أرسل قارئ يقول: عملت طوال 15 عاما فى إحدى الشركات ودون سابق إنذار تم الاستغناء عنى فى العمل ومنذ ذلك الحين أصبت بارتفاع فى ضغط الدم وبأمراض بالقلب، فهل هناك علاقة بين الاستغناء عنى وإصابتى بتلك الأمراض؟ يجيب الدكتور جمال شعبان استشارى أمراض القلب قائلا: تؤكد الدكتورة ماريانا فيرتانن الباحثة فى علم الأوبئة فى المعهد الفنلندى للصحة المهنية وكلية لندن الجامعية، أن "التوازن بين العمل ووقت الفراغ مهم جدا"، فإذا كان الإنسان يعمل لساعات طويلة، فإنه يعرض نفسه لمستويات أعلى من التوتر ومن ثم لن يكون لديه الوقت الكافى للعناية بصحته، لذا ينبغى على الأطباء أن يضعوا ساعات العمل الطويلة على قائمة عوامل الخطر المحتملة لأمراض القلب". ومن المثير للدهشة أن عكس هذا الأمر يصيب بأمراض مختلفة، فإن فقدان الوظيفة يؤدى إلى السكتة القلبية حيث كشفت دراسة حديثة تناولت التأثير السلبى للبطالة على الصحة النفسية والجسدية، ووجدت أن معظم الأصحاء الذين تم الاستغناء عنهم بسبب الأزمة المالية العالمية، بدون أسباب تتعلق بتقصيرهم فى مهامهم، أصيبوا بأمراض مختلفة شكلت مفاجأة لمن حولهم، وبحسب الدراسة، فإن 80% ممن جرى الاستغناء عنهم وتركهم العمل بالولايات المتحدة وحدها أبلغوا عن تعرضهم لأمراض متنوعة، رغم أنهم كانوا من الأصحاء فى السابق. وقد أشارت كايت سترولى، أخصائية علوم الإحصاء الديموغرافى فى جامعة "ألبنى" بولاية نيويوركالأمريكية، إلى أن الدراسة التى أجرتها على ما يزيد من 8 آلاف موظف من ذوى المناصب الإدارية المتوسطة والدنيا وبعد فحص الحالة الصحية للمشتركين فى الدراسة، ومقارنتها بوثائقهم الطبية العائدة لسنوات سابقة بينت أن "الأمراض تظهر بشكل أساسى عندما يتم الاستغناء عن الموظف دون أن تقدم له الشركة أى سبب يتعلق بتقصيره فى العمل أو طبيعة أدائه، والأمراض المسجلة تتركز بشكل أساسى فى الأعضاء المسئولة عن الدورة الدموية، مثل القلب والشرايين والأوردة، ومن مظاهرها ارتفاع ضغط الدم والتعرض للأزمات القلبية وانتشار التهابات المفاصل". وأكدت سترولى أن هذه الأمراض خطيرة للغاية، ويترتب عليها توفير عناية طبية مكلفة فى بعض الأحيان، مشيرة إلى أن ضخامة عدد المصابين بهذه الأمراض قد يؤثر على الأداء العام للاقتصاد العالمى، حتى بعد عودة انتعاش الاقتصاد العالمى.