"هل يستطيع الإنسان تعويض مافرط فيه من قبل؟ تساؤل يعتبر محور رواية "عطر البرتقال الأخضر" للروائى شريف حتاتة. يُقيم أتيليه القاهرة الثلاثاء 29 أغسطس ندوة لمناقشة الرواية الصادرة عن دار الهلال. يحضر الندوة الناقدة الأدبية والمسرحية دكتورة نهاد صليحة، والمفكرة الروائية دكتورة نوال السعداوى، والكاتبة الدكتورة شيرين أبو النجا، والشاعر ماجد يوسف رئيس قناة التنوير، ومن النقاد الشباب محمود الغيطانى ويسرى عبدالله، ويُدير الندوة أسامة عرابى. تعتبر الرواية نصا مختلفا عن أعمال الكاتب السابقة، وتكشف عن تكنيك جديد فى منهجه، حيث تخلو من السرد التفصيلى الطويل الذى عهدناه فى أسلوبه، تدور أحداثها حول روائى مشهور توقف فجأة عن الكتابة بعد اختفاء زوجته، وباحثة شابة تقتحم حياته لتنقب فى أعماقه كإنسان. تُثير الرواية تساؤلا حول شخصية امرأة غامضة، لا ندرى من هى, لا نعرف حكايتها وما هو السر وراء غيابها! ولكن بمعرفة خصائص بطلته الثانية "سحر بدوى" بأنفها المشاكس، وابتسامتها المترددة الخجولة وبساطتها وعشقها للكتب.. فيُعيد إلى الأذهان مأساة انتحار الكاتبة "أروى صالح"، وهل حقاً كان "حتاتة" يقصد "أروى" عندما رسم شخصية "سحر العمرى"؟ ظاهرياً انتحرت أروى صالح لكن الحقيقة أن المجتمع ساهم فى قتلها خصوصاً الرجال المثقفين الذين عرفتهم فى حياتها.. فى كتابها "المبتسرون" كتبت أروى أن المثقف يسلك فى علاقته بالمرأة كبرجوازى كبير، أى كداعر، ويشعر ويفكر تجاهها كبرجوازى صغير، أى كمحافظ مفرط فى المحافظة.. فى الرواية "سحر العمرى" لم يقتلها السرطان إنما قتلتها العلاقة غير السوية بين الرجال والنساء.. قتلها "طرخان" الكاتب اليسارى الذى أحبته، ثم أعاد زوجها فعل القتل ثلاث مرات. يُذكر أن "عطر البرتقال الأخضر" رواية قصيرة تقع فى 112 صفحة، لكنها تتميز بتكنيك جديد وأسلوب مُغاير لما عهدناه فى كتابات المؤلف السابقة مثل "الشبكة" ونبض الأشياء الضائعة، ونوافذه المفتوحة.