خيط رئيسى يجمع بين معظم قصص مجموعة "فتاة ليل" للكاتبة ماجدة إبراهيم، رصد للعلاقة بين المرأة والرجل، فى صورة من الكتابة المنتمية للأدب "النسوى". تطرح الكاتبة هذه العلاقة بعرض التجارب الحياتية، من خلال وجهة نظر الأنثى المقهورة من الأهل والمجتمع. لتجسد بطلة الشخصية فى قصة "جدتى"، ما يمارس على الفتيات من عمليات نفسية أكثر منها عملية جراحية، حيث تخضع البطلة ذات التسع سنوات لعملية ختان، ولا تتدخل الجدة، وكيف رسمت الكاتبة صورة لتدفق الدم من الجرح، الذى لا تعرف الطفلة موضعه. "ربع رجل"، قصة أخرى تروى كيف تتفانى الزوجة الشابة فى خدمة زوجها المريض، وكيف يقابل الزوج جهدها، بالضرب والحرمان، كما نرى فى قصة "رقصتى الأخيرة"، الفتاة التى تخفى عن أهلها أداءها لرقصة فى مسرحية فرقة الجامعة، خوفا من العقاب، رغم حبها للرقص والتمثيل. الوصول إلى الحب هو الشاغل المؤرق لأبطال المجموعة على اختلاف شخصياتهم، فنرى وفاء فى قصة "فتاة ليل"، تمنح جسدها لكثير من الرجال، إلا أنها تتمنى أن تعيش الحب كامرأة عادية، وأن تحمر خجلا من الإطراء، وتذوب أذناها لوقع كلمات الغزل. قصة "سائق التاكسى" تجسد حالة أخرى من حالات الحب المرفوض داخل المجتمع بين السائق وندى المرأة المتزوجة، وقصة "الفارس الأول" تندم فيها البطلة، لأنها أجرت عملية جراحية لاستبدال الشرايين المسئولة عن إحساس القلب بالحب، بأخرى صناعية لا تمد القلب بأى مشاعر، لتقى نفسها من ألم الحب. "عشرون مشهداً فى حياة شاب" هو عنوان القصة الثامنة فى المجموعة، وهى بمثابة رواية قصيرة، فتقع فى أربعين صفحة، وتضم عشرين مشهدا من حياة شاب، فى فترة زمنية تمتد من طفولته فى أواخر السبعينيات حتى سنة 2008، وفى أماكن مختلفة من القاهرة والشرقية. تطرح القصة ما شاهده الشاب فى حياته، وأثر على ذاكرته، لكنه يخفيه عن الناس، ولا يستطيع أن يحكيه إلا لطبيبه النفسى. خيبة الأمل والموت هو ما يميز نهايات عدد من قصص المجموعة.