رئيس الوزراء يهنئ شيخ الأزهر بعيد الأضحى المبارك    تراجع أسعار الذهب عالميا مقتربة من أدنى مستوياتها في شهر واحد    رئيس البورصة ل«المصرى اليوم»: جاهزون لاستقبال كافة الطروحات ولدينا شركات تحت القيد أسبوعياً    حملات مكثفة لإزالة التعديات على الأراضي الزراعية في الشرقية    إي اف چي هيرميس تنجح في إتمام خدماتها الاستشارية لصفقة الطرح المسوّق بالكامل لشركة «أرامكو» بقيمة 11 مليار دولار في سوق الأسهم السعودية    تجار الدواجن في الأقصر: الأسعار ستظل مرتفعة مع استمرار تخفيف أحمال الكهرباء    عضو ب«الشيوخ» يثمّن كلمة الرئيس السيسي بمؤتمر إغاثة غزة    حزب الله يعلن مقتل أحد عناصره من جنوب لبنان متأثرا بجرح أصيب به قبل أيام    الأهلى يطلب من منتخب فلسطين الملف الطبى للمهاجم أبو علي    جواو فيليكس: مستعدون لليورو.. والهزيمة أمام كرواتيا أعادتنا للمسار الصحيح    حازم إمام يصدم الزمالك في ملف نادي القرن الأفريقي    كومباني يحدد أول صفقاته في بايرن    بزجاجات المياه.. أولياء أمور طلاب الثانوية العامة بالقليوبية ينتظرون أبناءهم أمام اللجان    السكة الحديد: إجراء بعض التعديلات على القطارات الإضافية خلال عيد الأضحى    وزيرة التضامن تتابع استعدادات تصعيد حجاج الجمعيات الأهلية للمشاعر المقدسة    «نفوق 8 مواشي».. السيطرة على حريقين بمزرعة ومنزل في بني سويف (تفاصيل)    سائق «توك توك» و«حداد» يطعنان شخصين بسبب مشادات بينهم في سوهاج    وزيرة الثقافة تنعى فاروق صبري رئيس غرفة صناعة السينما.. «رمزا للكاتب المبدع»    «الأوقاف» تحدد ضوابط صلاة عيد الأضحى وتشكل غرفة عمليات ولجنة بكل مديرية    «أوقاف شمال سيناء» تقيم نموذج محاكاه لتعليم الأطفال مناسك الحج    حماية العيون من أضرار أشعة الشمس: الضرورة والوقاية    «التضامن الاجتماعي» توافق على قيد جمعيتين بالشرقية    الكويت: أكثر من 30 حالة وفاة وعشرات الإصابات في حريق جنوب العاصمة    رئيس الوزراء اليوناني: تيار الوسط الأوروبي لديه الزخم للتغيير بعد انتخابات البرلمان الأوروبي    اليونيسف: نحو 3 آلاف طفل في غزة يواجهون خطر الموت أمام أعين عائلاتهم    «التعليم» تحدد حالات الإعفاء من المصروفات الدراسية لعام 2025 الدراسي    والدة طالب الثانوية الذي مُنع من دخول امتحان الدين ببورسعيد: «ذاكروا بدري وبلاش تسهروا»    عضو لجنة الرقابة الشرعية: فنادق الشركات المقدمة للخمور تنضم لمؤشر الشريعة بشرط    محافظ الغربية يتابع مشروعات الرصف والتطوير الجارية ببسيون    "مواجهة الأفكار الهدامة الدخيلة على المجتمع" ندوة بأكاديمية الشرطة    أفضل أدعية يوم عرفة.. تغفر ذنوب عامين    محافظ أسوان يشهد حفل التخرج السنوي لمدارس النيل المصرية الدولية    توقيع بروتوكول تعاون ثنائي بين هيئة الرعاية الصحية ومجموعة معامل خاصة في مجالات تطوير المعامل الطبية    ملايين الجنيهات، التفاصيل الكاملة لسرقة شقة الفنان تامر عبد المنعم    تفاصيل مشاجرة شقيق كهربا مع رضا البحراوي    تعرف على التأخيرات المتوقعة لبعض القطارات اليوم بالسكة الحديد    بدأ مشوار الشهرة ب«شرارة».. محمد عوض «فيلسوف» جذبه الفن (فيديو)    طفرة تعليمية بمعايير عالمية    مصطفى مدبولى يهنئ الرئيس السيسى بعيد الأضحى المبارك    بايدن يدرس إرسال منظومة صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا    "مقام إبراهيم"... آيةٌ بينة ومُصَلًّى للطائفين والعاكفين والركع السجود    رئيس إنبي: لم نحصل على أموال إعادة بيع حمدي فتحي.. وسعر زياد كمال 60 مليون جنيه    ترتيب مجموعات أفريقيا في تصفيات كأس العالم بعد الجولة الرابعة    وزير الصحة: تقديم كافة سبل الدعم إلى غينيا للتصدي لالتهاب الكبد الفيروسي C    أفلام عيد الأضحى تنطلق الليلة في دور العرض (تفاصيل كاملة)    موعد مباراة سبورتنج والترسانة في دورة الترقي للممتاز والقنوات الناقلة    نقيب الصحفيين الفلسطينيين: موقف السيسي التاريخي من العدوان على غزة أفشل مخطط التهجير    ماذا يحدث داخل للجسم عند تناول كمية كبيرة من الكافيين ؟    استشهاد 6 فلسطينيين برصاص إسرائيلي في جنين بالضفة الغربية    هيئة الدواء: هناك أدوية ستشهد انخفاضا في الأسعار خلال الفترة المقبلة    زواج شيرين من رجل أعمال خارج الوسط الفني    عاجل.. تريزيجيه يكشف كواليس حديثه مع ساديو ماني في نهائي كأس الأمم الإفريقية 2021    الفرق بين الأضحية والعقيقة والهدي.. ومتى لا يجوز الأكل منها؟    خلال 3 أشهر.. إجراء عاجل ينتظر المنصات التي تعمل بدون ترخيص    بالفيديو.. عمرو دياب يطرح برومو أغنيته الجديدة "الطعامة" (فيديو)    عصام السيد يروى ل"الشاهد" كواليس مسيرة المثقفين ب"القباقيب" ضد الإخوان    حظك اليوم| الاربعاء 12 يونيو لمواليد برج الميزان    ناصر أبو بكر: 20 % من صحفيي فلسطين استشهدوا وأصيبوا فى حرب غزة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخمسة الأكثر خوفاً من ظهور مذكرات كمال الشاذلى الغامضة
الإعلان عن مذكرات أى صاحب سلطة فى مصر يزرع القلق فى النفوس ويدفع كل صاحب «بطحة» فساد على رأسه لأن يسأل: (هو اسمى موجود فى الورق ده؟!)
نشر في اليوم السابع يوم 17 - 12 - 2010

◄◄ عز ووالى وسرور والغول ورجال الأعمال فى البرلمان والحزب وشركاء المطبخ السياسى هم الأكثر خوفاً من أوراق الشاذلى المتناثرة
◄◄ رموز المعارضة المصرية والقيادات الحزبية فى عصر سطوة كمال الشاذلى ضمن قائمة الخائفين من ظهور مذكرات مهندس اتفاقات المعارضة والدولة
◄◄ لماذا اختفت مذكرات الوزير السابق بعد أن أعلن أنه انتهى من تسجيل أغلبها على شرائط كاسيت؟
فى مصر تعودنا على أن صدور كبار أهل السلطة عبارة عن قبور تدخلها الأسرار لتموت وتختفى مع احتمالية أن تخرج بعض تفاصيلها وأشلائها عن طريق «النبش» بشائعة هنا أو نصف معلومة هناك أو ورقة كتبها المسؤول الكبير تمهيداً لإصدار كتاب للذكريات ضائعة هنا أو طائرة هناك، ووقوع فعل «النبش» هنا أمر استثنائى جداً ربما لأن أهل السلطة فى مصر لا يتحدثون سوى بتصاريح مسبقة، وربما لأن أغلبهم يحفظ عن ظهر قلب تاريخ بلكونات لندن، ومايدور حوله من شائعات شىء كاف لأن يجعل كتابة المذكرات التى تضم ما هو حقيقى من أسرار السياسة والسلطة أمراً غير محبب الحدوث.
ولذلك فلا شىء يزرع القلق فى نفوس المسؤولين المصريين الكبار، سواء السابق منهم أو الحالى، أكثر من فكرة وجود واحد من بينهم يسجل يومياته أو يستعد لتدوين مذكراته بعد التقاعد، ففى بلد لا يعرف معنى حرية تداول المعلومات، ويفرض أطواقا من الحظر حول أى تفاصيل حتى ولو كانت خاصة بصناعة «اليويو» فى مصر، وتعتبر تصريحات المسؤولين الكبار ومتوسطى القيمة والوزراء بمثابة أسرار حربية لا يجوز نشرها أو التعامل معها إلا بعد «فلترة» أو بعد الحصول على الإذن بإلقاء ماهو متفق عليه من بيانات وتصريحات وأكاذيب تصبح أى دردشة أو تصريحات أو تدوينات غير مراقبة رسميا خطرا أشد من خطر الحروب على الأمن الخاص بالسلطة ورجالها.
الإعلان عن تسجيل وتدوين مذكرات أى صاحب سلطة فى مصر يزرع القلق فقط ويدفع كل صاحب يد طويلة أو نفوذ محترم لأن يضغط على كاتب المذكرات مستفسراً عن طبيعة المكتوب، وعن نوعية ماتم تدوينه، ويبدأ كل صاحب «بطحة» فساد على رأسه فى طرح سؤال واحد لا يخرج عن الصياغة الآتية: (هو اسمى موجود فى الورق ده؟!)، هذا مايفعله الإعلان عن كتابة مذكرات سياسية جديدة، أما وجود احتمالية ظهور أو وجود مذكرات أو أوراق تحمل تسجيلات يومية لمسؤول راحل كان صاحب قوة ونفوذ فى يوم ما فتلك هى القاتلة، لأن تلك الحالة تعنى أن السادة المسؤولين الذين كانوا شركاء للمسؤول صاحب المذكرات المحتملة لن يجدوا أحدا ليسألوه عن مضمون ماكتب، أو يطلبوا منه حذف سطور معينة، أو يضغطوا عليه لحرق ماكتب وتحويله لرماد، ولن يجد أهل «البطحة» من الذين يعتقدون ورود أسمائهم مقترنة بأسرار خطيرة فى تلك المذكرات أحدا ليضغطوا عليه كى يخبرهم هل أسماؤهم موجودة بالفعل؟ وماهو المقابل الذى يمكن تقديمه لحذفها؟.
مذكرات لم تكتمل
الوضع النظرى السابق يجوز تطبيقه عملياً على حالة السياسى الراحل كمال الشاذلى، رجل العصور السياسية الثلاثة، وأول من ارتبط اسمه فى العصر الحديث بمفاهيم النفوذ المفتوح والقوة التى ليس لا نهاية والجبروت الذى لا يعرف له أحد آخرا، ومخزن الأسرار الذى كان يملك مفاتيح كل أبواب الحزب الوطنى ويخضع له الجناح التشريعى للدولة، الوزير السابق والسياسى الراحل كان واحدا من هؤلاء الذين يشاركون فى صناعة الطبخة السياسية لمصر على مدار أكثر من 30 عاما، كان واحداً من هؤلاء الذين يعرفون مقادير صناعة الأحداث فى مصر جيداً ويحددون درجة حرارتها أيضاً، وبالتالى حينما يقول البعض إن لكمال الشاذلى مذكرات لم تكتمل بدأ فى كتابتها قبل رحيل بعدة سنوات فلابد أن يقف شعر كبار رجال السلطة فى مصر خوفاً من أن تكون أخبار وتفاصيل ماكان يحدث فى المطبخ السياسى للدولة حاضرة فى تلك المذكرات والأوراق.
صحيح أن البعض اعتبر إعلان كمال الشاذلى عن قيامه بتدوين مذكراته السياسية فى عام 2004 مناورة من رجل مغدور به ومجروح بسبب صلاحياته التى تم انتقاصها، ومساحات نفوذه التى تم استقطاعها لصالح آخرين، بل زاد البعض على ذلك واعتبر أن أمر المذكرات مجرد شائعة سياسية جديدة، وراهن آخرون على أن الشاذلى أذكى من أن يكتب مذكرات تتضمن التفاصيل والأسرار الحقيقية، وأن كل مايمكن أن يفعله الرجل أن يكتب سيرته الذاتية ويحكى ماهو عمومى من الأشياء، ولم يع هؤلاء المشككون فى وجود المذكرات أو فى شجاعة الشاذلى على تدوين الخطير من الأسرار أنهم فى الأصل أمام رجل كان ابنا من أبناء الاتحاد الإشتراكى وتلميذاً نجيباً ومدرساً ماهراً فى منظمة الشباب، تلك المنظومة التى تجسد المعنى الحقيقى لكتابة التقارير وتدوين مايدور وتسجيل ماهو بسر وماهو ليس بسر وإخفائه حتى تحين لحظة نشره التى تحقق المصلحة، سواء كانت تلك المصلحة الفوز بمناورة سياسية أثناء تواجده على مسرح الأحداث أو الانتقام من أشخاص بعينهم وتفجير المسرح بهم بعد رحيله عن الحياة، كما يمكن أن تتابع فى تاريخ إصدارات السير الذاتية التى لم يظهر الانتقامى والفضائحى منها إلا بعد وفاة كاتبها.
رجل بتركيبة كمال الشاذلى إذن لن يترك الدنيا ويرحل هكذا ببساطة، وهل يرحل أصحاب النفوذ والسلطة فى هدوء؟ هل يمكن أن يرحل الرجل الذى كان يحرك مجلس الشعب برفعة حاجب ويتحكم فى الجلسات بإشارات أصابعه وابتسامات وجهه دون أن يلقى بقنابل أسراره أو على الأقل يترك خلفه مايمكن أن ينفجر فى وجه خصومه؟
حينما تكلم عن مذكراته!
ماقاله كمال الشاذلى فى 2002 عن مذكراته يوحى بذلك بل يؤكد أن الأوراق التى كتبها هذا الرجل عن ذكرياته وسيرته الذاتية والسياسية حتى ولو كانت قليلة فهى خطيرة وتحمل مايمكن أن ينفجر بالفعل فى وجه خصومه على الأقل، ركز مع تصريحات كمال الشاذلى فى هذا الشأن وستصبح على يقين من أن الأوراق التى خلفها الرجل تحمل من المفاجآت أكثر مما نتوقع، فحينما سألوه هل ستقول كل شىء فى هذه المذكرات؟ قال بالطبع، لن أذكر إلا الحقيقة، وبعد أن تحدث الرجل باستفاضة عن مذكراته وحيرته فى اختيار عنوان لها من بين عنوانين هما «شاهد على التاريخ» و«تاريخ نائب عن الأرياف»، وقال إنه قد قطع شوطاً كبيراً فى تدوين ذكرياته عبر التسجيل على شرائط كاسيت تتضمن تفاصيل نشأته السياسية وتواجده فى السلطة والبرلمان والحزب الوطنى.
بعد ذكر كل هذه التفاصيل التى أوحت للجميع أن مذكرات كمال الشاذلى ستصبح قريبا على أرفف المكتبات- ظهر الرجل فجأة وتراجع عن فكرة النشر مبررا ذلك بأنه سيظل أمينا على أسرار العمل السياسى ولن يفصح عنها، ليفتح بمفاجأته هذه بابا كبيرا لأسئلة وألغاز محيرة من نوعية.. هل تراجع كمال الشاذلى عن نشر مذكراته التى سجل جزءا كبيرا منها على شرائط كاسيت بناء على ضغوط من جهات عليا؟ وهل طلبت جهات عليا الاطلاع على ماسوف ينشره الرجل وقررت منعه لخطورة ما أورده من أسرار وتفاصيل فى مذكراته؟ وهل تعرض الرجل لتهديد ما أو اكتشف أنه لن يستطيع أن يضع فى مذكراته ماينال من خصومه طالما هو على قيد الحياة؟ أم أنه اكتشف فى لحظة أن مايملكه من أسرار كاف لأن يفجر الكثير من أصابع الديناميت فى أركان الحياة السياسية المصرية؟.
تركة ثقيلة على الأبناء
من المؤكد أن هناك العديد من الأشخاص لا يرغبون فى أن تتناثر ورقة من أوراق كمال الشاذلى أو واحد من شرائط الكاسيت التى سجل عليها قصة حياته هنا أو هناك، وربما يكون السياسى الداهية كمال الشاذلى قد قرر ألا يدخل فى معارك يعرف أنها ستقلقه فى أواخر أيام حياته بسبب هذه المذكرات فقرر أن يتركها لأولاده ينشرونها بعض رحيله كما قلنا من قبل،وإن صح هذا الاحتمال فسوف يتحول هذا الإرث إلى صداع فى رأس أبنائه الثلاثة، معتز رئيس تحرير جريدة الجماهير والمهندس محمد والسيدة منى، بالإضافة إلى السيدة زوجته نائرة محمد أمين عامر، ومن المؤكد أنهم سيتعرضون لضغوط لوأد الفكرة أو على الأقل تنقيحها من الأسماء الموجودة فى السلطة والقضايا العالقة أو تدمير ماتركه الوالد من ذكريات قد تفضح البعض أو تدمر مستقبل البعض الآخر وتكشف العديد من الكواليس الغامضة والمثيرة فى منطقتى الحزب الوطنى والبرلمان.
وفى تلك المساحة تظهر أسماء بعينها ربما تكون هى الأكثر خوفا من ظهور أى مذكرات لكمال الشاذلى تحتوى على معلومات وأسرار حقيقية أو وقوع أى ورقة أو تسجيل طائش بخط أو صوت الرجل فى يد الصحافة والإعلام، ولعل أحمد عز أمين التنظيم والرقم الصعب والقوى داخل الحزب الوطنى يوجد على رأس تلك القائمة التى تخشى ظهور مذكرات كاملة وحقيقية لكمال الشاذلى، فلا يخفى على أحد تلك الخصومة الهادئة بين الطرفين، التى قد تدفع كمال الشاذلى الذى يرى أنه فتح الباب لأحمد عز فوجد عز فى مكانه رأسا برأس بعد عدة سنوات يناطحه ويعاديه ويقلم أظافر رجاله فى الحزب إلى أن يكشف القصة الحقيقية للصعود السريع لإمبراطور الحديد ورجل الحزب القوى الآن.
ففى 2004 وبعد أن خسر الشاذلى منصبه الوزارى وتم تجريده من نصف صلاحياته الحزبية لصالح أحمد عز الذى اقتسم مع الشاذلى أمانة العضوية والتنظيم بدأت حرب صامتة بين الطرفين أو ماعرف وقتها بمعركة الحرس القديم والجديد، وفى الوقت الذى حاول الشاذلى فيه أن يتمسك بالقطعة الوحيدة التى تربطه بالسلطة وهى أمانة تنظيم الوطنى فوجئ الرجل بأحمد عز يسيطر ويتوغل ويحصل على أمانة التنظيم ويضع حداً لنفوذ الشاذلى داخل الحزب عام 2005، ومهما حاول البعض تخفيف حدة عملية التفتيت هذه على كمال الشاذلى فلن ينجح فى أن ينكر غضب الشاذلى من مصيره، خاصة أنه هو كان صاحب الفضل فى التحاق عز بالحزب الوطنى فى انتخابات 1995 ومن وقتها وعز يتقدم ليأكل من نصيب الشاذلى فى كعكعة الحزب قطعة قطعة ببطء وهدوء حتى أزاح الشاذلى، ثم بدأ فى إزاحة رجاله فى الحزب وفى المنوفية، مثلما استبدل كل المرشحين السابقين للحزب الوطنى وجاء بكل المناصرين له وتمكن من استبعاد حسن حميدة محافظ المنوفية السابق الذى كان على علاقة قوية بكمال الشاذلى ويشارك فى المجىء باللواء سامى عمارة محافظاً للمنوفية وإزاحة أمين الحزب الوطنى فى المنوفية سامى ياسين والمجىء بالدكتور مغاورى شحاتة رئيس جامعة المنوفية السابق الذى رفض الشاذلى من قبل ترشيحه على قوائم الحزب الوطنى وقام بإبعاده من رئاسة جامعة المنوفية، ليعود مغاورى على يد أحمد عز كأمين لتنظيم الوطنى.
كل هذه المعارك الخفية وأكثر منها تبدو أسباباً منطقية لأن يكون عز فى مرمى نيران مذكرات كمال الشاذلى بذكر الكثير من أسرار وتفاصيل رجل الحديد القوى ورحلة صعوده داخل الحزب الوطنى، وربما يكون للشريك الآخر فى عملية تفتيت إمبراطورية الشاذلى السلطوية الدكتور مفيد شهاب نصيب من نيران تلك المذكرات بعد أن حصل على حقيبة كمال الشاذلى البرلمانية وقيل وقتها إن مفيد شهاب جاء ليهدم مابناه الشاذلى فى 30 عاماً، وهو الكلام الذى لم يعجب كمال الشاذلى وحاول الرد عليه بدلوماسية أعاد فيها الرأى والحكمة والمشورة كعادته إلى القيادة السياسية، ولكن يبدو أن غضب الشاذلى على مفيد شهاب كان قد أسمع مفيد شهاب وأقلقه لدرجة دفعته لأن يداوم على التصريح فى كل مناسبة بأنه جاء مكان كمال الشاذلى بناء على تعليمات القيادة السياسية ولم ولن يكون فى يوم ما وسيلة أو أداة لضرب كمال الشاذلى.
الخائفون
يوسف والى وزير الزراعة الأسبق كان شريكاً منذ البداية لكمال الشاذلى فى أعمال الحزب الوطنى وارتبط اسماهما كثيراً بالاختيارات التى دائماً ما أشعلت الخلافات، كما ارتبط اسماهما بمجاملات اختيار المرشحين، ومن المؤكد أن شخصا مثل يوسف والى يخشى كثيراً من لحظات الحقيقة التى قد يذكرها الشاذلى فى مذكراته فى إطار مراجعة الذات وتطهيرها، الدكتور فتحى سرور رئيس مجلس الشعب هو الآخر ربما يكون ضمن قائمة الأكثر خوفاً من ظهور مذكرات حقيقية وصادقة لكمال الشاذلى لأنه بالتأكيد سيكتب عن براعته فى السيطرة على المجلس وسيذكر كيف كان يحرك النواب بغمزة عين ورفعة حاجب وهى تفاصيل تدين الدكتور سرور وتكشف عن كون الشاذلى كان الرئيس الفعلى للبرلمان كما كان يتردد.
الأسماء الثلاثة السابقة يمكنك أن تعتبرها نماذج لأسماء أخرى مختلفة داخل السلطة تخشى من مذكرات كمال الشاذلى الذى كان مضطلعاً وقريبا من مجريات الأحداث ومثلما تشكل هذه الأسماء نماذج لرجال فى السلطة يمكن الإشارة إلى النائب عبدالرحيم الغول كنموذج للنواب الذين اعتمد الشاذلى وجودهم داخل المجلس وكانت لهم أدوار محددة، وبالتأكيد لن تكون هذه الأسماء فى حالة رضا حينما تقرأ تفاصيل تحريكها كقطع الشطرنج وكيف تحولوا إلى أدوات ينفذ بها كمال الشاذلى الأوامر الحكومية مقابل حصولهم على مايرضيهم، أو حتى مقابل ضمان تواجدهم داخل المجلس، وعلى نفس المنوال ستجد أن الكثير من رجال الأعمال القريبين من الحزب أو النواب فى حالة خوف من ذكر أى تفاصيل حقيقية فى مذكرات الشاذلى عن دورهم ومقابل تواجدهم داخل الحزب أو البرلمان، وبعيدا عن أهل السلطة والحزب والبرلمان يمكنك أن تضيف نموذجا آخر للأشخاص الخائفين من ظهور مذكرات كمال الشاذلى، وهذا النموذج ربما يكون فضائحيا أكثر من سابقيه لأنه يرتبط برجال الأحزاب المصرية الذين قدموا أنفسهم للناس كمعارضين أبطال.
فى مذكرات رجل مثل كمال الشاذلى اشتهر وانتشر عنه فى فترات عزه أنه كان مهندس صفقات الأحزاب أو اتفاقات المعارضة مع الحكومة والحزب، يمكنك أن تجد الكثير من الحكايات عن أمور تنصل منها كبار رجال هذه الأحزاب وكبار المعارضين فى مصر، خاصة أولئك الذين تزامن وجودهم مع وجود كمال الشاذلى فى بؤرة الأحداث والسيطرة عليها مثل خالد محيى الدين وإبراهيم شكرى ورفعت السعيد ومحمود أباظة وضياء الدين داوود وغيرهم من رجال الحركات السياسية الذين ظل كمال الشاذلى يلعب معهم دور الوسيط وحلال العقد مع النظام.
إذن نماذج كثيرة ومختلفة ومنتشرة فى مختلف أجهزة الدولة من حقها أن تخاف من مذكرات كمال الشاذلى، فالرجل لم يكن سياسيا عاديا أو مجرد حامل حقيبة وزارية أو برلمانية، فلقد كان شريكاً أساسياً فى صناعة هذا النظام وصناعة رجاله وأدواته وشخوصه، ولا يوجد أحد يمكن أن يخاف أهل السلطة من حكاياته وأسراره أكثر من هذا الذى ساهم فى بناء المنظومة الفاسدة ووضع قواعد فسادها، ولا يوجد شخص يمكن أن يخاف منه أى مسؤول على رأسه «بطحة» فساد أكثر من الخوف من الرجل الذى صنعهم أو على الأقل كان شاهداً على رحلة صعودهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.