انتقد الشاعر سعد عبد الرحمن المدح الزائد فى أدب نجيب محفوظ، قائلاً: أخشى أن يتحول أدب محفوظ إلى وثن نقدسه، مشيراً إلى أن كل الندوات التى تنعقد للاحتفال بنجيب محفوظ تذكر الإيجابيات فقط، وهذا غير صحيح لأن كل روائى يحتمل أدبه الإيجابيات والسلبيات. جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت مساء أمس بمكتبة مبارك العامة تحت رعاية الهيئة العامة لقصور الثقافة، وحضرها كل من الروائى قاسم مسعد عليوة والناقد الدكتور مصطفى الضبع، وحسين حمودة، والشاعر سعد عبد الرحمن، وأدارها الناقد حمدى سليمان. وقام الروائى قاسم مسعد عليوة بتقديم مسودة مقارنة لأوجه التشابه والاختلاف بين "ثلاثية" نجيب محفوظ و"ملحمة السراسوة" لأحمد صبرى أبو الفتوح، مشيراً إلى أنه اختار هاتين الروايتين لقياس الفرق الذى طرأ على رواية الأجيال بعد مرور أكثر من نصف قرن بينهما. وقال عليوة، إن أوجه الاتفاق بين الروايتين تكمن فى تأريخ كل منهما للطبقة الوسطي، حتى أن الأزمنة والوثائق التاريخية التى اعتمدوا عليها واحدة، بالإضافة لاستعمالهم الشعر والمجاز والتشبيه. كما أوضح عليوة أوجه الاختلاف فى المدى الجغرافى فملحمة السراسوة تناولت شرق الدلتا بأكمله، أما الثلاثية فكانت تدور أحداثها فى القاهرة فقط، كذلك الموقف من المرأة فكان فى الثلاثية مرة يصفها بالمستكينة أو الغيورة والمستهترة، أما فى الملحمة فقدم المرأة كنموذج إيجابى ويحترم رأيها. بينما قال الناقد الدكتور حسين حمودة، إن أغلب كتابات نجيب محفوظ اقترنت بالمكان، وظهر ذلك فى بعض عناوين روايته مثل رواية قصر الشوق، وخان الخليلى، مضيفاً أنه كان للزمان أيضاً تأثير لا يقل أهمية عن المكان.