لم تنته المعارك الأدبية حول كتاب قصيدة النثر" صيد وحيد" الصادر حديثا مع عدد مجلة إبداع السادس عشر، التى تصدرها الهيئة العامة للكتاب ويرأس تحريرها الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى، إذ انتقلت المعركة هذه المرة إلى صفحات الكتاب الجديد " صيد وحيد" بين الشاعر حسن طلب نائب رئيس تحرير مجلة إبداع، والشاعر البهاء حسين الذى قام بتجميع قصائد النثر للكتاب. فى مقدمة الشاعر حسن طلب لديوان " صيد وحيد" المرفق مع المجلة، أشار إلى اختياره للشاعر البهاء حسين من أجل تجميع قصائده النثرية، مؤكدا على أن الضجيج الذى ثار حول قصيدة النثر، كشف خلو الساحة من كتاب يضع الحكم النهائى لقراء الشعر على هذه القصيدة، ويشير طلب فى المقدمة إلى إشفاقه على البهاء حسين من تصديه لتحمل هذه المسئولية، لما قد يتسبب له من حرج إزاء قيامه بالاختيار من شعر أقرانه. وعاب حسن طلب على البهاء حسين حديثه بلسان المطرود من حظيرة المؤسسة، رغم أنه نشر فيها سائر أعماله، حيث ذكر طلب فى نفس السطور أن للبهاء حسين 7 دواوين، منها 4 صدرت عن قصور الثقافة كان آخرها ديوان " آثار جانبية للسعادة"، وكذلك ديوان " عود ثقاب أخير" عن الهيئة العامة للكتاب، مشيرا إلى أن دراسته عن بهاء طاهر صدرت أيضا عن المجلس الأعلى للثقافة وهى ثمرة أطروحة الدكتوراه التى كان قد أتمها عام 2006. ويؤكد حسن طلب على أن الهجوم على المؤسسة ليس حال البهاء وحده، وإنما هو حال كثيرين غيره، قائلا: كنت أرجو أن يتأنى وحسبته سينظر ليبصر كيف أن شعراء قصيدة النثر لهم من يمثلهم اليوم فى بيت الشعر، وفى لجنته، ودواوينهم يتم نشرها فى مؤسسات وزارة الثقافة، كما كانت قصائدهم تنشر فى الإصدار الثانى من " إبداع" خلال التسعينات. ويضيف طلب: لا يكون العداء كما أفهمه إلا بين الشعراء الحقيقيين – تفعليين أو نثريين أو حتى عموديين وبين غيرهم من الشعراء غير الموهوبين اللهم إلا فى فنون الدعاية والنفاق واقتناص الفرص، باسم الشعر، ومالم يقف لهم سائر الشعراء الأصلاء، سيتكاثرون كالسرطان ليأتوا على آخر خميلة فى حديقة الشعر. ويعود طلب ليؤكد على محبته للبهاء حسين فى آخر مقدمة الديوان قائلا: ليطمئن صديقى البهاء، هو ومن أحببت شعرهم من شعراء قصيدة النثر، فليس من أحد سينازعه الفضل فى قنص هذا الصيد الوحيد، ولم تقم إبداع إلا برسالتها التى حاولت أن تؤديها بالأمس، كما يؤكد طلب على أنه لم يجد فى " صيد وحيد" إلا قصائد معدودات إذا ما أحصيناها على أصابع يد واحدة، فربما بقيت لنا أصبع وحيدة، ستظل ممدودة تشير إلى شمس الشاعر التى تلفح البحر. فيما جاءت مقدمة الشاعر البهاء حسين خالية من الرد على هذا الهجوم، نظرا لكتابته لها قبل مقدمة طلب، حيث أكد حسين ل "اليوم السابع" على اعتزازه بصداقة الشاعر الكبير حسن طلب، مشيرا إلى أنه سوف يرد عليه ردا شاملا فى الطبعة الموسعة الجديدة التى سوف تقوم الهيئة العامة للكتاب بإصدارها من " صيد وحيد" قريبا، عن إحدى السلاسل الخاصة بها، أو عن إحدى سلاسل هيئة الكتاب. واحتفى عدد مجلة إبداع بعدة ملفات منها فوز ماريو بارجاس يوسا بجائزة نوبل، والراحلين عدلى رزق الله ومحيى الدين اللباد، وكذلك بمجموعة من قصائد النثر من خلال الديوان الذى يحمل عنوان صيد وحيد، واختار فيه الشاعر البهاء حسين مجموعة من أشعار 19 شاعرا من شعراء قصيدة النثر، وهم إبراهيم داوود، وأحمد يمانى، وأشرف يوسف، وأسامة الدناصورى، وتامر فتحى، وجيهان عمر، وحسن خضر، وزهرة يوسف، وعاطف عبد العزيز، وعلاء خالد، وعماد أبو صالح، وعماد فؤاد، وفاطمة قنديل، وفتحى عبد السميع، وكريم عبد السلام، ومحمد خير ومحمود خير الله، ومحمود قرنى وميلاد زكريا. وأشار الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى فى مقدمة المجلة إلى أزمة النشاط الثقافى برحيل المبدعين الكبار مثل فاروق عبد القادر وأسامة أنور عكاشة، وعفيفى مطر وكمال نشأت وعبد المنعم عواد يوسف، وعدلى رزق الله، ومحيى الدين اللباد، ويشير حجازى فى المقدمة إلى تراجع التعليم، وتراجع العقل ودعا حجازى إلى تفعيل دور المثقف، مؤكدا على أنه حارس القيم، مؤكدا على أن هذا الرحيل الجماعى للمبدعين يدق أجراس خطر داعيا أن ينهض الجميع من رقدته لإعادة الثقافة.