أكدت صحيفة هاآرتس، الإسرائيلية، نقلا عن مصدر إسرائيلى مسئول أن المفاوضات بين إسرائيل وتركيا تعثرت يوم الخميس الماضى، بسبب رفض إسرائيل الاعتذار عن مقتل عدد من المواطنين الأتراك فى أحداث سفينة "مرمرة" بأسطول الحرية. وتقلت الصحيفة عن المصدر الإسرائيلى الرفيع الذى لم تكشف عن اسمه قوله إن تركيا رفضت من جانبها الالتزام بعدم اتخاذ أى إجراءات قضائية ضد جنود الجيش الإسرائيلى والإقرار بأن عناصره الذين شاركوا فى هذه الأحداث كانوا فى حالة الدفاع عن النفس، موضحا أن الفجوات بين مواقف تل أبيب وأنقرة لا تزال كبيرة، مشيرا إلى أنه من السابق لأوانه الإعلان عن فشل المفاوضات. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن تركيا رفضت اكتفاء إسرائيل بالإعراب عن أسفها وحزنها على الضحايا الأتراك الذين قتلوا خلال الهجوم الإسرائيلى على أسطول الحرية فى مايو الماضى، وتحاول إجبارها على الاعتذار لمقتل 9 أتراك ودفع تعويضات لعائلات الضحايا والمصابين مقابل موافقة حكومة أنقرة على عودة تطبيع العلاقات مع تل أبيب خلال أشهر. وأوضحت صحيفتا هاآرتس ويديعوت أحرونوت وإذاعة صوت إسرائيل، أن نائب رئيس الوزراء التركى كاميل جيجيك أكد أن الحكومة التركية تدعم المحادثات التى جرت الأسبوع الماضى فى العاصمة السويسرية جنيف بين الإسرائيليين والدبلوماسيين الأتراك، لتحسين العلاقات بين البلدين التى تدهورت منذ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 2008، والهجوم الإسرائيلى على السفينة "مرمرة" المرافقة لأسطول الحرية، الذى كان يهدف لكسر الحصار عن قطاع غزة. وأشار الإعلام الإسرائيلى إلى أن كاميل جيجيك، نائب رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان، أكد أن بلاده مستعدة لعودة تطبيع العلاقات مع إسرائيل خلال أشهر مقابل اعتذار تل أبيب وليس الاكتفاء فقط بالأسف، ولكنه أعرب فى نفس الوقت عن توقعاته بأن العلاقات بين البلدين لن تعود إيجابية مرة أخرى قريبا بسبب وجود خلافات داخل الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتانياهو الذى يدعم عودة العلاقات مع تركيا مقابل الاعتذار، فى حين يعارضها بشدة وزير الخارجية المتطرف أفيجدور ليبرمان ووزير الدفاع إيهود باراك. الجدير بالذكر، أن اجتماعات المصالحة بين إسرائيل وتركيا عقدت فى جنيف، وبدأت بعد أيام من وصول المساعدات التركية إلى إسرائيل للمشاركة فى جهود إخماد حرائق الكرمل المنتشرة فى شمال البلاد، وقيام رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو، بتوجيه الشكر إلى نظيره التركى رجب طيب أردوجان، وإعراب إسرائيل عن رغبتها فى عودة علاقاتها الجيدة مع تركيا.