سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"س وج" لماذا يعتبر العراق خير البدائل لاستيراد النفط؟.. كيف تمهد الأوضاع السياسية الطريق بين الدولتين لتوسيع حجم الاتفاقيات؟.. وهل بلاد الرافدين قادرة على سد الاحتياجات المصرية؟
بدأت وزارة البترول والثروة المعدنية برئاسة الدكتور طارق الملا، فى تحركات واضحة من أجل إيجاد بدائل للشحنات البترولية بعدما أبلغت شركة أرامكو السعودية الجانب المصرى فى نهاية سبتمبر الماضى بعدم إمداده بالكميات المتفق عليها، وبالفعل لم يتم إرسال شحنات شهرى أكتوبر ونوفمبر، ولا يزال الوضع مستمرًا لحين إشعار آخر، وبناءً عليه تركزت كل الأحاديث على توفير منافذ بديلة من عدة دول، وكانت دولة العراق إحدى تلك البدائل، والتى يعتبرها البعض أنها الأفضل لمصر فى الوقت الراهن لعدة أسباب. أولاً: كيف تُمهد الأوضاع السياسية الطريق بين الدولتين لإبرام الاتفاقيات؟ تعيش العلاقات المصرية العراقية حالة من الاستقرار، ووجود الكثير من نقاط الالتقاء فى وجهات النظر، لاسيما أن الدولتين تركزان فى الوقت الحالى على هدف أساسى يتمثل فى القضاء على الإرهاب، وبناءً عليه لا يوجد أى منع لدى أى طرف فى مساعدة الآخر. ثانيًا: هل هناك بوادر إيجابية لتفعيل اتفاقيات أوسع بين الدولتين مستقبلاً؟ فى 30 أكتوبر الماضى، استقبل الدكتور حيدر العبادى رئيس الوزراء العراقى، المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، خلال زيارة رسمية أجراها للعراق على رأس وفد بترولى لبحث آفاق التعاون فى مجال البترول بين البلدين، وفى اليوم التالى للتاريخ المشار إليه أعلاه، أعلن وزير البترول عن اتفاق مع العراق لاستيراد نفط البصرة الخام لتكريره فى مصر، مؤكدًا أن تكرير خام البصرة ضمن بنود مذكرة تفاهم جرى توقيعها سابقا، بدون الكشف عن تفاصيل جديدة متعلقة ببنود الاتفاقية. واستكمالاً لذلك التقى السفير المصرى فى العراق أحمد درويش وزير النفط العراقى جبار اللعيبى أمس لمناقشة سب التعاون بين البلدين.
ثالثًا: هل العراق قادر على توفير الكميات المطلوبة؟ تستهلك مصر حوالى 75 مليون طن منتجات بترولية وغاز طبيعى، 35% منها مستورد من الخارج، حيث تقدر الفاتورة الشهرية ب800 مليون دولار، وتمثل نسبة إمداد أرامكو السعودية حوالى 40% من المنتجات البترولية المستوردة. وفى 1 أبريل 2016، وقعت مصر تعاقدها مع أرامكو السعودية لتوريد منتجات بترولية خلال 5 سنوات، تتمثل فى 700 ألف طن من البنزين والسولار والمازوت شهريًا ولا يشمل البوتاجاز، وتشمل الشحنات 400 ألف طن سولار و200 ألف طن بنزين و100 ألف طن مازوت شهريًا لكن تم وقف الإمدادات. كم عدد براميل النفط التى تحصل عليها مصر من العراق شهريًا؟ تحصل مصر على 200 ألف برميل بترول من العراق كل شهر، ومن المتوقع أن يزيد العدد إلى أكثر من ذلك. كم عدد براميل النفط المتوقع إمداد مصر بها؟ فيما تتحدث تقارير صحفية عراقية عن قدرة بلاد الرافدين على زيادة الإمدادات من 200 ألف برميل نفط شهريًا إلى مضاعفة هذه الكمية إلى مليون برميل شهريًا أى خمسة أضعاف، لذا يعتبر البعض أن تلك الكمية كافية من أجل سد الاحتياجات. رابعًا: كيف تحل إمكانيات وزارة البترول مسألة استيراد الزيت الخام؟ التوجه نحو العراق سيتركز على جزئية نقل وتكرير الزيت الخام، ومد خط أنابيب وغيرها، لاسيما أن مصر تشترى بالفعل الخام العراقى من الموردين فى السوق العالمية لكى يتم تكريره بالمعامل المصرية. ورجحت التقارير الصحفية المصرية أن الحصول على الزيت الخام من العراق سيكون من الشركة الوطنية العراقية مباشرة بدلاً من الشراء من الموردين، بعد أن يتناقش الخبراء من الجانب المصرى والعراقى، ويتم الاتفاق على الكميات والصيغة النهائية للاتفاق.
