كعادة عمرو خالد يخرج عن صمته بمفاجأة أحيانا وبصدمة في أحيان أخرى يعقبها موجة من الأحاديث الصحفية التي ربما تخرج في نصوص منقولة من بعضها البعض خاصة وأنها تحمل إجابة واحدة من رجل يتمتع بذكاء وقدرة علي الردود الدبلوماسية ..يرفض أن يعطيك فرصة لاستفزازه فهو شخصية عنيدة للغاية ....حاولنا خلال هذا اللقاء أن نخرج مع الدكتور عمرو خالد عن الدائرة التي رسمها للأحاديث الصحفية مما دفعه أن يصفنا في بعض الأحيان خلال الحوار أننا ضمن تيار يهاجمه وربما كان هذا الأسلوب في أن نفتح صفحات جديدة ونطرح رؤية وأوسع وأكثر صراحة حول دافع عمرو خالد للذهاب إلي لقاء الإسكندرية للمحاضرة في ضيافة مؤسسة يرأسها مرشح الحزب الحاكم ومع حملة الانتقادات الواسعة من محبيه قبل التيارات السياسية ومعارضيه. إلا أن خالد تمسك بالقول الداعية الناجح من يتمسك بالفرص فوضع مجموعة من الشروط التي تمكنه من الإمساك بمنتصف العصا حيث اشترط عدم حضور المحجوب مرشح الحزب الحاكم وخلو سرداق اللقاء من أي لافتة انتخابية أو هتاف انتخابي أو يقوم هو بتحديد عنوان ندوته التي لن تخرج عن ندوة إيمانية- أخلاقية .. فخرج خالد من ندوة وقد غير وجهة نظر كثيرون ممن انتقدوه ونجح في إرضاء من يملك منحه الاستمرار في إقامة الندوات وسط جمهوره . وعن أسباب قبول هذا اللقاء الذي أثار غضب محبيه يقول عمرو خالد للدستور الأصلي : منذ 20 أكتوبر 2002 وأنا لم أستطيع التواصل مع الناس وجها لوجه وكانت طريقة التواصل الوحيدة هي الإعلام علما بأنني لست إعلاميا ولا أحب أن أوصف بأنني إعلامي مع احترامي لكل الإعلاميين والإعلام.. لكن أنا رسالتي قائمة علي التواصل مع الناس بشكل مباشر وطوال الثمانية سنوات كنت أعلن دائما أنه إذا جاءتني دعوة رسمية سأذهب فورا بشرط إلا تكون من تيار حزبي وأي دعوة دون ذلك سألبيها دون شروط ، وبالتالي أنا متعود منذ 8 سنوات إلا يمر شهر إلا وتأتي لي دعوات وأقبلها طالما مؤسسة مجتمع مدني أو جامعة أو مسجد أو نادي حتي جاءتني الدعوة وطبعا لبيتها ". وأضاف " أنا داعية ومطلوب مني التواصل مع الناس وهذا واجبي الشرعي ..وقبلت الدعوة لأن رسالتي هي "خلوا بيني وبين الناس" وهي الرسالة التي سمعتها وتعلمتها من الرسول صلي الله عليه وسلم وأنا أدرس السيرة النبوية وظل الرسول يردد طيلة 13 عام "خلوا بيني وبين الرسول " ولم أكن أشعر معناها حتى عشتها 8 سنوات ،لأن لقطة الإسكندرية صغيرة في موضوع له أبعاد 8 سنوات ". وحاول خالد شن هجوم علي من يدعوه لعقد ندوات طيلة السنوات الثماني الماضية رغم علم الجميع بأنه ممنوع أمنيا وقال أين كانوا من يهاجمونني قبل دعوتي للقاء الإسكندرية وأرجع موافقة الأمن علي لقاء الإسكندرية إلي أن هناك الظروف والمتغيرات تتغير ولا تتوقف علي حال والسؤال لا يوجه لي ولكن يوجه لكل الأطراف الأخرى . وحول علاقته بالجهات الأمنية التي منعته طيلة السنوات الثماني الماضية ثم دفعت به للقاء الإسكندرية وهل ستسمح له بإقامة ندوات الفترة القادمة قال :ليس في يدي أي شيء ولم تصلني وعود من أحد ولكني تعلمت من القرآن الكريم "طرق الأبواب "وأنا لست مسئولا عن التواصل مع الأمن ..ولم أتفاوض مع احد من الأمن ولم أتفاوض إلا مع الهيئة الداعية للندوة ..فأنا لم أتعرض في حياتي للتعامل مع الأمن حتى في الدخول والخروج من مصر" وكشف خالد "أنه تلقي العشرات من الدعوات منذ إقامة لقاء الإسكندرية وأن تليفونه لم يصمت منذ ذلك الحين لدعواته لندوات وسيقوم بالأعداد لها فور عودة من اليمن التي يتوجه لها الثلاثاء. وحول احتفاء الحزب الوطني به عبر موقعه الالكتروني رد منفعلا :يعني عايزني أعمل أيه ..ايه المطلوب منى اعمله .. وكشف خالد أنه وضع مجموعة من الشروط لعقد هذا اللقاء الذي دعا إليه وهو في مكةالمكرمة وعن تلك الشروط يقول :كان هناك اتفاق بيني وبين المؤسسة من اللحظة الأولي إلا تكون هناك ورقة دعاية انتخابية ..ولا لافتة دعاية انتخابية ..ولا صالون انتخابي ولا حضور مرشح انتخابي وأن المحاضرة إيمانية –أخلاقية ليس لها علاقة بالسياسية. وأضاف أنا لست مسئولا عن الدعاية خارج سرادق اللقاء وقال: نحن في موسم انتخابات ولو خرجتى الآن من باب بيتي ستجدين عشرات اللافتات وأنا مسئول عن القاعة اللي كنت متواجد فيها فلم يوجد بها لافتة انتخابية ولا مرشح ولا هتاف انتخابي" وردا علي أن من أتي به إلي اللقاء وقدمه هو مدير الحملة الدعاية للمحجوب يقول خالد أنه مدير وأنا مالي ..أنا إيه مشكلتي أنا لست طرف مع أحد ضد أحد ولكن أنا لي رسالتي التي أريد أن أوصلها ومن له مشكلة مع الحكومة فيتكلم هو عن مشكلته .... أنا أريد تقديم قضية ودعوتي وهذا هو همي الأكبر الذي أسعى إليه من خلال طرق الأبواب منذ 8 سنوات وفاتح الأبواب لكل الجمعيات والهيئات والتيارات عدا أن تكون سياسية الأبواب محدش جاب لي دعوة وفرق خالد بين مصلحته الشخصية ومصلحة دعوته وقال مصلحة عمرو خالد الشخصية ليست في اللقاء ولكن مصلحة دعوته في اللقاء بمعني أنني مقيم في مصر منذ 2005 وأولادي في مدارس مصرية وأهله في مصر بيدخل ويخرج من مصر زي ما هو عايز صور برنامج "مجددون " في مصر يتقاضى أموالا عن البرامج الفضائية لكنه لم يتقاضى مليم عن أي محاضرة أو ندوة يحضرها .وبالتالي فمصلحة عمرو خالد الشخصية أن يجلس أمام الكاميرا وفي التكييف ومعندوش مشكلة في الدخول والخروج ولا حتى في الناحية المادية..لكن مصلحة الرسالة أن تكون التواصل وجها لوجه وحول من شن هجوما عليه قال" أنا حزين لتيارات موجودة في بلدنا محرومة أنها توصل صوتها وتشتكي أنها لا تستطيع ذلك فإذا توفر لي أن أوصل صوتي بشكل لا يتنافى مع ثوابتي أن أوصل صوتي يزعل ويعيب عليه وهذا يتنافى مع الموازين الصحيحة والأسوأ أن تحكم علي شيء لم تره فالكل فوجئ بعدم وجود مرشح حزبية ولا لافتة حزبية في اللقاء. وغضب خالد عندما سألته لماذا لم يرجئ الدعوة لمدة أسبوع استجابة لمحبيه أو حتي من باب تجنب الشبهات وقال :من شاهد برنامج "علي خطي الحبيب " سيذكر حلقة "صلح الحديبية وذكرت في تلك الحلقة أن هناك متغيرات وثوابت أحيانا المتغيرات يبقي حولها شبهات وأغلب الناس تحول المتغيرات لثوابت خشية الشبهات في حين أن النبي صلي الله عليه وسلم لم يفعل ذلك ..بل قال لسيدنا علي "امحوها يا علي "وأنا لم أتنازل عن ثوابتي بقبولي تلك الدعوة لم اقل كلمة انتخابية ولم اسمح أن أكون مع مرشح انتخابي في مكان واحد من ثوابتي أن أوصل رسالتي ومن ثوابتي أني لست مع طرف ضد طرف أنا للأمة كلها وأرجع المتغيرات إلي "هناك نزاع سياسي بين أطراف أنا لست طرف فيه ولكن هذا النزاع علي حساب الإنسان وبناءه وأنا كصاحب رسالة عندي خيارات أولها أن أوصل رسالتي فقط عبر التلفزيون أو أنضم لطرف ضد طرف وادخل في النزاع وعندي سكة أخري أن أتحين الفرص التي تعيني علي بناء الإنسان وهذا كان منطقي في الموافقة علي لقاء الإسكندرية إلي جانب أن هناك أمر هام لماذا تقرأ الناس السيرة ولا تسقطها علي الواقع أو تفصلها عنه . وشدد علي أن حاول استغلال الفرصة التي جاءته حتى لا تطول فترة منعه من التواصل مع الجماهير وقال:التوقيت أصل الموضوع فعندما نقول لن نقبل بهذا الوقت وسنقبل في الوقت أخر هنفضل قاعدين زى ما بقالنا 8 سنوات فالزمن جزء من موضوع كبير وعلي الداعية إذا عرضت عليه فرصة خالية من البعد عن الثوابت فلابد أن يستغلها وعليه أن يقبلها ويتحرك حتى لا يظل واقفا خاصة وأن عملية الانتظار ليست شغلتي إلي جانب والحديث مازال لعمرو" معروف عنا منذ البداية أننا مبادرين وهذا يعرضنا لمشاكل كثيرة فعلي سبيل المثال "صناع الحياة " انتقد بشدة في بدايته...وأحيانا تثبت الأيام أننا صح وأحيانا تقول أننا خطأ ولكن تقيم التجربة ككل تجربة متميزة ومحترمة وبها بعض الأخطاء لأنها جديدة في محتواها . وحول علاقته بجماعة الإخوان المسلمين يقول: يندر أن يوجد شاب له ميول دينية التحق بالجامعة فى الثمانينات ولم يتعرف علي الإخوان ويحتك به ولم يستفد منهم ورسالتي منذ بدايتي قبل 15 عاما تكلم جموع الأمة لأنها رسالة عامة وليست خاصة تتحدث عن الإيمان والتنمية والأخلاق وبالتالي لا داعي لإغلاقها علي مجموعة معينة مع احترامي وتقديري للجميع .وأنا احترم الجميع وتعلمت مبدأ عدم التجريح في أحد -ورسالتي الأن رسالة عامة ليست إغلاقها لطرف ضد طرف ولماذا لا نقول أنها رسالة أكبر من الأطراف ومهمة أكبر من الأطراف وهي بناء الإنسان وعلينا أن نخدم جميعا في بناء إنسان ناجح محترم مؤمن لن ذلك في مصلحة الجميع –فدعوني أقوم برسالتي فلا تهدم رسائل الآخرين والمثل الصيني يقول "ليس شرطا لكي تضيء نورك أن تطفي أنوار الأخرين ".فماذا اصمت ولمصلحة من وعلق خالد علي سعادته الغامرة بتلقي دعوة اللقاء مما جعله يترك مناسك الحج ويقف أمام الكاميرا ليذيع الأمر تحت عنوان "مفاجأة سارة " قائلا :كنت فرحان قوي بالجمهور الذي سأقابله ..فأنا تأتي لي دعوات عالمية كثير حيث كنت مؤخرا في اندونسيا وأقيم هناك مهرجان حضره 50 ألف ومن قبله في الأردن وسأذهب إلي اليمن وهذا ما يعني أنني لست متفقد حاجة وبالتالي كنت اللي فرحان به قوي هو لقاء الناس ..وظهر لي في أول لحظة أن أجهزة الإرسال والاستقبال بيني وبين الشباب مازالت سليمة ولم تصدأ رغم طول الفرقة بين وبينهم خاصة وأن التلفزيون آلة صماء وحول دوره في حث الشباب علي المشاركة الإيجابية في المجتمع وكذلك في السياسية يقول :إذا كنتي تتحدثين عن الانتخابات فأنا سأذهب لأدلي بصوتي وأقول وأدعو لكل شاب لازم تذهب للانتخابات وتدلي بصوتك فهذا واجب وطني لازم تشارك فيه ..تنتخب مين هذا موضوع أخر ليس لي به شأن ...لكن انسحاب الشباب من المشاركة في العمل العام خطأ كبير-فالتدريب علي المشاركة في العمل العام يؤدي لمشاركة إيجابية للشباب في تحسين أوضاع البلاد .