سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الداعية عمرو خالد يرد على اتهامه بالترويج ل«الوطنى» فى الانتخابات: قبلت دعوة جمعية «المحجوب» لأنى عايز أوصل رسالتى ل«المحرومين».. واللقاء ماكنش فيه أى لافتة انتخابية
◄◄ من يهاجموننى الآن لا يملكون الشجاعة لدعوتى سابقاً خوفاً من المضايقات الأمنية.. وأنا حزين ممن يناضلون من أجل توصيل صوتهم للمواطنين ويمنعوننى ◄◄ تعليمات أمنية منعتنى من العمل الجماهيرى لمدة 8 سنوات لكننى لم أيأس وأسعى للتواصل مع الناس لم يكن مرشحاً، كما أنه لا ينتمى إلى أى من الأحزاب أو القوى السياسية، لكن الانتخابات البرلمانية الحالية، جعلته فجأة ضمن جملة سياسية ليست مفيدة، بعدما شن عدد كبير من السياسيين والنشطاء بل والمواطنين، هجوماً على الداعية الإسلامى الدكتور عمرو خالد، لتلبيته دعوة لقاء جماهيرى برعاية مؤسسة الإسكندرية للتنمية التى يترأسها اللواء عبدالسلام المحجوب وزير التنمية المحلية، ومرشح «الوطنى» على مقعد الفئات فى دائرة الرمل.. المنتقدون اعتبروا ما حدث صفقة بين أجهزة الأمن والحزب الحاكم لعودة عمرو خالد لندواته ولقاءاته الجماهيرية مقابل الدعاية والترويج للحزب ومرشحيه فى الانتخابات، وأولهم المحجوب. لكن صاحب الأزمة له منطق يحترم فى هذا الخصوص، وهو أنه صاحب رسالة ودعوة تحمل شعار «خلوا بينى وبين الناس»، وتقوم على التواصل «ربانياً» و«إيمانيا» بين المواطنين بعيداً عن «السياسة» و«التحزب»، وإذا كان هو ممنوعاً أمنياً من ذلك، فلماذا لا ينتهز الفرصة التى جاءته لإيصال صوته بحرية، طالما لا تخالف ثوابته ولا تروج لأحد؟ .. «اليوم السابع» حاورت الداعية عمرو خالد حول الأزمة الأخيرة ◄◄دون مقدمات.. احك لنا عن الفيديو الذى تم بثه، ويؤكد عودتك للعمل الدعوى الجماهيرى فى مصر عبر مؤسسةالإسكندرية للتنمية التى يرأسها اللواء عبدالسلام المحجوب ومرشح الوطنى على مقعد الفئات؟ - أنا فى الأساس راجل صاحب رسالة وبدأت الدعوة من المساجد والجامعات والأندية، قبل ظهورى فى التليفزيون، وأنا لست إعلامياً ولست منتجا إعلاميا، ورسالتى قائمة على 3 مراحل: الإيمان، والأخلاق، والتنمية، وهى نفس الرسالة التى بدأت بها منذ سنوات على «دكة» صغيرة بمسجد الحصرى فى شارع من شوارع منطقة العجوزة، أكلم الشباب والفتيات بالآلاف، ونرى التأثير والتفاعل وجهاً لوجه، ثم حيل بينى وبين الشباب لمدة 8 سنوات. ◄◄ لكن هناك بعض الأمور الملتبسة والغامضة فى هذا الأمر.. يعنى لماذا الربط بين هذه الجمعية وتوقيت الدعوة التى وُجهت إليك وبين اللواء عبدالسلام المحجوب وزير التنمية المحلية ومرشح الحزب الوطنى فى نفس الدائرة، ثم لماذا فسرها البعض بأنها دعاية انتخابية للأخير؟ - أولاً «أنا مش جاى أعمل دعاية انتخابية لحد».. فهذا غير صحيح، كما أن المحجوب لم يحضر على الإطلاق، ولم يتم تعليق أى لافتة أو يافطة انتخابية تحمل اسمه أو اسم أى مرشح غيره، كما أننى لم أتحدث فى أى أمور من هذه، ثانياً هناك فرق كبير بين الأوهام والحقائق، فالأولى هو ما يتم ترديده، والأخيرة هو ما حدث بالفعل فى اللقاء، وانظر للفيديو الذى يصور ما حدث داخل الجمعية فستكتشف الأمر بنفسك. ◄◄ تقصد أن تقول: «انظر واحكم.. ماذا قال عمرو خالد أولاً، ثم افعل ما شئت»؟ - بالضبط.. أنا عملى كما قلت لك سابقاً دعوى بالأساس، المحاضرة حملت عنوان «كيف ترتقى عند الله بالرحمة والأخلاق وعمل الخير»، فأنا لا أرغب فى الدعاية أو الترويج فى الانتخابات، وأكبر دليل أيضاً أن اللقاء لم يحضره أهالى المنطقة فقط، بل جاءت أتوبيسات حاشدة من القاهرة والمنصورة وبورسعيد، بجانب أهل الإسكندرية كلها، وتزاحم ما يقرب من 15 ألف مواطن، وهذا ما أكدته أيضاً من قبل بأن «الفرق كبير بين أنك تتكلم وعينك فى عين الناس وبين أنك تخاطبهم عبر التليفزيون» وأنا مُصر على رسالتى وعلى توصيلها. ◄◄ لكنك حتى الآن لم تُجب عن أسئلتى ولم توضح لنا سبب الربط بين استخدام اسمك ودعوة الجمعية فى الترويج لمرشح الحزب الوطنى، لماذا ألصقوا الدعوة به؟ لماذا اللواء عبدالسلام المحجوب بعينه؟ ولماذا أيضاً الوطنى وليس أى حزب آخر؟ - أنا لست مسؤولاً عن فكرة الربط، وهذه السؤال لا يوجّه لى، وإنما أنا مسؤول عن دعوة جمعية مجتمع مدنى تقوم بعمل محترم لتشغيل الشباب و«أنا عايز أوصل رسالتى اللى محروم منها»، وأنت المفروض تسأل السؤال بالعكس: لماذا لم يتقدم من يهاجموننى الآن بطلب لدعوتى؟ ولماذا ينتقدون حملاتى الآن؟ ألم تسفر هذه الحملات عن محاربة التدخين والبطالة، وأنتجت شبابا مهتما بدينه ووطنه؟! ◄◄ هم لا يملكون الشجاعة على هذه الخطوة خوفا من المضايقات الأمنية؟ - «خلاص.. إذا كانوا هم لا يملكون الشجاعة على الدعوة، فأنا أملكها للتلبية».. وهل هذه هى أزمتى؟ أنا فى النهاية «حر» من التيارات السياسية والقضايا الانتخابية.. راجع كلامى فى اللقاء، أنا أتحدث عن علاقة الفرد بربه عبر الأخلاق والإيمان، وشعار «خلوا بينى وبين الناس».. هذا الشعار الذى كنت دائماً أقرأ عنه فى الكتب، أيقنت أهمية ومعنى هذا الشعار طوال ال8 سنوات الماضية «أن تشعر أن صوتك محبوساً»، وأنا حزين من بعض التيارات التى تناضل من أجل توصيل صوتها للمواطنين، وعندما أحاول أنا توصيل صوتى يمنعوننى، رغم أنى مطالب شرعاً بالتواصل مع الناس وطرق الأبواب، وأمتلك الشجاعة والإصرار على ذلك. ◄◄ كيف وأنت تقول إنك تناضل من أجل ذلك، وإنك استغللت الفرصة السانحة لذلك؟ - بمعنى أن المصلحة الشخصية والتصرف البرجماتى النفعى لعمرو خالد، ضد تلبية دعوة سياسية مثل هذه، لأنى ببساطة موجود فى مصر، وأنت أجريت معى كثيرا من الحوارات فى الفترة الأخيرة، كما أن أبنائى يُقيمون فى مصر ويتعلمون فى مدارس مصرية، وأتمتع بحرية الدخول والخروج الآمن للبلاد، بل إننى صورت جزءا من برنامجى السابق «مجددون» فى القاهرة تحت سفح الأهرامات، كما أننى أتقاضى أموالا على البرامج الفضائية، لكنى لا أتقاضى مليماً من الندوات واللقاءات الجماهيرية مهما بلغ عدد الحاضرين والمواطنين، لأننى قطعت عهداً على نفسى بألا آخذ أجراً مقابل ذلك طوال تاريخى، وجالس داخل الاستديو وتحت «التكييف» ومياه معدنية.. وبالتالى فأنا مصلحتى البرجماتية الشخصية ضد هذه اللقاءات، لكن عمرو خالد صاحب الرسالة يظل متضررا. ◄◄ لماذا تم تغيير مكان عقد اللقاء، هل بسبب الزوبعة والهجوم الذى حدث أم أنها ترتيبات أمنية؟ - نحن (أنا والجمعية) كنا نتوقع أن يكون عدد الجماهير حوالى 5 آلاف لكننا فوجئنا باتصالات مهولة من محافظات أخرى، ترغب فى الحضور، وهو ما سيعنى غلق الشارع بالكامل بسبب التزاحم وهو ما يتسبب فى أزمة مرورية، وهنا ظهر اتجاهان، الأول: تأجيل الموعد بسبب سفرى لأداء فريضة الحج أيضاً، والأخير البحث عن مكان آخر، وتم الاتفاق على الحل الأخير، فتحركت الجمعية مشكورة، ولإيجاد البديل بطاقة استيعابية تصل ل15 ألف مواطن، ونجحت فى حل الأزمة فى أقل من 24 ساعة. ◄◄ الجميع يريد أن يعلم منك تفاصيل الدعوة، والاتصالات التى تمت بينك وبين الجمعية فى هذا الإطار، وهل كان لأجهزة الأمن أى دور فيها؟ - لم يحدث أى اتصال أمنى أو حزبى على الإطلاق، البداية كانت من الدكتور كرم كردى نائب رئيس الجمعية، عرضوا علىّ الفكرة، وتواصلت معهم، وكانت الأزمة فى التوفيت بسبب سفرى لأداء فريضة الحج، هل ستكون بعده أم قبله، وهل هناك دعوة رسمية، وليس مجرد رغبات مثلما كان يحدث طوال ال8 سنوات الماضية، حتى تأكدت من رسمية الدعوة. ◄◄ لكن ماذا عن فكرة خروجك بفيديو كليب على الجماهير من على جبل عرفات تبث فيه خبر عودتك، وهل توقعت أن يثير ذلك زوبعة كما حدث؟ - هذا الفيديو تم تسجيله وأنا على جبل عرفات قبل غروب الشمس بحوالى ساعة، وبالتالى سجل فى أكثر لحظات «القرب» و«التجلى»، وصليت صلاة استخارة وتشاورت مع عدد من المقربين لى، والحمد لله نتائج اللقاء كانت مبشرة وتدل على أن الله لا يخيب من يدعوه فى هذا المكان وهذا التوقيت، وتم تسجيله هناك بسبب ضيق الوقت، ورغم عدم الدعاية بشكل كاف باستثناء ما قامت به الجمعية وما نشرته على موقعى «عمرو خالد دوت نت»، فإن الحضور الجماهيرى كان مفاجأة. ◄◄ أظن أنك قرأت ما ذكره الدكتور صبحى صالح مرشح الإخوان المنافس للمحجوب على نفس المقعد، من كونك تربيت على يد الإخوان، لكن الجماعة ليست مسؤولة عن تحولاتك فيما بعد.. فما ردك؟ - أنا أحترم الجميع وأقدر الجميع، وليس الدكتور صبحى صالح فقط، بل كل من يمثل الإخوان المسلمين، لكن فى النهاية أنا رسالة مستقلة لها خصوصيتها، التى تخاطب الأمة كلها، وليست جماعة مهما كانت كبيرة ومؤثرة، كما أننى تعلمت ألا أجرح الناس، وبالتالى فأنا لا أحمل لهم إلا كل خير، وأرجعك مرة أخرى إلى بداية حديثى فى اللقاء بأننى لست مع أحد ولا ضد أحد. ◄◄ وماذا عن تربيتك الإخوانية وتحولاتك فيما بعد؟ - مستحيل أن تجد شخصا تعلم فى جامعة القاهرة فى ثمانينيات القرن الماضى ومهتما بالأمور الدينية، دون أن يحتك بالإخوان المسلمين ويتقرب منهم، فهذا شىء طبيعى ومنطقى ومفيد، لكن كما قلت لك: رسالتى قائمة على التواصل مع جميع الفئات، فهى تتحدث عن الإيمان وعن الخير وصناعة الحياة من أجل الطريق إلى الله، وذلك فأنا أكون غير واع لو قيدتنى رسالتى العامة بجماعة خاصة. ◄◄ ومن المسؤول عن هذا التوقف.. وهل الفاعل مجهول؟ - بحدة: لا، بأوامر أمنية توقف العمل الدعوى بينى وبين الجماهير.. خلال ال8 سنوات لم أيأس، ولم أكتف بكونى شخصية إعلامية ولا هذا هدفى، بل هدفى أن أكون صاحب رسالة التأثير الأكبر فيها عبر التواصل، وليس عبر «الريموت كنترول» فى التليفزيون، ومن وقتها وأنا أطرق الأبواب لتوصيل رسالتى.