة فى مصادر معلوماتها، أو فى مواقفها وهى تدافع عن الرؤية الوطنية والأمن القومى لبلدها بينما ترفع شعارا واضحا "لبلدنا.. والناس.. والحرية"، ومن يتهمونها أنفسهم ارتضوا أن يكونوا وكلاء لدول وقوى خارجية، ولا يمثلون حتى مصالح دويلتهم الصغيرة.

الهجوم على "اليوم السابع" خطوة فى الحرب ضد مصر
كان من السهل أن نتجاوز الأمر، كما تجاوزنا كثيرا من الحملات التى استهدفت المؤسسة خلال سنوات عملها وتصدرها للساحة، فدائما ما كنا نعتبر مثل هذه الحملات ضريبة الحضور والتأثير والانفراد بالمقدمة، ولكن ما يوجب التخلى عن الصمت والترفع هذه المرة، والرد والاشتباك مع الموضوع، أن "اليوم السابع" ليس مستهدفا فى ذاته، رغم ثقتنا الكبيرة فى حجمنا وتأثيرنا مصريا وعربيا، لا نتحرج من القول إننا فى هذه المعركة جزء من كل، وهدف صغير ضمن هدف كبير، إذ يمثل الهجوم اليوم مجرد خطوة جديدة من خطوات قطر وأجهزتها وداعميها لاستهداف مصر.
كنا فى الفترة الأخيرة نتحرك وفق تصور وطنى ووازع قوى للذود عن الوطن ومواجهة ما يستهدف أمنه، وبالفعل كان لنا الحضور الأوسع والأكثر تأثيرا، الذى خلخل دفاعات الدويلة الصغيرة وأربك حساباتها، فكان طبيعيا أن تستهدفنا وهى تتخيل أن اتهامات سطحية وفبركة ساذجة يمكن أن تشوه مؤسسة هى الأكبر والأوسع تأثيرا على المستوى العربى، وأن ملايين القراء داخل مصر وخارجها، ممن أصبحوا يعرفون حقيقة قطر ودورها فى المنطقة، ويثقون فى "اليوم السابع" كمنصة إعلامية مهمة، يمكن أن يستجيبوا لشائعات ملفقة ومثيرة للضحك، وأن التلفيق والدعاية الرمادية يمكن أن يضغط علينا أو يبتزنا لنتخلى عن معركة نراها واجبا وطنيا ومهنيا، ونخلى للدولة القزمة ساحة الصراع ونصمت على سفالاتها وحضورها المشبوه فى المنطقة.

التهمة المضحكة.. حرب على "اليوم السابع" وحقد على الإمارات
خلال الفترة الأخيرة انكشفت كثير من مخططات قطر، وبعضها لم يكن ادعاء عليها أو تسريبا عبر جهات مناوئة لها، إذ كشفته مواقعها وشاشاتها، بإبراز وكالة الأنباء القطرية الرسمية "قنا" وتليفزيون قطر الرسمى، لتصريحات أميرها الصغير تميم بن حمد، الذى هاجم فيها مصر والإمارات والسعودية، وكشف علاقته بإيران وإسرائيل وحماس وحزب الله، وأعلن دعمه لجماعة الإخوان.
التفاصيل التى وردت فى حديث "تميم"، وما توفر لنا لاحقا من مصادرنا فى عدد من الدول، كشفت عن تحركات واسعة لدعم التنظيمات الإرهابية والعمل على تقويض الدول الكبرى بالمنطقة، خاصة الإمارات والسعودية، فكان الموقف المهنى والوطنى الذى لا يحتمل أية مناورة، أن نكشف ما لدينا، ونتتبع الخيوط والمسارات، ونبحث فى صناديق قطر السوداء وفى رؤوس الموضوعات التى أوردها "تميم" وأكدتها المعلومات، وهو ما فعلناه كما تقتضى المهنة وحق القارئ فى المعرفة، ولكن لأن كوارث قطر كثيرة ومتعددة، وعلاقاتها المشبوهة ضخمة ومتشعبة، استطال الأمر وتعددت الموضوعات والتقارير، فبدا وكأننا نشن حملة على "الدوحة"، بينما كنا نرد نيرانها وهجماتها، وضمن رؤيتنا ومدونتنا التى ننتصر فيها للدولة المصرية، ولدوائر أمنها القومى العربية والأفريقية، كان طبيعيا أن ندافع عن السعودية والإمارات ضمن دفاعنا عن الوطن والهوية، وهما الدولتان اللتان استهدفتهما تحركات قطر المشبوهة، ليتفتق ذهن الدويلة صغيرة المساحة والخطط والعقول والأجهزة، عن اتهامنا بالتحرك وفق رؤية إماراتية وبتوجيه وتمويل من الدولة الشقيقة، وهو تصور عطفا على سذاجته، يؤكد سيطرة الرؤية النمطية على دماغ قطر، حتى أصبحت تتخيل أن كل الناس وكلاء ومأجورون كما ارتضت هى أن تعمل ووظفت قنواتها وصحفها.

الدولة الصغيرة "كاذب صغير".. فبركة ساذجة واتهامات مضحكة
حالة الحصار التى فرضتها المرحلة على قطر، بالتقاء الدول الكبرى بالمنطقة على هدف واحد يتصل بحجم الدور المشبوه الذى تلعبه الإمارة وضرورة مواجهته، قادت "تميم" ومؤسساته لتعميق حالة العداء والمجاهرة بها، فبدأت فى إلقاء التصريحات والتهديدات والعبارات العدائية يمينا ويسارا، نشرت كاريكاتيرا مسيئا للملك سلمان، وهاجمت الإمارات واتهمتها بالتواطؤ ضدها، واستهدفت مصر باتهام "اليوم السابع" بالعمل وفق رؤية وتوجيهات إماراتية، وفى سبيل ترويج هذا الاتهام ارتكبت مخابراتها حماقة كبرى، تدل على محدودية الرؤية والقدرة.
فى صورة مزورة نشرتها المخابرات القطرية وروجت لها، وبتتبع ناشريها وتوقيتات النشر وجدنا أن تداولها بدأ عبر نشطاء تابعين لجماعة الإخوان من المقيمين فى الدوحة، تبدو الصورة المفبركة وكأنها إيميل داخلى بين محررى "اليوم السابع"، مرسل من حساب عبر خدمة "جى ميل"، تتضمن حديثا من طرف مجهول لأطراف مجهولة، بتوجيهات صادرة عن خالد صلاح رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير اليوم السابع، ودندراوى الهوارى رئيس التحرير التنفيذى، بشأن مواجهة فيلم "الأيادى السوداء"، الذى بثته حسابات مجهولة عبر مواقع التواصل، ويهاجم دولة الإمارات والأسرة الحاكمة فيها، ورجحت مصادر وإشارات فنية علاقة قناة الجزيرة بالأمر ومسؤوليتها عن إنتاج الفيلم وترويجه، واتهمت جهات إماراتية "الدوحة" بشكل مباشر بالوقوف خلفه، وأنه يأتى على خلفية الفيلم الوثائقى الذى أنتجته الإمارات عن جماعة الإخوان الإرهابية ودعم قطر لها، ودور الدوحة المشبوه فى المنطقة وتهديدها للمصالح العربية، ومن فرط السذاجة التى تشتمل عليها الصورة المفبركة فكرنا فى عدم الرد، ولكن انحزنا فى النهاية لتناول الأمر وإيضاحه لسببين، أولهما حق القارئ العادى فى المعرفة، والثانى كشف حجم ضعف وهزال وهشاشة المخابرات القطرية وآليات عملها.
فى الصورة المفبركة وضع المزور بريدا إلكترونيا من خدمة "جى ميل"، وكل من يتعاملون مع "اليوم السابع" من الداخل والخارج، يعرفون أن لديها خدمة البريد الإلكترونى الخاصة بها، وكل مراسلات المؤسسة وإصداراتها وأقسامها ومحرريها مع مصادرها ومع الغير تتم عبر بريد "اليوم السابع"، ولا يوجد لدينا أى بريد إلكترونى يتواصل من خلاله المحررون مع رؤساء الأقسام وإدارة التحرير ضمن خدمة "جى ميل"، هذا فيما يخص التواصل مع المصادر والأقسام من الخارج، أما فيما يخص حركة العمل الداخلية وتبادل الأفكار والموضوعات بين المحررين والأقسام المختلفة فيتم عبر مجموعات على تطبيق "واتس آب"، ولا يتواصل المحررون ورؤساء الأقسام وإدارة التحرير من خلال البريد الإلكترونى بأى شكل من الأشكال.
النقطة الأكثر غرابة أن الرسالة المفبركة صادرة من بريد باسم "محررو اليوم السابع" عبر "جى ميل"، بينما يتحدث شخص غير واضح الهوية قائلا: "يا شباب أستاذ خالد صلاح وأستاذ دندراوى الهوارى بيقولوا..." وبينما يذكر رئيس التحرير ورئيس التحرير التنفيذى، لا يبدو واضحا هوية هذه الحلقة الوسيطة التى تحمل التكليفات من طاقم الإدارة العليا إلى المحررين، وفى المسار المهنى الداخلى للمؤسسة يتواصل رئيس التحرير، ورؤساء التحرير التنفيذيون ومديرو التحرير، مع رؤساء الأقسام، والأخيرون يتواصلون مع المحررين عبر الاجتماعات المباشرة ومجموعات "واتس آب"، ولا يدخل البريد الإلكترونى فى أى مرحلة من مراحل التواصل وتبادل الأفكار والموضوعات، وبعيدا عن الإيميل المفبرك واللهو الخفى الذى يتحدث وطبيعة اللغة الغريبة فى الرسالة، يبدو أن ضابط المخابرات القطرى الذى فبرك هذه الصورة لم يقترب من الصحافة من قبل، ولا معلومات لديه عن "اليوم السابع" كمؤسسة، ولا يعرف أن افتراض تبادل رسائل مهمة كالتى فبركها عبر بريد إلكترونى أو مجموعة بريدية موسعة، افتراض ساذج ويدعو للضحك والسخرية، وأن الأمر كان يتطلب مجهودا أكبر فى الفبركة والترويج، والأفضل أن تحترم الدول وأجهزة المخابرات الصغيرة نفسها، ولا تشن حروبا مشبوهة على المؤسسات الصحفية.

الصورة المفبركة استهداف لمصر وحرب على الإمارات
إذا تجاهلنا الصورة المفبركة بسذاجتها وكذبها التافه، فالحقيقة أن الأمر أكبر من محاولة تشويه عابرة لمؤسسة صحفية كبرى، مثلت وتمثل خصما قويا وكاشفا لتحركات الدوحة المشبوهة، وكما أشرنا من قبل فإن قدرا من التبسيط صوّر للدويلة الخليجية التى تقوم بالأساس على قناة تليفزيونية، أن الدول الكبرى يمكن استهدافها بالحرب على المؤسسات الإعلامية وتشويه الصحف، لهذا سعت مخابرات قطر لاستهداف "اليوم السابع" لتحقيق مكسب مزدوج، الأول مواصلة الحرب على مصر كدولة، والثانى تخيل أن التشويه يمكن أن يخصم من رصيد "اليوم السابع" لدى قرائها، أو يخرجها من المعادلة، وكى تستثمر الدويلة الصغيرة التى تمتلك من الحقد والطمع أضعاف ما تمتلك من الأرض والبشر، تحركها المشبوه لأقصى مدى ممكن، وضعت الإمارات طرفا فى الجملة، فى إطار مواصلة استهدافها لجارتها وشريكتها فى مجلس التعاون الخليجى، وهو الأمر الذى تزامن مع نشر كايكاتير مسىء للسعودية، ودفع الصحافة فى البلدين لمهاجمة قطر.
النقطة التى لم تدقق فيها المخابرات القطرية وهى تُحكم كذبتها وتبدأ ترويجها، أن موقفنا من ممارسات الدوحة واضح منذ سنوات، وبينما كانت الإمارات والسعودية تدعمان قطر فى مجلس التعاون الخليجى، وتوفران لها المساندة أمام الانتقادات المتواترة من مصر وسوريا والعراق وغيرها من الدول العربية، كنا نمتلك من المعلومات والحقائق ما لم يتوفر للأشقاء فى الرياض و"أبو ظبى"، وعلى مدار السنوات الخمس الماضية كشفنا علاقة الدوحة بجماعة الإخوان الإرهابية، وبالميليشيات المشاركة فى الصراع السورى، وبالتنسيق مع تركيا ونظام أردوغان لدعم جبهة النصرة وتنظيم "داعش" وتقويض الجيش الوطنى السورى، وعلاقتها بإسرائيل وحجم التبادل التجارى والاقتصادى والسياحى بينهما، وحتى ما كشفه أميرها نفسه مؤخرا عن فتح قنوات اتصال وتنسيق مع إيران وحزب الله، تناولناه قبل فترة طويلة، وقبل أن يعلنه "تميم" أو يصبح معروفا للسعودية والإمارات، بفضل دأب محررينا وكفاءة قنوات اتصالنا وشبكة مصادرنا الواسعة، ولعل المملكة والإمارات عرفتا كثيرا مما غير وجهتى نظرهما من قطر، من خلال ما نشرناه، والحديث الآن عن موقف جديد وحملة طارئة ل"اليوم السابع" ضد قطر، حديث فيه قدر من الغباء واستغفال الناس، لأننا نفضح دور الدوحة المشبوه منذ سنوات، وسنواصل، حتى لو لم ترتدع دويلة "تميم" ومخابراتها عن الكذب والفبركة، يسرنا أن تهاجمنا قطر لأننا قوتان متكافئتان، ويسرنا أن نقول لها: "يا أهلا بالمعارك".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.