يشهد معرض جيتكس دبى للتقنية 2010 العديد من المنتجات المثيرة فى أشكالها وإمكانياتها، خاصة أن الكثير منها يدخل العالم العربى لأول مرة، ولكن الزائر للمعرض يجد وسط هذه الآلات والإلكترونيات منتج عربى مميز عبارة عن رجل عربى يرتدى الزى الإماراتى المكون من الغترة والعقال والكندورة ويضع لحية كثيفة وشارب خفيف، اليوم السابع اقترب منه وتحدث إليه فبدأ عليه علامات الفرح حيناً والحزن أحياناً أخرى وكأنه حزين لأن معظم المنتجات المحيطة به من حوله فى المعرض، إن لم يكن جميعها، منتجات أجنبية وليست عربية، إنه أول إنسان آلى فى الوطن العربى، والذى قامت بصناعته جامعة الإمارات لتصبح أول جامعة عربية تصنع ربوت وتشارك به فى المحافل العلمية والتكنولوجية ويصبح أول إنسان آلى عربى لشخصية تاريخية متميزة. الإنسان الآلى العربى يبلغ طوله متراً ونصف المتر، وهو قادر على القراءة بالعربية والإنجليزية أيضاً، وقادر على التبحر فى شبكة الإنترنت، والإجابة عن أسئلة مختلفة، ويتمتع بقدرات تؤهله لأن يكون موظف استقبال أو موظف مبيعات فى الشركات والفنادق ومراكز التسوق. كما أنه قادر على إنشاء صفحة له، على المواقع الاجتماعية الإلكترونية، مثل الفيس بوك، وتويتر، وتكوين صداقات من البشر، ليتبادل معهم الأحاديث والمعلومات. وأشرف على عملية تصميم هذا الربوت الباحث اليونانى نيكولاس مافريديس الأستاذ المساعد فى علوم الكمبيوتر فى كلية تكنولوجيا المعلومات بجامعة الإمارات، وشاركه الإنجاز فريق ضم أكثر من 10 طلاب عرب وآسيويين وأستراليين وأمريكان، سوف ويعرضونه فى مؤتمرات عملية ومعارض كبرى معنية بالتكنولوجيا داخل وخارج الإمارات. واستغرقت عملية صناعة الربوت عام ونصف، وشاركت فيها شركة أجنبية معنية بصناعة التقنيات وبرامج الحاسب الآلى، وتقدر كلفة صناعة هذا "الرجل الآلي" بحوالى 200 ألف دولار، وقال بيان للجامعة أنها تخطط لإنتاج نسخ منه، للاستفاده منها فى مجالات تعليم الطلاب الجامعيين، وأصحاب الوظائف التجارية. وبدأت شهرة الربوت "ابن سينا" عندما تم حجز مقعد له فى الدرجة الأولى على إحدى طائرات شركة طيران الإمارات المتجهة من دبى إلى الرياض قبل أشهر ليشارك فى معرض هناك، حيث فوجئ ركاب الطائرة بهذا الراكب الذى لا يختلف عن الإنسان فى شىء يجلس على مقعد مجاور لهم، وسرعان ما تبادلوا معه الحديث، وكان مثار اهتمامهم طوال الرحلة، وكذلك الأمر فى المطارات بكلا البلدين، ليواصل مع جيتكس دبى الكشف عن المزيد من الأسرار التقنية حول العالم، ولكنها جاءت هذه المرة من جامعة الإمارات العربية المتحدة.
